الوقت- عادة ما يعتري الأهل أو الأبوين وخاصة حديثي التجربة منهم الفضول الكبير من أجل معرفة جنس الجنين قبل ولادته، وغالباً ما يداهمهم هذا الشعور عند علمهم بحدوث الحمل مباشرة وربما قبل هذا بكثير، وفي سبيل إشباع هذا الفضول ومعرفة الأجوبة إبتكر الانسان منذ القدم سبلاً وطرق عدة كما كوّن معتقدات باتت تتناقل حتى يومنا هذا، كما انه ومع تقدم العلوم استطاع الانسان الوصول لطرق علمية واضحة ومؤكدة النتائج في هذا الخصوص.
أما علمياً ووفقاً للأصول الورائية المعروفة فإن الرجل هو من يحدد جنس المولود من خلال الكروموسومات التي لديه والتي تحمل الجينات (XY)، في حين أن المرآة تحمل كروموسومات ذات الصفات أو الجينات (XX)، فإذا ما أعطى الرجل الجين X والمرآة نفس الشيء بطبيعة الحال فإن المولود سيحمل الصفات الوراثية XX وبالتالي سيكون جنس المولود أنثى، بينما إذا أعطى الرجل الجين Y فإن المولود سيحمل الجينات XY وبالتالي سيكون ذكراً.
تطوّر الأعضاء التناسليّة للجنين
يعتبر تطور الأعضاء التناسلية لدى الأجنة واحدة من أشهر العلامات المتيقنة التي تدل على جنس الجنين، لذا فإن التعرف على المسار الزمني لنمو هذه الأعضاء يعتبر أمراً مثيراً ومشوقاً.
حيث أثبت الأخصائيون أن تطور الأعضاء التناسلية عند الجنين يبدأ في الأسبوع السابع أو الثامن من الحمل تقريباً، وتبدأ العملية بتكون خصية ومبيض في تجويف داخل بطن الجنين وفي هذه الفترة الزمنية لا يوجد أي أعضاء خارجية لدى الجنين ذكراً كان أم أنثى، وتبدأ الاختلافات بين الجنسين بالظهور توالياً بعد الأسبوع التاسع تقريباً.
فبالنسبة للأجنة الاناث يبدأ في الأسبوع التاسع أو العاشر ظهور برعم صغير بين الساقين يتطور لاحقاً ليصبح بظر ويتطور لاحقاً ليشكل العضو التناسلي الخاص بالمرأة وذلك قبل أن يصل عمر الجنين إلى 22 أسبوع كحد وسطي.
أما عند الجنين الذكر ففي الأسبوع التاسع أيضاً يبدأ برعم في التكون بين ساقي الجنين ويتمدد شيئاً فشيئاً ليشكل قضيب الجنين على مراحل عدة ليكتمل العضو التناسلي قبل الاسبوع الـ22 كذلك، أما الخصيتين فيأخذ تشكلهما وقت أطول فتنموان داخل الجسم على مراحل لتدليان لاحقاً في مراحل متأخرة من الحمل.
موعد تحديد جنس الجنين
بات متعارف علمياً أنه من الصعب تحديد جنس الجنين بين ذكر أو أنثى بواسطة الأمواج فوق الصوتية المعروفة بالسونار قبل الأسبوع الرابع عشر من تاريخ الحمل. بعد هذا التوقيت سيكون الطبيب قادر على معرفة جنس الجنين إذا ما كانت وضعيته داخل الرحم تسمح بذلك، ففي حالات عدة تصعب هذه المسألة بسبب انطواء الجنين على نفسه واغلاقه ساقيه فيصعب رؤية أعضاءه التناسلية. وحديثاً تم التوصل لطرق علمية عدة تسمح بمعرفة جنس الجنين بشكل مؤكد واستباقي نذكر منها:
- فحص الدم (NIPT) المختص بمعرفة متلازمة داون لدى الجنين، يمكن إجراء هذا الفحص في الأسبوع العاشر وبواسطته يمكن معرفة جنس الجنين أيضاً.
- فحص السّائل الأمنيوسيّ: يمكن إجراء هذا الفحص بين الأسبوعين السّادس عشر والعشرين من الحمل؛ لتحديد ما إذا كان الطفل مُصاباً باضطرابٍ وراثيٍّ، أو شذوذٍ في الكروموسومات، ويمكن تحديد جنس الجنين من خلاله.
- فحص (cvs) مشابه لفحص الأمنيوسي ولكن إجراؤه يتم في الأسبوع العاشر وحتى الأسبوع الثالث عشر، ويمكن معرفة جنس الجنين من خلاله.
- بطبيعة الحال يمكن إجراء فحوص الحمض النووي خلال الأسبوع التاسع من الحمل وهو فحص سيكشف عن أي تشوهات جينية محتملة عند الجنين وبهذا الفحص يمكن رؤية الجين المختص بجنس الذكر فإذا تم ملاحظة وجود الجين (Y) هذا يعني أن الجنين ذكر والعكس صحيح.
والجدير بالذكر هنا أن أساليب تقليدية واعتقادات كثيرة موجودة في مجتماعتنا تختص بمسألة معرفة جنس الجنين قبل ولادته وبمعظمها مبنية على أفكار وأساليب قديمة غير علمية إلا أنها تنجح في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ذلك هناك قواعد وأصول علمية تساعد الوالدين في تحديد جنس الجنين قبل عملية التلقيح وخلالها، هذه المواضيع وغيرها سنعرضها لكم في تقرير لاحق إن شاء الله.