الوقت- تتابع سفينة الإنقاذ الإيرانية "شاهد" طريقها قاصدة اليمن، حيث دخلت سفينة الإنقاذ الإيرانية صباح الأمس المياه الدولية لخليج عدن، وكانت السفينة الإيرانية "شاهد" قد غادرت ميناء بندر عباس يوم الاثنين الماضي حاملة على متنها 2500 طن من المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمة الهلال الأحمر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الشعب اليمني، ومن المتوقع أن تعبر السفينة مضيق باب المندب خلال الساعات القليلة القادمة.
إلى ذلك تستمر السعودية وحلفاؤها لليوم الرابع والخمسين على التوالي بشن عدوانها على الشعب اليمني، وآخر التطورات شهدت قيام طائرات التحالف السعودي بشن عدة غارات استهدفت محافظتي حجة وصعدة شمال اليمن، حيث قامت طائرات التحالف الخليجي بقصف المحافظتين المذكورتين بـ 15 صاروخاً، الأمر الذي أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى المدنيين، يأتي هذا الاستهداف في ظل الهدنة الإنسانية التي كانت أعلنت عنها السعودية وحلفاؤها الأسبوع الماضي وقامت طائراتها بخرقها بعد ساعات قليلة من إعلانها. وفي هذا الإطار أعلنت مصادر طبية يمنية ارتفاع حصيلة الغارات السعودية على مدينة زبيد يوم الثلاثاء الماضي إلى 100 شهيد وعشرات الجرحى بينهم حالات خطرة.
وعلى الأرض قام تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيا الإصلاح بإطلاق عدة صواريخ وقذائف دبابات استهدفت مدن عدن وتعز ولحج ومدينة عتق في محافظة شبوة، كما قام أفراد هذه العصابات باستهداف إحدى المجموعات العسكرية في حي المرور في محافظة تعز الأمر الذي أدى إلى استشهاد شخصين وجرح عدد آخر. كما سجل تحليق مكثف لطائرات أباتشي سعودية في سماء محافظة صعدة، وقامت هذه الطائرات بضرب منطقة المداحشة بأربعة صواريخ، كما قامت بتمشيط المنطقة مستخدمة رشاشاتها، واستهدفت بصاروخين مزارع البيت الأبيض. كما استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بغارتين وادي علاف بمديرية سحار في صعدة ما أدى الى إصابة مواطنين بجروح.
وعلى الصعيد السياسي بدأ الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي ومجموعة من أصدقائه المؤيدين للعدوان السعودي الخليجي، بعقد مؤتمر في العاصمة السعودية تحت عنوان "مؤتمر الرياض لانقاذ اليمن"، في ظل غياب مجموعة من القوى الفاعلة على الساحة اليمنية في مقدمتها حركة أنصار الله الإسلامية، الأمر الذي يشي _بحسب مراقبين_ بفشل هذا المؤتمر وعجزه عن إيجاد حل عادل للأزمة اليمنية. واستهل الرئيس المستقيل هادي كلمته بالتوجه بالشكر لدول التحالف السعودي الخليجي لقيامهم بعدوانهم على اليمن، حيث رأى في هذا العدوان مساعدة من دول مجلس التعاون لليمن لاستعادة "الشرعية" على حد تعبيره.
وعلى الصعيد الإنساني دعا المبعوث الدولي الجديد لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة التي كانت أعلنت عنها السعودية ولم تقم بالالتزام بها. وقال ولد الشيخ أحمد "أناشد كافة الأطراف أن تجدد التزامها بهذه الهدنة لخمسة أيام أخرى على الأقل"، ورأى ولد الشيخ أنه "يجب أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار وأن تنتهي كل أعمال العنف".
وفي العودة إلى رحلة سفينة الإنقاذ الإيرانية "شاهد"، نقلت وكالة فارس للأنباء خبر اقتراب سفينة حربية أجنبية من سفينة الإنقاذ الإيرانية صباح يوم أمس، وقامت السفينة الحربية بالإبحار على بعد خمسة أميال من السفينة الإيرانية، بعد ذلك طلبت السفينة الحربية من مسؤولي السفينة الإيرانية تعريف أنفسهم، حيث قام مسؤولو السفينة "شاهد" بهذا الأمر. في المقابل طلب قائد "شاهد" من السفينة الحربية أن تعرف نفسها، ليأتي الجواب أنهم سفينة حربية تابعة للإئتلاف الدولي لمواجهة القراصنة.
وحول هذا الموضوع أكد أحد مسؤولي سفينة الإنقاذ الإيرانية "شاهد" عدم أهمية هذا الأمر، وأضاف عادة ما تقوم السفن الحربية التابعة للإئتلاف بالإبحار بالقرب من السفن التجارية وذلك بغية التدخل في حال اقتضت الضرورة من أجل حماية هذه السفن من هجمات القراصنة.
يذكر أن سفن أكثر من ثلاثين دول تتواجد في محيط خليج عدن وبحر عمان لحماية السفن التجارية من هجمات القراصنة الذين ينتشرون في هذه المنطقة، وعادة ما يعمد هؤلاء القراصنة إلى مهاجمة السفن التجارية المدنية والقيام باختطافها، وتشارك إيران في مهامها في حماية السفن التجارية في خليج عدن بشكل مستقل عن الإئتلاف الدولي، عن طريق الأسطول البحري رقم 34 التابع للقوى البحرية الإيرانية والمؤلف من الطراد اللوجستي "بوشهر" والمدمرمة "البرز"، حيث يعمل هذا الأسطول على تأمين حركة التجارة العالمية في مياه خليج عدن، وحماية حركة السفن الإيرانية والدولية في المياه الدولية.