الوقت- صوّت مجلس الشورى الاسلامي في ايران في إطار المادة 11 على قراراته بـ"مواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرة للولايات المتحدة في المنطقة", وبموجب ذلك تم تكليف الحكومة الايرانية بتقوية القوة الدفاعية للجمهورية الاسلامية.
وفي حديث مع وكالة ایرانیة اشار كاظم جلالي، رئيس مركز البحوث في مجلس الشورى الايراني, الى تصويت مجلس الشورى على مواجهة قرارات امريكا الارهابية وقال: " أن مشروع القانون وفي اتجاه دعم القوات المسلحة ينصّ على تخصيص 260 مليون دولار إضافية لتطوير البرنامج الصاروخي ومبلغ مساو لفيلق القدس الايراني لمواجهة الارهاب".
ووصفت وكالة "بلومبرغ" الامريكية في تقرير لها ان إقرار مشروع قانون "مواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرة للولايات المتحدة في المنطقة" بهذه السرعة يُبين عزم طهران لمواجهة الضغوطات الامريكية.
واعلن احد الخبراء في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" المختص بالشأن الايراني: "ان البرنامج الصاروخي يسعى لإظهار قوة ايران في الوقت الذي تشهد المنطقة فوضى عارمة وبعيدة عن الاستقرار, ويهدف الى مواجهة اعداء ايران الاقليميين كالدول الخليجية وتنظيم داعش الارهابي وسائر المجاميع الارهابية".
واضاف المحلل ايضا: "هذا البرنامج يريد ان يُثبت لأمريكا عدم تخوف وتوجس ايران من النزاعات والتجاذبات. من وجهة نظر الايرانيين ان هدف هذا البرنامج هو كبت العدو".
وكان مجلس الشورى الإيراني قد وافق يوم الاحد على الخطة العامة لمواجهة الطوارئ والمغامرات الامريكية وصوّت 240 نائبا لصالح القرار وتحفظ نائب واحد عنه في حين لم يصوّت اي نائب بالرفض.
القوة الدفاعية ستكون متناغمة مع استراتيجية الدول الاقليمية المحيطة بإيران والتهديدات المفترضة
الموقع الجغرافي والطبيعي لإيران جعل من حدودها محط انظار التهديدات الارهابية ويُشكّل ذلك خطرا على امنها لذلك يتحتم عليها الوقوف ضد هذه التهديدات من خلال زيادة القدرة العسكرية وذلك اجراء طبيعي ومنطقي لحماية اراضيها.
الاستراتيجية الدفاعية لإيران ليست تهديدا للدول، لكنها مبنية على قوة ردع التهديدات.
والحقيقة, لهذا السبب طرحت الولايات المتحدة مشروع تضئيل قدرة ايران من خلال عدم التزامها بالإتفاق النووي او حتى تغيير نظام الجمهورية الاسلامية في حال توفرت الظروف.
استراتيجية امريكا في هذا المجال تصب في مسير انتهاك الاتفاق النووي وايجاد آليات لما يلي:
1-القضاء على القوة الصاروخية للجمهورية الاسلامية تحت عنوان "امكانية حمل رؤوس وشحنات نووية بالصواريخ البالستية".
2-الحد من نفوذ محور المقاومة وربما القضاء عليه كاملا في حال سمحت الظروف لذلك وذلك تحت مُسمّى "دعم ايران للمجاميع الارهابية".
المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران والقائد العام للقوات المسلحة سماحة السيد علي الخامنئي, دائما ما أكد على ضرورة رفع المستوى العسكري للبلاد بعد تحديده للأهداف واستقراءه للتحديات والتهديدات الامنية التي تواجه الجمهورية الاسلامية.
وفي ذات السياق صرّح المرشد الاعلى في زيارته للصناعات العسكرية في 31 اغسطس 2016 قائلا:
"في الظروف التي جعلت دول الاستكبار تبسط قدرتها ولا يُرى في اعينهم رحمة او اشفاق واستهدافهم العلني والمتعمد لحفلات الزفاف والمستشفيات بحجة مواجهة الارهاب وسفك دماء مئات الابرياء وهي لا تتقبل مسؤولية امام اي منظمة او مؤسسة ولا تعيرهم اي انتباه, يستوجب ذلك رفع القدرات العسكرية لتشعر الدول الاستكبارية بالتهديد".
واضاف السيد الخامنئي: "بالتأكيد لدينا محدوديات وقيود على صناعاتنا الدفاعية والعسكرية ونمنع اسلحة الدمار الشامل كالسلاح الكيميائي والسلاح النووي, ونرفضها على اساس عقائدنا الدينية".
القوة الرادعة لإيران لمواجهة التهديدات
لدى الجمهورية الاسلامية اليوم قدرة الردع وايضا امكانية القوة الهجومية وتستطيع بالإعتماد على قوتها العسكرية ان تقف امام التهديدات والمخاطر الأمنية في المنطقة.
ومن خلال الرد الصاروخي الايراني على الاعمال الارهابية التي نفذتها جماعة داعش الارهابية في طهران يوم 7 يونيو, بيّنت ايران ان الأمن والقوة الرادعة هي الخطوط الحمراء للجمهورية الاسلامية لذلك لن تتردد لحظة في الدفاع عن امنها القومي.
تصويت مجلس الشورى الايراني على زيادة المخصصات المالية للبرنامج الصاروخي الايراني يدل على النقطة اعلاه ايضا.