الوقت- انطلق منذ يومين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سباق انتخابات الرئاسة في دورتها الـ 12 منذ انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979 وتأسيس نظام جديد لحكم البلاد، ومنذ ذلك الوقت توالى على استلام منصب رئيس الجمهورية سبع رؤساء.
وشهدت الانتخابات الرئاسية في إيران خلال السنين الـ38 الماضية حالات مد وجذر بالنسبة لإقبال الناس عليها، إلا أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الفائت جاءت مفاجئة للجميع، حيث اصطف الملايين من الناس في طوابير لساعات طويلة للإدلاء بأصواتهم، ما اضطُرت وزارة الداخلية إلى تمديد فترة التصويت ثلاث مرات، بين الساعة السادسة مساءً والـ12 ليلاً بعد أن أدلى أكثر من 40 مليون ناخب بأصواتهم في أجواء ديمقراطية لم يشهد لها مثيل في المنطقة.
وتأتي أهمية هذه الانتخابات من كونها تتزامن مع غليان سياسي في المنطقة وحروب وصراعات داخل الدول المجاورة لإيران وخارجها، وكان الجميع في حالة ترقب إلى ما ستؤول إليه الأمور داخل الجمهورية الإسلامية، خاصة دول الغرب التي تنتهز أي فرصة لممارسة ضغوطها على طهران في جميع المجالات الإقتصادية والسياسية وصولا إلى فرض عقوبات مجحفة بحق الشعب الإيراني، إلا أن الأخير فاجئ العالم أجمع بالدفاع عن بلاده من خلال ممارسته للديمقراطية التي عجزت الكثير من الدول عن تحقيقها لتتجاوز نسبة إقبالهم على الانتخابات الـ 70% وهي النسبة الأعلى في ايران منذ 92 عام، بحسب ما صرح به رئیس مجلس الشوری في إيران، علی لاریجاني.
وفي ساعة متأخرة من ليل الجمعة قفلت صناديق الاقتراع في إيران على 40 مليون صوت، لتعلن نتائج هذه الأصوات في يوم أمس بشكل رسمي، ليُحسم الأمر بفوز حسن روحاني بولاية ثانية على منافسه إبراهيم رئيسي بفارق 7 ملايين صوت تقريباً.
تاريخ نسب المشاركة في الانتخابات
في مايو من عام 1997، تم انتخاب محمد خاتمي ليكون خامس رئيس للجمهورية، محققا نسبة 70% من الأصوات ممثلا بذلك أكثر من عشرين مليون صوت في الدورة الاولى التي استمرت اربع سنوات وفي الدورة الثانيه حصل على 21 مليون من أصل أكثر من 28 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية استمرت هي الاخرى لاربع سنوات.
وتلى خاتمي في تولي مهام رئاسة الجمهورية، محمود أحمدي نجاد في 3 أغسطس من العام 2005 وحصل حينها على 62% من الأصوات التي بلغت وقتها 39,165,191صوت، وأعيد انتخابه في 12 يونيو 2009 على حساب منافسه أمير حسين موسوي، وظلَّ رئيسًا حتى 15 يونيو 2013.
وفي العام 2013 فازالمرشح حسن روحاني بعد حصوله على نسبة 50.86 بالمائة من الأصوات، خلفا للرئيس محمود احمدي نجاد، ونال الرئيس روحاني حينها أصوات 18.6 مليون منتخب متقدما على ثانيه محمد باقر قاليباف الذي حصل على 6.70 مليون منتخب.
وأعيدت جولة أخرى من الانتخابات الرئاسية هذا العام، ليفوز بها الرئيس الايراني حسن روحاني بدروة رئاسية ثانية متقدما على منافسه ابراهيم رئيسي، ووفقا للنتائج النهائية، صوت 42،382،390 شخصا وبلغت نسبة الإقبال 73٪. وفي يوم السبت 20 مايو 2017 أعلن رئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، علي أصغر أحمدي، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني فاز بولاية ثانية، بحوالي 23 مليون صوت، أي أنه حاز على 56% من الأصوات.
وفي يوم الانتخابات دعا كل من الرئيس حسن روحاني ومنافسه ابراهيم رئيسي، إلى "احترام" خيار الإيرانيين بغض النظر عن النتيجة. وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية فقد قال رئيسي بعد الإدلاء بصوته: "أحترم نتيجة تصويت الشعب، وستلقى النتيجة احتراماً مني ومن الناس". كذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن روحاني قوله: "أياً كان من سيفوز في الانتخابات، ينبغي أن نساعده على تنفيذ هذا الواجب المهم والجدي". وأضاف أن "المشاركة الحماسية للإيرانيين في الانتخابات تعزّز القوة والأمن الوطني".
وكان من اللافت في هذه الدورة الانتخابية الاقبال الجماهيري الكبير على صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم، بالرغم من كل ما تتعرض له البلاد من حملات إعلامية وعقوبات اقتصادية، ولم يستطع الإعلام الغربي إخفاء هذا الإقبال الكبير حيث عنونت الصحف الأجنبية هذا الخبر بالخط العريض في صحفها الرسمية، وفي مايلي بعض العناوين:
واشنطن بوست: من البحر إلى النهر.. الشعب الإيراني يتهافت على صناديق الاقتراع
الغارديان: الملايين من الإيرانيين يصوتون في الانتخابات الرئاسية
رويترز: الشعب الإيراني بالملايين في ساحات الانتخاب
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي:"اقبال "تاريخي" على التصويت في الانتخابات الإيرانية