الوقت- سبق لنا وعرضنا لكم في الجزء الأول من التقرير عدد من الحيوانات المنقرضة التي يعمل العلماء والباحثون على إعادة استنساخها، لنراها مجدداً في حياتنا هذه، منها التي انقرضت منذ زمن ومنها ما انقرض منذ فترة قصيرة. إليكم باقي القائمة:
المواس (الأنواع المنقرضة منه)
كما ذكرنا سابقاً فعلماء الأحياء والبيولوجيا مفتونون بفكرة إعادة إحياء بعض الحيوانات التي انقرضت بسبب البشر من خلال استنساخها مجدداً، وهذا النوع من الطيور واحد هذه الحيوانات التي يعمل اليوم على استرجاعها.
ويذكر أنه في نيوزيلندا القديمة قام السكان الأوائل في تلك المنطقة بمطاردة طيور الماو وقتلها من أجل أكل لحومها، فيما كان جلدها وريشها يستخدمان لصناعة الملابس بينما تستعمل عظامها كحلي ومجوهرات للزينة. ولكثرة صيدها تم القضاء على هذه الطيور الكبيرة القادرة على الطيران في أوائل القرن الثالث عشر. ولم يكن الانسان أنذاك على علم بالنظم الإيكولوجية والبيئية كما علماءنا المختصون اليوم فلم يبالي أو يضع قواعد لاصطياد هذه الطيور النادرة.
نمر التسمانيا
نمر التسمانيا المعروف أيضا باسم ثيلاسين انقرض بسبب عوامل بشرية وأعلن ذلك رسمياً في عام 1936. حين شق المستوطنين الأوروبيين طريقهم إلى أستراليا في الـ 1800، وعندما رأوا نمر التسمانيا اعتبروه خطراً عليهم فأخذوا بصيده للتخلص من الآفات والأمراض التي قد يجلبها!، وفي نهاية المطاف، قتل آخر ثيلاسين وهو محجوز في قفص من قبل الانسان.
على الرغم من أن الحيوان لا يشكل تهديدا حقيقياً على البشر، إلا انه فاجأ الأوروبيين كثيراً مثل تفاجئهم بحيوان خلد الماء وصوته العالي في تلك المنطقة. إذ كان رأسه كالذئب، فيما كان جسمه مخطط كالنمر، وكان لديه ذنب مائل للأسف. وآخر ثيلاسين تم حفظه في وعلاء مليء بالكحول منذ عام 1866، وما زال العلماء لديهم جرو منه محفوظ في زجاجة مليئة بالكحول، وسيستخلص الحمض النووي الذي يمكن زراعته من هذا الجرو ليستنسخ لاحقاً.
رينو الصوفي
يعود الرينو الصوفي أو وحيد القرن الصخري إلى نفس الفترة الزمنية التي تواجد فيها النمر المسنن تقريباً. وفي عام 2015 وجد رجل أعمال جثة لوحيد قرن صوفي كان قد دفن في الثلج منذ 12،000 سنة بتقدير العلماء وما زال بحالة جيدة بسبب البرودة الدائمة في تلك المنطقة.
أقرب حيوان حي من الكركدن أو الرينو الصوفي هو رينو سوماتران الذي هو الآخر وللأسف مهدد بالانقراض. لذلك هناك عائق امام تلقيح هذا الحيوان وانتظار فترة حمله كلها أو حتى إيجاد الأم المناسبة التي ستحمل الجنين المستنسخ وهو كل ما يحتاجه العلماء لإعادة هذا الحيوان مرة أخرى لذا يعمل على دراسة الأمر بكل دقة وروية.
النمر سيبر المسنن
وهو مشهور بشخصية دييغو من أفلام العصر الجليدي، ونعم كما في الفيلم فهو يخيف الجميع. يقال أنه وجد قبل 55 مليون سنة وتعتبر قطط سيبر المسننة من الحيوانات الآكلة للحوم، ولها انياب ممدودة من الفك العلوي نزولاً، وفي بعض انواع السيبر يصل طول هذه الأنياب الى 50 سنتيمتر، وبنية جسمه تشبه بنية الدب الى حد بعيد.
أما لماذا يريد العلماء استعادة هذا الحيوان يبقى السؤال الحقيقي والأهم رغم أنه يعود في تواجده على الأرض إلى العصر الجليدي!، ويقدر بأنه انقرض خلال فترة الانقراض الرباعي التي شملت تغير مناخ الأرض. وذكر أن هناك أحفوريات من هذه الثدييات في المتاحف مثل " La Brea Tar Pits" في لوس انجليس والتي يمكن استخدامها لاستعادة هذا النمر من عصر بليستوسين.
بيجي دلفين النهر
تواجد دولفين النهر بيجي في نهر اليانغتسى في الصين حتى عام 2002. وهو أول نوع من الدلافين التي تعرضت للانقراض بسبب أنشطة البشر، كما انه من بين أكبر الثدييات التي انقرضت مؤخراً. هناك ادعاءات متضاربة ومختلفة حول هذا النوع من الحيتان أو الدلافين إذ تشير إحدى الأبحاث إلى أن اثنين منها لا تزالان على قيد الحياة، في واقع الأمر تم ذكر بعض المشاهدات لهذين الدلفينين في تقارير صحفية.
لذا يعتبر البعض أنه لا يجب الاستعجال في استنساخ هذا النوع الان. ومع ذلك، لم يتم التحقق بشكل قطعي من وجود هذين الدولفينين اللذان تم الإبلاغ عنهما من قبل صحيفة الجارديان. وتعتبر بعض الدراسات أنه وبسبب احتمال انقراضها الوشيك أو القريب، فإن استخلاص الحمض النووي الان قد يجعل عملية الاستنساخ أسهل لاحقاً.
الحمام الزاجل
تم استخدام الحمام لنقل الرسائل إلى أماكن بعيدة بسبب تمتعها بحس ملاحي رائع. ومع تقدم التكنولوجيا، وجد البشر وسائل أخرى لنقل الرسائل ودور الحمام كان يقتصر على "ارسال رسائل الحب في الرسوم المتحركة والأفلام" وبعد ذلك جاء الجزء المحزن فقد تواجد هذا الحمام بكثرة في امريكا الشمالية، فمع قدوم البشر والتوسع السكاني هناك قطعت الغابات وقلت المساحات الخضراء، فلم تعد تجد هذه الطيور مأوى لها، فضلاً عن ذلك تم صيدها بشكل عشوائي من قبل البشر بهدف بيعها وأكل لحومها، كما حبس هذا الحمام في الأقفاس لجمال ريشه وتم صيده لممارسة رياضة الصيد.
"مارثا" كانت آخر حمامة زاجلة ماتت في حديقة حيوان سيكيناتي في عام 1914. ويعتبر العلماء أنه وباستعادة هذا النوع من الحمام سيتحسن التدرج والترتيب البيئي في أمريكا الجنوبية ويضيف جمالاً على طبيعتها، لذا تعمل المؤسسات والمنظمات البيئية على توفير الظروف الملائمة لإعادة استنساخ هذا الطائر وإعادته مرة أخرى.
الجدير بالذكر أنه محزن جداً أن نرى بعض الأنواع المنقرضة المذكورة في هذه القائمة أو في التقرير السابق تنتمي إلى عصرنا وربما كنا قد رأيناها في هذه الحياة، ولا بد لذلك أن يدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بحفظ الحيوانات والنباتات والحيوانات الضخمة والنادرة كي لا تنقرض هي الأخرى.
إعداد: محمد حسن قاسم
