الوقت- شكّلت عودة معرض دمشق الدولي، بعد غياب قسري، رسالة امنية وسياسية تؤكد هزيمة الارهاب، وجددت ثقة دول العالم بالحكومة السورية بعد فشل كل المؤامرات الرامية الى تمزيق الشعب السوري والنيل من سيادته.
وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء السوري عماد خميس، خلال زيارته للمعرض، أن هناك إقبالا كبيرا على المعرض من المواطنين ومن الشركات المشاركة مقارنة مع أعوام سابقة، وشدد خميس على أن معرض دمشق الدولي اختصر انتصار سوريا بكل العناوين السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية،مضيفاً "أقول للعالم سورية تنبض بالحياة وستبقى كذلك"، لافتا إلى أن المعرض لبنة في إعادة بناء سوريا تضاف إلى انتصارات قواتنا المسلحة، مشيرا في الوقت ذاته الى أن سيتم تعميم النشاطات والفعاليات الاقتصادية على المحافظات مبينا أن الدورات السابقة للمعرض كان عنوانها الأساسي الاقتصاد لكن اليوم كل الفعاليات الثقافية والفنية والتنموية مشاركة في هذا المعرض وكانت هناك معارض جزئية خلال المعرض الكبير وهو شيء نوعي ميز هذه الدورة من معرض دمشق الدولي.
اعادة إحياء هذه الظاهرة الاقتصادية تبعث الأمل في النفوس
الى ذلك أكد عدد من رجال الأعمال الروس أن إعادة إحياء هذه الظاهرة الاقتصادية الاجتماعية تبعث الأمل في النفوس بأن إرساء الاستقرار والتفاهم والسلام في سوريا جار ويتوطد يوماً بعد يوم، مشددين على أن الشعب السوري سينتصر حتماً على الإرهاب، منوّهين الى الدعم الذي تقدمه روسيا للشعب السوري الشقيق في هذه الحرب المفروضة عليه.
من جانبه قال وزير خارجية جمهورية أبخازيا داور كوفي، أن إقامة معرض دمشق الدولي في هذا الوقت هي "نصر لسوريا" موضحا أن مشاركة الوفد الأبخازي في المعرض لها هدف إضافي يتمثل بخلق علاقات جديدة بين البلدين.
حضور مصري ويمني لافت
الحضور المصري في معرض دمشق الدولي كان لافتاً، اذ شارك عدد من التجار رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين المصريين في التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية، وأكدوا أن العلاقات السورية المصرية التاريخية تعود بزخم أقوى مما كانت عليه لأن البلدين امتداد واحد تعرضا لظروف ولتجربة مشابهة زادتهما قوة كما أن المحنة التي تعرضت لها سوريا ستزيدها قوة لتعود أمتن وأصلب، مؤكدين أن الشعب المصري يقف مع الدولة السورية ويدرك أنها تتعرض لحرب كونية وأنها صاحبة حق لذلك هي قادرة على استعادة مكانتها ودورها في المنطقة كإحدى دول المواجهة التي لا معنى للصراع مع العدو بدونها.
في حين أكدت عدد من الشخصيات السياسية اليمنية خلال زيارتها للمعرض، من بينها ماجد الإدريسي الأمين العام المساعد لحزب الكرامة اليمني و الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطى الناصري اليمني عبد القادر سلام ، أن إقامة معرض دمشق الدولي يشكل تتويجا لانتصار الجيش العربي السوري وقيادته في الحرب على الإرهاب والدول الداعمة له.
اشادة كبيرة من قبل الشركات العالمية المشاركة بالمعرض
كذلك سجلت الشركات الأجنبية في الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي حضورها بأجنحة مميزة ضمت العديد من التجهيزات ، وأكد عدد من رجال الأعمال الصينيين المشاركين في المعرض أن مشاركتهم تأتي في إطار دعم الصين للشعب السوري الصديق وإشارة لاستعداد بلاده للمشاركة في إعادة إعمار سوريا.
في حين أكدت ممثل السفارة الإندونيسية والمسؤول عن جناحها في المعرض مخلص حمدي رئيس على أهمية مشاركة بلاده في المعرض ومساهمة ذلك في تعزيز العلاقات الثنائية المستمرة منذ عهود بين البلدين.
الى ذلك أكد رئيس الجناح البرازيلي في المعرض وجود 4 شركات تختص في مجالات صناعة الأدوية والعديد من شركات الاعمار في معرض دمشق مما يؤكد عمق العلاقة بين سوريا والبرازيل.
كما أكد سفير جمهورية كوبا بدمشق روهيريو مانويل سانتانا، أن "النجاح الذي حققه معرض دمشق الدولي في دورته الحالية دليل على الإرادة القوية التي يتمتع بها الشعب السوري في مواجهة التحديات".
رجال الأعمال الأوروبيين: التظاهرة الكبيرة جاءت نتيجة انتصارات الجيش السوري وحلفائه
كذلك اعتبر عدد من رجال الأعمال الأوروبيين المشاركين في المعرض أن مشاركة أكثر من أربعين دولة فيه دليل على الاحترام الذي تتمتع به سوريا ودعم المجتمع الدولي لها، مشيرين إلى أن هذه التظاهرة الكبيرة جاءت نتيجة انتصارات الجيش السوري وحلفائه على الإرهاب الدولي والعلاقات الطيبة التي تربط سوريا بدول العالم لا سيما دول الاتحاد الأوروبي، والتي ورغم الموقف الرسمي من الأحداث في سوريا، الى أن هناك دعم شعبي لنضال دمشق ضد التطرف والإرهاب وفي سبيل حماية استقلال وسيادة الشعب السوري.
وكان المعرض الذي أقيم المرة الأولى في عام 1954 انقطع طوال خمس سنوات، إذ نظمت آخر دوراته في صيف العام 2011 أي بعد أشهر على بدء حركة الأزمة السورية والتي تحولت لاحقاً إلى حرب مفتوحة من قبل الجماعات الارهابية وداعميهم على الشعب السوري.
ويشارك في المعرض، 43 دولة عربية وأجنبية، منها 23 دولة حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وتربطها بها علاقات اقتصادية وسياسية قوية من بينها روسيا وإيران والصين والعراق وفنزويلا.كما تحضر شركات بصفة خاصة من 20 دولة أخرى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، رغم فرض واشنطن وبروكسل عقوبات اقتصادية ضد سوريا.
يذكر أن الحكومة السورية برئاسة المهندس عماد خميس، قدمت كثيراً من التسهيلات لتشجع الشركات السورية على المشاركة، وعقد صفقات خلال أيام المعرض، كإعفاء المصدرين من أجور نقل البضائع في أي صفقة تعقد خلال أيام المعرض، وإفساح المجال لبيع منتجاتها المستوردة مباشرة للمستهلك، بالإضافة لتسهيلات للمشاركين والزائرين، بينها تخفيضات على بطاقات السفر والحجوزات الفندقية.
كذلك يستضيف المعرض 1500 رجل أعمال من دول عدة بينهم مغتربون سوريون لاستقطاب استثماراتهم في سوريا، ومن المتوقع أن يبلغ عدد زوار المعرض العام الحالي قرابة نصف مليون زائر مقارنة بـ54 ألفا في العام 2011.