انطلق، يوم امس السبت، سباق الانتخابات بين الأحزاب الألمانية قبل ستة أسابيع من الانتخابات التي من المقرر أن تقام في 24 أيلول المقبل.
ومع انطلاق الحملات الرسمية للانتخابات البرلمانية الألمانية بدأت المستشارة الألمانية وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، أنجيلا ميركل، حملتها الانتخابية في مدينة دورتموند، فيما وصفت الحملة الانتخابية للحزب المسيحي الديمقراطي بالأكبر على مدى عقود.
وستقيم ميركل خلال الأسابيع الستة المتبقية حتى انطلاق الانتخابات البرلمانية 50 حملة انتخابية في 50 مدينة مختلفة. فيما لم يكن اختيار دورتموند كاول محطة انتخابية، خيارا عشوائيا، حيث يبلغ عدد سكان هذه المدينة قرابة 600 الف مواطن وتعد من اكبر المدن العمالية في غرب ألمانيا، بالإضافة الى كونها قاعدة تقليدية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني، وهذه قد تعد انطلاقة قوية لحملة ميركل الانتخابية. كما أن مدينة دورتموند تعتبر معجزة الاقتصاد الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه المدينة محور لكلمة ميركل في أول حملة انتخابية لحزبها، حيث ركزت الكلمة على الاستقرار الاقتصادي في ألمانيا.
وقالت المستشارة الألمانية: "إن الثقة هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع اعادة الحياة الى صناعة السيارات في بلادنا، عندما أتكلم عن الصناعة، فأنا أقصد بكلامي مدراء الشركات".
وتهدف ميركل الى التركيز على صناعة السيارات من أجل توفير 800 الف وظيفة في مجال الصناعة والتصدير وحث المدراء على الابداع في مجال عملهم. كما يهدف وجود ميركل في دورتموند الى التواجد بين العمال والتأكيد على موضوع العدالة الاجتماعية. حيث تعتبر العدالة الاجتماعية المحور الرئيس للبرنامج الانتخابي لمارتين شولتز، منافس ميركل في الانتخابات والذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني.
وقد ارتفعت مقاييس الدخل والإنتاج القومي في ألمانيا منذ استلام ميركل منصب المستشارة الألمانية في عام 2005، وأدى هذا بدوره الى تراجع البطالة في البلاد. حيث بلغت نسبة البطالة في ألمانيا في العام الحالي 4 في المائة، إلا أن الفوارق الطبقية تزداد حيث تعد الأتعاب والرواتب المنخفضة مشكلة تعاني منها شريحة كبيرة من الطبقة العاملة في ألمانيا.
ولن تكون الانتخابات في الرابع والعشرين من أيلول المقبل، تحديا صعبا للحزب الديمقراطي المسيحي، حيث اظهرت آخر استطلاعات الرأي تقدم الحزب الديمقراطي المسيحي على منافسه الرئيس، أي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بفارق 15 نقطة. وقد تولت ميركل منصب المستشارة الألمانية منذ تشرين الثاني عام 2005 حتى الآن أي لمدة اثني عشر عاما، وفي حال اعادة انتخابها مجددا فإنها ستتولى قيادة البلاد لأربعة أعوام أخرى. وبهذا ستكون اكثر المستشارين خبرة في تاريخ ألمانيا الفيدرالية بعد " هلموت كول" المستشار الألماني الأسبق الذي بقي في المنصب منذ 1982 حتى 1998.
ويحظى أداء ميركل في الجانب الاقتصادي برضا الشعب الألماني، وهذا ما جعلها تحصل على الدعم الشعبي على مدى السنوات الاثني عشر الماضية. ويعد تراجع نسبة البطالة في ألمانيا الى 4 في المائة حتى آذار الماضي، أمرا غير مسبوق في العقود الثلاث الماضية. وفي أول حملة انتخابية لها، قالت المستشارة الألمانية الحالية في مدينة دورتموند: "إذا أعيد انتخابي، سأحرص على متابعة سياسات الحزب في مجال تعزيز الأسرة، الأمن الداخلي وتوفير المزيد من فرص العمل".
وعلى غرار الأحزاب اليسارية المعتدلة الأخرى في أوروبا، مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفرنسية، فقدت شعارات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني حول العدالة بريقها، حيث أن هذه الاحزاب فشلت في تطبيق شعاراتها خلال فترات توليها الحكم، وخلال الأعوام الأربعة الماضية كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريكا للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم، ولم يأت بجديد.