الوقت- قالت صحيفة الاندبندنت على لسان الكاتبة "فيونا دي": إذا أردنا أن نأخذ الإرهاب على محمل الجد، وإذا أردنا أن نکافحه بشكل فعال يجب علينا ان نعلم أن تشخيص جيرمي كوربين رئيس حزب العمال البريطاني بشأن الحروب التي شنتها بريطانيا في الخارج کان صحیحا.
حيث قالت الكاتبة: إنه وبحسب وجهة نظر جيريمي كوربين بالنسبة لنا يجب معالجة أسباب الإرهاب من أجل مواجهته، فربما كان متوقعا أنه سيتم "تبرير" الإرهاب من خلال توجیه الانتقادات الانتهازية، لكوربين ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن عقودا من البحث تشير إلى أن كلام كوربين صحيح تماما.
وتابعت الصحيفة البريطانبة: إن أسباب الإرهاب معقدة، وتختلف اختلافا كبيرا من حالة إلى أخرى، ومع ذلك، هذا لا يعني أننا لا نستطيع تحديد الإرهاب وأسبابه، فمنذ أكثر من 30 عاما جادل العالم السياسي الشهير مارثا كرينشو بأن هناك شروطا أساسية للإرهاب، ومسببات للأعمال الإرهابية، والتي تتعلق بشروط مسبقة لما يمكن أن نسميه الأسباب الجذرية وهي: العوامل على المدى الطويل والتي مهدت الطريق للإرهاب، والتي ترتبط بمسببات لحدث معين، والعوامل التي يمكن أن يقال عنها بأنها "محفزات" للإرهاب وهذه كلها شروط مسبقة ومسببات قد تختلف (في الطبيعة، والأثر، والمدى) من حالة إلى أخرى، لكنه وفي الحقيقة إن الإرهاب مع مجموعة متنوعة من الأسباب، قد یختلف من حالة إلى أخرى، وبالتأكيد هذا كله يجعل مكافحة الإرهاب أمراً صعباً، فنحن لا يمكن أن نعالج كل شخص عرضة للتطرف كما لو كان هؤلاء الاشخاص هم نفسهم، فبعضهم يعاني من الكراهية أو الفقر أو الجهل أو الاغتراب.
واستطردت الكاتبة في مقالها: وبدلا من ذلك علينا أن نتناول قانون مكافحة الإرهاب والسياسة على أساس البحث والأدلة والخبرة، كما أنه يجب جعل تلك السياسات والقوانين فعالة، وعلينا أن نكون على استعداد لتقييمها ولتغيير المسار إذا اتضح انها لا تعمل أو تكون عكسية في بعض الطرق الغير متوقعة، ومع ذلك، كرد فعل على تصريحات المعارض جيريمي كوربين، لا يمكننا أن ننكر انه بات من الضروري أن نأخذ الإرهاب على محمل الجد، هذا بالطبع إذا أردنا مكافحته، ففي معظم مجالات السياسات الأخرى، نتوقع أن الحكومة البريطانية تعمل على أساس الأدلة لتوقع النتائج المحتملة ولتحقيق أفضل القوانين والسياسات التي يمكن على أساسها تقييم تلك القوانين والسياسات بعد مرور بعض الوقت، وتغييرها إذا لم تكن عملية في مجال مكافحة الإرهاب، ومع ذلك، ينظر إلى هذا على أنه ضعف بدلا من التعقل.
وقالت الكاتبة: وفي الوقت الراهن، فإن الكثير من التوجهات في بريطانيا التي تتبع معالجة أسباب الإرهاب في الداخل اثبتت مصداقيتها.
وانتقدت الكاتبة السياسة البريطانية في مكافحة الإرهاب حيث قالت إن النهج الذي يتبع في بريطانيا لمكافحة الإرهاب هو تدريجي ومجزأ، حيث يتم فحص الموارد في مؤسسات الدولة الرئيسية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والشرطة، وزيادة المراقبة، لكن السبب الرئيس في الواقع هو الانخراط في العمل العسكري في الخارج، وخصخصة الأمن في الداخل، في حين لا يمكننا إلا وأن نؤكد أنه يوجد علاقة سببية قوية بين السياسة الخارجية والإرهاب في بريطانيا.
يذكر أن جيريمي كوربين قد قال إن الهجمات الإرهابية مثل تفجير مانشستر الإرهابي في بريطاينا هی بسبب الحروب الخارجية البريطانية، حيث كشف زعيم حزب العمال البريطاني عن وجود علاقة بين الحروب التي تدعمها الحكومة البريطانية والذين يقاتلون في بلدان أخرى وهو السبب لانتشار الإرهاب هنا في الداخل البريطاني، حيث شدد السيد كوربين أن تقييمه مشترك من قبل أجهزة المخابرات والأمن و"بأي حال من الأحوال يجب ان يتم محاسبة هؤلاء الذين يهاجمون أطفالنا"، وأضاف" يجب تغيير ما نقوم به في الخارج حيث إن فهم أسباب الإرهاب هو جزء أساسي من الاستجابة الفعالة لحماية أمن شعبنا، كما يجب أن نكون أقوياء بما يكفي للاعتراف، بأن الحرب على الإرهاب التي تشنها بريطانيا هي ببساطة لا تنفع، فنحن بحاجة إلى وسيلة أكثر عملية للحد من التهديد من الدول التي ترعى الإرهابيين وتولد الإرهاب ".