الوقت- رغم عدم تأييد او تكذيب تنظيم داعش الارهابي الاعلان الروسي بشأن مقتل زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، في غارة لها على مدينة الرقة شمال سوريا، الا ان خطباء جمعة داعش لم يستطيعوا اخفاء دموعهم عندما يذكرون البغدادي في خطبهم.
وقالت قناة السومرية العراقية ان احد المقربين من البغدادي ويلقب بـ "ابو قتيبة" اجهش في البكاء عندما ذكر اسم البغدادي في خطبة له خلال صلاة الجمعة في مركز قضاء تلعفر غرب الموصل، مؤكدةً ان "ابو قتيبة" صرح بكلمات معدودة ترجح نبأ مقتل البغدادي امام العشرات من مسلحي تنظيم داعش ومؤيديه. واشارت قناة السومرية ان قوات من التنظيم حاصرت منزل "ابو قتيبة" في اطراف تلعفر واعتقلته، وذلك في اليوم التالي من بكائه على البغدادي. وافادت مصادر محلية عراقية ان داعش اعدم "ابوقتيبة" حرقاً وسط قضاء تلعفر بحضور العشرات من مسلحي التنظيم، بعد اتهامه بـ"اثارة الفتنة الداخلية". واصدر التنظيم بياناً في المدينة اعلن فيه ان من يتحدث عن مقتل البغدادي سوف يعاقب بـ 50 جلدة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت عن توفر معلومات لديها تفيد بمقتل البغدادي خلال احدى الغارات الجوية الروسية على مدينة الرقة في السورية في 28 مايو/أيار الشهر الماضي، موضحةً ان الغارات استهدفت مركز قيادة تابع لداعش انعقد فيه اجتماع لقياديين بارزيين في التنظيم، وذلك لبحث سبل خروجهم من الرقة عبر ما يسمونه بـ"الممر الجنوبي"، مؤكدةً ان المعلموات الروسية تفيد بحضور البغدادي في الاجتماع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها ان موسكو تلقت معلومات عن تمهيد داعش لعقد اجتماع لقيادييها على الاطراف الجنوبية من مدينة الرقة، مشيرة الى انه بعد تأكدت روسيا من صحة المعلومات حول مكان وزمان عقد الاجتماع، شنت طائرات روسية من طرازي "سو-35" و"سو-34" غاراتها على مقر اجتماع قادة التنظيم، ما اسفر عن مقتل قرابة 30 قيادياً ميدانياً و300 مسلح من حراسهم، فيما لايزال الغموض يكتنف مصير البغدادي حتى الان بسبب تكتم داعش الشديد بعد الغارات الروسية. بدوره قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي فيكتور أوزيروف إن احتمال مقتل البغدادي يكاد يكون مؤكدا بنسبة 100 في المئة، موضحاً ان عدم نشر داعش صوراً حديثةً للبغدادي يعزز ثقة روسيا في مقتله.
صحيفة لوموند الفرنسية هي الاخرى نشرت تقريراً سلطت فيه الضوء على تداول خبر مقتل البغدادي، وتساءلت الصحيفة عما إذا كان البغدادي، في حال بقائه على قيد الحياة، قادراً على قيادة داعش في الوقت الذي يشهد فيه التنظيم تراجعاً واضحاً على جميع الأصعدة وفقدانه الكثير من مواقعه الاستراتيجية في العراق وسوريا. واكدت الصحيفة في تقريرها ان مصير البغدادي في الوقت الحالي مشابه لما حصل في افغانستان، حينما تكتمت جماعة طالبان على خبر وفاة زعيمها "الملا عمر" في شهر نيسان/ أبريل عام 2013، ولم تعترف بوفاته الا في شهر تموز/ يوليو عام 2015.
وفي السياق افاد القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري انه في حال التأكد من مقتل البغدادي، فان الشخص الذي سيخلفه في قيادة داعش سيكون من دول الخليج الفارسي وفقاً المعطيات الاستخباراتية المتوفرة لدى الحشد الشعبي، مشيراً الى ان معركة داعش المقبلة ستكون في الجزيرة العربية، واية دولة عربية بما فيها دول الخليج الفارسي لن تكون بمنأى عن نيران داعش. واوضح المعموري ان وجود عدد كبير من عرب الخليج الفارسي في الهيكلية العليا لتنظيم داعش سيؤدي الى اعتلاء قائد منهم رأس هرم التنظيم، في حالى مقتل البغدادي، مشيراً الى ان البغدادي كان يطمح الى تعزيز دور داعش في الدول التي تحتوي على حاضنة شعبية كبيرة مؤيدة لفكر التنظيم وعقائده.
داعش الذي يشهد في الوقت الحاضر تخبطاً واضحاً في صفوفه بسبب الانباء التي تتوالى حول مقتل البغدادي، قام بنشر تعميم مفاجئ في اغلب مساجد تلعفر ومقرات داعش الرئيسية غرب محافظة نينوى، داعياً فيه عناصره الى ترقب بياناً هاماً بشأن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، في حين قال مصدر محلي عراقي في محافظة نينوى أنه لم يعرف احد حتى الان طبيعة البيان المرتقب مشيراً الى وجود حالة ارباك واضحة في صفوف داعش.