الوقت- توالت الإدانات العربية والدولية للهجوم الارهابي، الذي وقع الجمعة، في محافظة المنيا المصرية، فيما دعا الرئيس المصري الى اجتماع أمني عاجل لبحث الهجوم.
واسفر الهجوم الذي أستهدف أقباط متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في محافظة المنيا في مصر، عن سقوط 26 قتيلا و عشرات الجرحى ، حيث أطلق مسلحون ملثمون النار على الأقباط الذين كانوا متواجدين في حافلتين وشاحنة، بحسب اعلان وزير الداخلية المصري.
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن مجهولين استقلوا 3 سيارات دفع رباعي، أطلقوا النيران "بشكل عشوائي" تجاه حافلة "تقل عددا من المواطنين الأقباط"، وأضافت وزارة الداخلية أن الحادث وقع أثناء سير الحافلة بأحد الطرق الفرعية الصحراوية، متوجهة إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، مما أسفر عن مقتل 26 مواطنا وإصابة آخرين.
بدوره أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الهجوم الارهابي في المنيا إلى اجتماع أمني عاجل لبحث تداعيات الهجوم الذي وقع بمحافظة المنيا، الواقعة على بعد 220 كيلومترا جنوب القاهرة.
كما أدان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل الهجوم، ووصفه بأنه "حادث إرهابي غادر". وقال، في بيان: "لن ينجحوا في شق النسيج الوطني".
ادانت عربية واسعة
وادان حزب الله الجريمة الارهابية في جنوب مصر، وقال الحزب في بيان اصدره اليوم إن هذه الجريمة تضاف إلى السجل الإجرامي للعصابات القاتلة التي ترتكب جرائمها متجردة من كل إحساس إنساني وتنتهك حرمة النفس البشرية التي أمّنها الله، وتفتح كل يوم جرحاً جديداً في جسد أمتنا وفي روحها وتسيء الى الدين الحنيف وقيمه السامية، واضاف البيان إن حزب الله، إذ يعبّر عن عظيم ألمه لهذه الخسائر البشرية الفادحة في صفوف الأبرياء، فإنه يدعو إلى وقفة جديّة وصادقة في وجه الإرهاب المتغطي بالدين ومحاربته بشكل حاسم، فكراً وتمويلاً ودعماً وتنفيذا، كي لا يذهب العالم إلى هاوية يقوده إليها هؤلاء المجرمون".
بدوره ادان الرئيس اللبناني ميشال عون، الهجوم في المنيا، مؤكدا وقوف لبنان الى جانب مصر في مواجهتها الارهاب وكل ما يهدد امنها واستقرارها، وابرق الرئيس عون الى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وبابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا تواضروس الثاني، معزيا بالضحايا الذين سقطوا ومتمنيا للجرحى الشفاء العاجل.
كذلك أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان، بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الذي وصفه بـ"الغاشم"، مؤكدا تضامنه مع قيادة وحكومة وشعب مصر في مواجهة مثل هذه "الجرائم الإرهابية الشنعاء التي تستهدف الأبرياء وتستبيح الحرمات".
وفي سياق متصل أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان، الحادث "الآثم"، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب مصر وقيادتها في حربها ضد الإرهاب وضد من يحاول خلق الفتنة والمساس بالنسيج الاجتماعي فيها.
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاعتداء الإرهابي في مصر ، وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة اليوم: "حادثة قتل المصريين الأقباط بمحافظة المنيا في مصر جريمة بشعة ومدانة بشدة".
في حين استنكرت الكويت الهجوم الإرهابي، مؤكدة وقوفها إلى جانب مصر وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.
ادانت دولية للهجوم الارهابي
من جانبها ادانت ايران على لسان المتحدث باسم خارجيتها، بهرام قاسمي، بشدة الاعتداءالارهابي على حافلة تقل اقباطا في مصر، واعرب قاسمي عن مواساته لجميع اسر الضحايا والشعب والحكومة في مصر، ونوه قاسمي الى أن تكرار هكذا اعتداءات بشكل مستمر يمكن انيكون مؤشرا على رفع المعنويات للطائفية المدعومة حيث نشاهد وجهها الاخر في القمع والقتل الجاري في السعودية والبحرين والحرب الدموية في اليمن، مؤكداً ان التحركات الاستعراضية الاخيرة في الرياض التي تمت تحت عنوان وهمي هو محاربة الارهاب والتطرف، لم يكن لديها معنى ونتيجة سوى دعم مصدر انتاج الفكر التكفيري الوهابي والمصدر المالي واللوجيستي للارهاب المسلح في جميع نقاط العالم.
الى ذلك أدانت السفارة الأمريكية بالقاهرة الهجوم الإرهابي ضد المدنيين الأبرياء في المنيا، وقالت السفارة، في بيان: "إننا نتوجه بالصلوات والدعاء لضحايا هذا الاعتداء البشع والكريه"، وأكدت السفارة الأمريكية بالغ تعازيها لأسر الضحايا وأصدقائهم".
كما أدان السفير البريطاني بالقاهرة، جون كاسن، الحادث الإرهابي قائلا على صفحته الرسمية في تويتر: "أحتقر وأدين جرائم القتل في المنيا. أرجو ان يفشل الإرهابيون في نشر الكراهية. كل الدعم والتضامن مع جميع من يعانون جراء هذا الهجوم".
كذلك أدانت روسيا، الهجوم الارهابي في مصر، ووصفته بـ"الشنيع"، داعية مواطنيها هناك إلى توخي الحذر.
مسلسل التفجيرات الارهابية بحق الاقباط يتواصل
وشهدت مصر خلال الفترة الاخيرة عمليات إرهابية استهدفت الأقباط كان أحدثها مقتل 47 شخصا في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية شمالي البلاد، كما أودى تفجير انتحاري بالكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع الكاتدرائية الرئيسية للأقباط الأرثوذكس شرقي القاهرة، بعشرات القتلى والجرحى، وذلك قبل أقل من عام.
ينتشر الأقباط في مختلف مناطق مصر مع تركيز في وسط البلاد. ويتوزعون على مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث يشكل أقباط مصر كبرى الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وواحدة من أقدمها.
ويعود أصل الأقباط إلى بدايات التاريخ المسيحي حين كانت مصر تابعة للإمبراطورية الرومانية ثم للبيزنطية بعد نهاية حكم سلالة البطالمة من أصول يونانية، أما لفظ "قبطي" فيعود إلى الجذور اللغوية نفسها لكلمة مصر "إيجيبت" في اللغة اليونانية القديمة، وبدأ وجودهم في الانحسار مع الفتح الإسلامي لمصر التي أضحت اليوم ذات غالبية مسلمة.
وعادة ما يعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات الارهابية التي تضرب مصر، وقال مرارا إنه يستهدف المسيحيين المصريين.