الوقت - أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال "جوزيف دانفورد" إن روسيا وكوريا الشمالية وإيران تمثل أكبر ثلاثة تحديات تواجهها أمريكا في الوقت الحاضر، حسبما ذكر موقع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على شبكة الإنترنت.
وخلال ندوة أمنية في مدينة آسبن بولاية كولورادو الأمريكية وصف دانفورد روسيا بأنها تمثل أقوى الأخطار التي تواجهها أمريكا من ناحية القدرات العسكرية.
ورداً على سؤال بشأن إمكانيات واشنطن للتصدي لما تفعله موسكو في أوكرانيا وسوريا، أجاب دانفورد إن "أهم شيء في التعامل مع روسيا هو درء الحرب النووية".
كما أشار إلى ضرورة الحفاظ على القدرات العسكرية التقليدية والحاجة إلى "حلفاء وأصدقاء"، مشدداً على العلاقة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأضاف، إن على واشنطن أن تستعد لمواجهة "أخطار غير عسكرية" صادرة عن روسيا، لافتاً إلى ما وصفه بـ"المنافسة العدائية" الروسية في مجال التقنيات السيبرانية والعمليات الإعلامية وغير التقليدية".
يذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية تدهورت بشكل حاد بعد فرض واشنطن عقوبات ضد موسكو على خلفية الحرب الأهلية في أوكرانيا، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، واتهام أمريكا لروسيا بالتدخل في النزاع الأوكراني، وهو ما نفته الأخيرة مراراً. ويقر كلا الطرفين بأن العلاقات بينهما وصلت حالياً إلى أدنى مستوى منذ عقود.
كما وصف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة كوريا الشمالية بأنها "التحدي الأكثر إلحاحا" بالنسبة لبلاده. وقال: "الكثيرون يتحدثون عن خيارات عسكرية بعبارات مثل "لا يمكن تصورها". وأضاف إن النزاع في شبه الجزيرة الكورية سيكون أمراً مروعاً، وإنه سيسفر عن خسائر في الأرواح لم نشهد لها مثيلاً في تاريخنا".
وتابع دانفورد: "إن ما لا يمكن تصوره بالنسبة لي، هو الوقوف مكتوف اليدين أمام قوة قادرة على إنزال ضربات نووية على (مدينة) دنفر بولاية كولورادو، لذا فإن مهمتي ستكون تطوير خيارات عسكرية للحيلولة دون حدوث ذلك".
وحذّر دانفورد من التداعيات الكارثية على شبه الجزيرة الكورية لأي عمل عسكري ضد كوريا الشمالية، وقال: "ستكون حرباً لم نشهد لها مثيل منذ 1953"، في إشارة إلى الحرب الكورية التي انتهت في 1953. وأضاف "ستكون حرباً بالغة الخطورة".
وحول ازدياد حجم الهجمات الإلكترونية من جانب كوريا الشمالية وروسيا، أوضح دانفورد أنه يجب على بلاده مواصلة مواجهة التهديدات السيبرانية.
والجدير بالذكر، أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد وجهت اتهامات لروسيا حول هجمات إلكترونية في فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، ومحاولة التأثير على نتائجها. وقد رفضت موسكو أكثر من مرة مثل هذه الاتهامات، وأكد كل من الكرملين ووزارة الخارجية الروسية أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة.
وأشار دانفورد أيضاً إلى ما أسماه كثرة التهديدات الصادرة عن تأثير إيران, وصعود الصين. وأضاف "لدى الصين وإيران إمكانيات واسعة في المجال الإلكتروني والفضائي والجوي والبحري والبري للحد من قدراتنا على نشر قواتنا واستخدامها ودعمها".
وفي جانب آخر من حديثه قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن أي حل سياسي أو عسكري في سوريا سيأخذ بعين الاعتبار مصالح تركيا على المدى البعيد من الناحية الأمنية.
وأضاف أن بلاده تبذل قصارى جهدها لتخفيف المخاوف التركية إزاء الدعم الأمريكي لأكراد سوريا وتحديداً قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب "YPD" عمودها الفقري.
وفي رده على سؤال حول صفقة شراء تركيا للصواريخ الروسية، قال "لا صحة للأخبار الواردة في هذا الاتجاه، فتركيا لم تشتر منظومة إس 400 للدفاع الجوي، لكن لو فعلت ذلك، لأثار هذا الوضع قلق واشنطن".
وكان وزير الدفاع التركي السابق، نائب رئيس الوزراء الحالي فكري إشيق، أعلن الأسبوع الماضي أن مباحثات أنقرة وموسكو حول شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية المذكورة وصلت إلى مرحلتها الأخيرة.
وفي ختام حديثه أعرب دانفورد عن مخاوفه من أن تفقد بلاده موطئ قدمها في سورية بعد القضاء على "داعش"، وقال أن روسيا تتجه لإخراج أمريكا من سورية على غرار ما فعلته مع تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون والمواثيق الدولية تمنع أمريكا من البقاء في سورية، إذ لم ينل تدخلها موافقة هذا البلد، على عكس روسيا التي تدخلت بطلب من الحكومة السورية.