الوقت- لا يزال الحصار الخانق يسيطر على بلدتي الفوعة و كفريا منذ ما يزيد عن العامين، و رغم الانتصارات التي حققها الجيش السوري في الأشهر الأخيرة و التي تمثلت باسترجاع ما يزيد عن 70 الف كيلومتر مربع من الجماعات الارهابية المسلحة، الا أن تلك البلدتين الواقعتين في الريف الشمالي من إدلب ما تزال بعيدتين عن جغرافيا المناطق المحررة، و ما يزيد من عناء أهلها، حصارها من الجهات الأربعة حيث لا منفذ لدخول الإمدادات و المساعدات و لا سبيل لإخلاء الشهداء و العائلات و الجرحى، والمساعدات الغذائية و الطبية الضرورية لم تدخل المنطقة منذ ما يزيد عن خمسة أشهر.
و للمطالبة برفع الحصار ينظم أهالي البلدتين منذ ما يزيد عن الشهر و بشكل يومي وقفة احتجاجية يطالبون فيها بإنهاء أكثر من عامين من الحصار المفروض على أهالي البلدتين، واستكمال تطبيق اتفاق "البلدات الأربعة" وإعادة مفقودي تفجير الراشدين الإرهابي الذي ضرب أهالي البلدتين الذين تم إجلاؤهم وفقاً للاتفاق في أبريل/نيسان الفائت، والذي راح ضحيته أكثر من مئة شهيد، ومئات الجرحى والمفقودين، و ترجح المعلومات فرضية اختطافهم من قبل المجموعات الإرهابية.
كما ناشد المحتجون من أهالي البلدتين المعنيين للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والتي غابت عن البلدتين بعد انقطاع دام أكثر من خمسة أشهر غابت خلاله المواد الغذائية و التموينية الرئيسية من طحين و زيت و حبوب و محروقات و غيرها، كما ناشد الأهالي المجتمع الدولي للضغط على المجموعات المسلحة للسماح بإدخال المستلزمات الطبية و الأدوية الرئيسية التي يعاني السكان من جراء عدم توفر أبسطها، و خصوصا فيما يتعلق بالأمراض المزمنة من سكري و ضغط الدم التي يحتاج فيها المرضى إلى علاج دائم، أو مرضى السرطان و غسيل الكلى الذين يحتاجون لعلاجات دورية تخصصية.
و على الصعيد الميداني يستمر قصف المسلحين لبلدتي الفوعة و كفريا بالصواريخ و الطائرات المسيرة و رصاص القنص فقد أصيب الشاب عبد الوهاب مصطفى باغوض (29 سنة) من بلدة كفريا المحاصرة في ريف إدلب الشمالي جراء أعمال قنص من قبل المجموعات المسلحة من جهة معرة مصرين شمال البلدة.
كما استهدفت المجموعات المسلحة التي تحاصر أهالي بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي مجدداً الأحياء السكنية في البلدتين وخزان المياه الوحيد الذي يغذي البلدتين بطائرة استطلاع صغيرة محملة بعدد من القنابل مما أدى الى تخريبه.
و قد وجه الدكتور أحمد مصطفى شحادة من مشفى الفوعة رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيها عن انقطاع الأدوية بشكل شبه كامل من مسكنات و أدوية الأطفال و الحرارة و الإنفلونزا التي تضرب هذه الأيام سكان البلدتين، و قد ناشد المعنيين بإرسال ما یحتاجه المستشفى من دواء و علاج عبر الطائرات و التدقيق بحاجة السكان من ناحية العلاجات لكي لا تصل الأمور الى حد الكارثة إنسانية.
يذكر أنه في 14 أبريل 2017 و باتفاق بين الجماعات المسلحة و الجيش السوري، أجلت 75 حافلة و20 سيارة إسعاف حوالي 5000 شخص من الفوعة وكفريا إلى حلب ، وفي اليوم التالي، تم تفجير قافلة من الحافلات التي تحمل المدنيين الذين تم إجلاؤهم في غرب حلب منطقة حي الراشدين، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص و جرح العشرات من نساء و أطفال لا يزال مصير البعض منهم مجهولا و يخشى ذووهم بأن يكونوا قد تعرضوا للإختطاف من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تواكبهم و التي كان من المفترض أن ترعى الإتفاق و توصلهم إلى مدينة حلب آمنين.