الوقت- على مايبدو أن أيام المسلحين في سوريا باتت معدودة وطغيانهم ذهب مع الريح، وهم اليوم منبوذون من قبل غالبية المواطنين السوريين، لاسيما في ريف دمشق وادلب.
وفي هذا السياق خرج أكثر من 100 شخص يوم أمس الجمعة، في منطقة عربين على بعد 7 كم إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق، مطالبين هيئة تحرير الشام بالخروج من المنطقة ومن غوطة دمشق الشرقية.
وهذه الاحتجاجات على إرهاب "هيئة تحرير الشام" في منطقة عربين لم تكن الأولى من نوعها، حيث شهدت هذه المنطقة خروج مثل هذه المظاهرات، إذ سبق أن تظاهر السكان مرتين خلال الشهر الجاري بأعداد متفاوتة، غير أن عناصر من جبهة النصرة قاموا برشقهم بالحجارة، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين.
وكانت قد أعلنت عدد من كبرى الفصائل الارهابية في الشمال السوري، عن اندماجها في مكون عسكري جديد باسم "هيئة تحرير الشام"، يضم كلاً من "جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة" وذلك في خضم حالة الصراع التي تشهدها المناطق الشمالية بين جبهة فتح الشام وعدة مكونات أخرى كصقور الشام وجيش الإسلام، سبقها سيطرة جبهة فتح الشام على مقرات "جيش المجاهدين" بريف حلب وإدلب.
يشار الى أنه انطلقت في العام 2016 عدة محاولات للاندماج بين الفصائل الارهابية في سوريا إلا أنها بائت جميعها بالفشل.
عودة فيلق الرحمن
من جانبها كشفت وزارة الدفاع الروسية عن انضمام فصيل "فيلق الرحمن" من المعارضة السورية المسلحة التي تنشط في غوطة دمشق الشرقية، إلى الهدنة في سوريا.
وفي بيان لها أفادت الوزارة الروسية، أن التوقيع على اتفاقية انضمام الفيلق لنظام وقف إطلاق النار تم يوم الجمعة في جنيف بحضور ممثلين عن الوزارة والفصيل السوري المعارض. وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة التاسعة مساء اليوم.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنه بتوقيع الفيلق على الاتفاقية، أصبحت كافة الفصائل المعارضة التي تنشط في الغوطة الشرقية مشاركة في نظام الهدنة.
وكان قد وقّع "جيش الاسلام" الذي تنشط وحداته في الغوطة الشرقية أيضا في 22 من الشهر الماضي، على اتفاقية مماثلة مع وزارة الدفاع الروسية.
وتنص الاتفاقية على توقف الفيلق عن أي عمليات قتالية، بما في ذلك منع عمليات قصف تستهدف البعثات الدبلوماسية في دمشق.
وأضافت الوزارة الروسية: خلال اللقاء مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية، أكد ممثلو فيلق الرحمن استعدادهم لمحاربة إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" بلا هوادة، كما أنهم اقترحوا إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في الأراضي الخاضعة لسيطرة الفصيل في منطقة تخفيف التوتر.
مساعي روسية لإنجاح أستانا
يذكر أن وزارة الخارجية الروسية تبذل جهودا حثيثة، مع الدول الأخرى الضامنة لعملية أستانا حول سوريا لإعداد جولة جديدة من المحادثات.
وأفادت الخارجية الروسية نقلا عن "روسيا اليوم": في الوقت الحالي، تبذل روسيا مع الضامنين الآخرين (تركيا وإيران) والمراقبين (الأردن والولايات المتحدة والأمم المتحدة) لعملية أستانا، وكازاخستان فضلا عن الحكومة السورية وممثلي جماعات المعارضة المسلحة المشاركة في الهدنة جهودا لإعداد الاجتماع الدولي السادس بشأن سوريا، على أعلى مستوى في أستانا.
وتابعت الوزارة التي تعمل على ضم مسلحي المعارضة السورية الى الهدنة: ينتظر أن ينضم الجزء الوطني من المعارضة السورية بشكل متزايد إلى هذه الحرب التي لا هوادة فيها أيضا، من حيث المجالات العسكرية والسياسية والأيديولوجية.
وعقد الاجتماع السابق في أستانا بشأن سوريا في الفترة من 4 إلى 5 يوليو، ومن المقرر أن يتم عقد الإجتماع المقبل في نهاية أغسطس الجاري.