الوقت- مرتدية ابهى حلتها، ممتلئة بالاعلام الامريكية، تستعد العاصمة السعودية الرياض اليوم لاستقبال " ترامب" وبلاد الحرمين لن "تُلزم" ميلانيا ارتداء العباءة السوداء، مما اثار استياء التيار الإسلامي الذي اعتبر ان الامر "تنازل" عن الشريعة وإعلان للانفتاح.
ففي مرة ليست الاولى، تتخلى السعودية عن مبادئها وتسمح بالسفورعلى اراضيها، وبعد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يأتي اليوم دور السيدة الامريكية الاولى، لتطأ ارض المملكة دون حجاب ناسفة قوانينها الملزمة ارتداء العباءة للنساء السعوديات.
مؤتمر صحفي للجبير
أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن الرياض لا تعتزم فرض ارتداء الزي الإسلامي على زوجة الرئيس الأميركي ميلانيا ترامب، عند زيارة الزوجين للسعودية، يومي السبت والأحد.
وقال الجبير، في مؤتمر صحفي، مجيبا على سؤال ما إذا كان ينبغي على زوجة الرئيس الأميركي ارتداء ملابس تتماشى مع التقاليد الإسلامية خلال زيارتها للرياض، قال إن السلطات السعودية عادة لا تطالب التقيد بطريقة معينة للملبس، مؤكدا: "يقترحون علينا ونرحب بأي من طرق الملبس".
وفي مؤتمره اعتبر الجبير إن الزيارة المرتقبة لترامب إلى المملكة ستعزز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وأضاف أن الرياض تتفق مع واشنطن فيما يتعلق بالدور الأميركي في العالم.
وأضاف أن القمة السعودية الأميركية ستعزز الشراكة والعلاقة التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن "المملكة تتفق مع رؤية الولايات المتحدة في أولوية القضاء على الإرهاب والتصدي لسياسات إيران ودعمها للإرهاب، والموقف من سوريا والعراق واليمن".
وقال الجبير أيضا إن القمة الخليجية الأميركية التي ستعقد كذلك خلال هذه الزيارة ستساهم في تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجية، وهي مؤشر واضح على وجود علاقة إستراتيجية بين الطرفين.
وأكد أن القمة الإسلامية العربية الأميركية مؤشر واضح على أن الطرفين يرغبان في انتقال الحوار إلى حوار شراكة وحوار إيجابي، مشيرا إلى أن هذه القمة ستكون حدثا تاريخيا هاما يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الدول العربية والإسلامية من جهة والولايات المتحدة والغرب بشكل عام من جهة أخرى.
وأضاف الجبير أن هذه القمة ستشهد حضورا مكثفا لقادة الدول المعنية حيث من المنتظر أن يشارك في فعاليتها 37 من القادة بين ملوك ورؤساء، إضافة إلى ستة من رؤساء الحكومات، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي.
على صعيد متصل، كانت السلطات العسكرية الأمريكية قد الغت الشرط الذي يفرض على المجندات الأمريكيات ارتداء العباءة العربية خارج القواعد العسكرية في السعودية، وذلك قبل غزو العراق، حيث كان يتواجد آلاف الجنود الامريكيين على اراضي المملكة.
موقع الكتروني خاص بزيارة ترامب
في سياق الزيارة، أطلقت الرياض موقعا الكترونيا خاصا بما وصفته بـ "الحدث التاريخي"، معلنة مشاركة 55 مسؤولا من دول عربية ومسلمة في "القمة العربية الإسلامية الأمريكية""، المقررة بالرياض اليوم.
وتحت شعار "العزم يجمعنا"، يتصدر صفحة الموقع عد تنازلي باليوم والساعة والدقيقة والثانية لوصول ترامب إلى المملكة، مرفقا بعبارة: "القمة العربية الإسلامية الأمريكية - قمة تاريخية لغد مشرق."
وقال الموقع إن الاجتماع بين ترامب والمسؤولين من دول عربية ومسلمة يجدد التزام المشاركين فيه بـ "الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة والتعاون السياسي والثقافي البناء".
وسيلتقي ترامب قادة دول الخليج، وسيعقد لقاء ثنائيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وذكر الموقع أن الحوارات التي ستشهدها الزيارة على مدى 48 ساعة ستؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة".
ويشارك أيضا الملك الأردني عبدالله الثاني في جلسة لمناقشة "مكافحة التطرف والإرهاب في العصر الرقمي". كما يزور مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، ويفتتح "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف".
وتنظم السعودية على هامش الزيارة منتدى يجمع قادة الأعمال "من جميع أنحاء المملكة والولايات المتحدة الأمريكية"، ومنتدى آخر يبحث في "طبيعة الإرهاب ومستقبل التطرف".
ويقول الموقع: "في الوقت الذي نجمع العالم لمحاربة التطرف والإرهاب نعمل مع شركائنا في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي على تحسين المستوى المعيشي لأبناء أمتنا وتقوية اقتصاداتنا المشتركة".
الجدير ذكره ان علاقة السعودية بالإدارة الأمريكية السابقة كانت قد اتسمت بالفتور، لا سيما بسبب إبرام الاتفاق النووي بين إيران، خصم السعودية، وسبع دول كبرى بينها الولايات المتحدة. ومنذ وصول ترامب إلى الرئاسة، تم تبادل اتصالات وتكررت مؤشرات التقارب بين الجانبين. وينتقد ترامب الاتفاق النووي الإيراني، وقد هاجم طهران مرارا.