الوقت- تعرضت حافلات الخارجين من "الفوعة" و"كفريا" في منطقة الراشدين بمدينة حلب السورية إلى أنفجار سيارة مفخخة يوم السبت الماضي راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وحصلت هذه الجريمة النكراء أثناء تجمع الأطفال لاستلام المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية. وقد عکست المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام مدى فداحة هذه الفاجعة إلى درجة دعت بعض هذه الوسائل إلى اطلاق اسم السبت الأسود على هذه الجريمة التي استهدفت السكان الشيعة في "الفوعة" و"كفريا".
وجاءت هذه الجريمة التي نفذتها الجماعات الإرهابية المدعومة من أمريكا وحلفائها الغربيين والإقليميين بعد سنوات من الحصار الخانق الذي تعرضت له "الفوعة" و"كفريا" على يد التكفيريين. وكان الأهالي يستعدون للانتقال إلى مناطق آمنة لحظة وقوع الانفجار .
والكثير من ضحايا هذه المجزرة الوحشية كانوا يعانون من الجوع بسبب الحصار الظالم الذي شددته الجماعات التكفيرية على مناطقهم قبل يومين من وقوع الجريمة.
وهذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يرتكبها التكفيريون بحق المدنيين العزل في سوريا، وهي تنم دون شك عن انعدام الشعور بالإنسانية لدى منفذيها المدعومين بالمال والسلاح من قوىً إقليمية وغربية على رأسها أمريكا.
وتعكس هذه الجريمة الهمجية إلى أي مستوى من الانحطاط قد وصلت إليه الجماعات الإرهابية بعد أن عجزت عن مواجهة القوات السورية وقوى المقاومة الداعمة لها في ميادين القتال.
ويعتقد المراقبون بأن هذه الجريمة جاءت في إطار المساعي التي تبذلها الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها لحرف الأذهان عن الهزائم المتكررة التي منيت بها هذه الجماعات على يد القوات السورية ومحور المقاومة، ولالتقاط الانفاس و لإعادة تنظيم صفوفها التي تضعضعت كثيراً نتيجة الضربات المتلاحقة التي تلقتها في الآونة الاخيرة والتي تكبدت خلالها خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات.
وتجدر الإشارة هنا إلى دور تركيا وقطر والسعودية في دعم الجماعات الإرهابية في سوريا طيلة السنوات الست الماضية والتي باءت جميع محاولاتها لإسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد بالفشل، نتيجة صمود الشعب السوري وقواه المسلحة ودعم الدول الحليفة وفي مقدمتها إيران وروسيا ومحور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
وعلى الرغم من إدعاء تركيا بالسعي لتسوية الأزمة السورية سياسياً، إلاّ أن الحقيقة والمعطيات المتوفرة على الأرض تشير إلى أنها لازالت تقف إلى جانب الإرهابيين لضرب الشعب السوري بدلاً من أن تستخدم نفوذها في صفوف الجماعات التكفيرية لضمان خروج أهالي المناطق المحاصرة ومن بينها "الفوعة" و"كفريا" إلى مناطق آمنة مقابل إخلاء سبيل عدد من الإرهابيين.
ولو كانت أنقرة حريصة فعلاً على أرواح المدنيين السوريين لما حصلت المجزرة الأخيرة في "الفوعة" و"كفريا"، ولكنها أثبتت أنها لن تألو جهداً في دعم الإرهابيين من أجل تحقيق أهدافها في سوريا بالتواطؤ مع دول إقليمية أخرى كالسعودية وقطر وعدد من الدول الغربية على رأسها أمريكا.
والسؤال المطروح: أين مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان الذين يتشدقون بالشعارات الفضفاضة لتلميع صورهم أمام الرأي العام الإقليمي والدولي؟! ولماذا تصمت أمريكا والدول الغربية الحليفة لها أمام الجرائم البشعة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية بحق الأبرياء العزل في سوريا والتي كان آخرها في "الفوعة" و"كفريا"؟ وأين الجامعة العربية التي تدّعي الدفاع عن حقوق العرب من هذه الجرائم؟! ولماذا لا تستخدم أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا إمكاناتها العسكرية لضرب مواقع ومقرات الجماعات الإرهابية في سوريا، ولماذا لاتطالب هذه الدول بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث جريمة التكفيريين في "الفوعة" و"كفريا". أليست هذه الجريمة تمثل وصمة عار أخرى في جبين المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والأمم المتحدة التي اختارت السكوت المريب أمام هذه الجريمة التي كشفت زيف هذه المنظمات التي تزعم كذباً الدفاع عن حقوق الإنسان من أجل خداع الرأي العام العالمي. فقدت أثبتت جريمة "الفوعة" و"كفريا" مرة أخرى بأن حقوق الإنسان التي ترفعها هذه المنظمات والدول الغربية والعربية المتحالفة مع الإرهابيين ليست سوى شعار للاستهلاك الإعلامي بهدف تحقيق مآرب مشؤومة على حساب دماء وأرواح الأبرياء سواء في سوريا أو غيرها من الدول الإقليمية خدمة للمشاريع الصهيونية الرامية إلى تمزيق المنطقة والاستحواذ على مقدرتنها والتحكم بمصيرها.