الوقت- بينما يهيمن هدوء نسبي على جبهات القتال في سوريا احتدمت شدّة المعارك بين القوات الجيش السوري مدعومة بالحلفاء مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي على محور ريف حلب الشرقي حيث تكمن بقايا التنظيم الإرهابي في تلك المحافظة.
وبعد معارك طاحنة تمكّن الجيش السوري من استعادة كامل مطار الجراح العسكري بريف حلب الشرقي إضافة لعدد من القرى المحيطة به من تنظيم داعش الارهابي. وكان قد انتشل داعش المطار من أيدي الممعارضة المسلحة في العام 2014.
قصف أمريكي لمدنيي داعش
وفي سياق آخر كشفت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الارهابي عن مقتل سبعة من إرهابيي التنظيم وإصابة أكثر من أربعين معظمهم "أطفال ونساء" جرّاء قصف طائرات حربية أمريكية لقرى بريف الرقة الشمالي.
من جهته سارع البنتاغون للدفاع عن قصفه لإرهابيي داعش هذا الأسبوع في ريف الرقة، أثناء فرارهم بعدما سلموا موقعا استراتيجيا لقوات سوريا الديموقراطية الكردية المتحالفة مع أمريكا.
وبرّرت وزارة الدفاع الأمريكية قصفها لمدنيي داعش قائلة: إن واشنطن لم تكن طرفا في هذا الإتفاق وأن الدواعش لم يكونوا في وضع استسلام.
وجاء على لسان المتحدث باسم البنتاغون "الميجور ادريان رانكين-غالواى": إن هؤلاء الإرهابيين لم يبرموا اتفاقا معنا. وأما "جيف ديفيس" وهو متحدث آخر باسم وزارة الدفاع الامريكية صرّح قائلا: إن هؤلاء أبرموا اتفاقا (مع قوات سوريا الديموقراطية) للانسحاب من السد ومن آخر المناطق في المدينة، مشددا على ان الدواعش لم يستسلموا بل كل ما فعلوه هو انهم غادروا المكان فقط.
وكانت قد أجبرت "قوات سوريا الديموقراطية" (هي تحالف فصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن) حوالي 70 إرهابيا من تنظيم داعش كانوا يسيطرون على سد الطبقة وعدد من أحياء المدينة، على الموافقة على شروط أملتها عليهم للسماح لهم بالإنسحاب سالمين، شريطة أن يتم تسليم السلاح الثقيل وانسحاب جميع المقاتلين المتبقين من المدينة وتفكيك العبوات الناسفة حول السد.
وفي ريف دير الزور الشرقي ذكرت مصادر لقناة الجزيرة أنه سقط خمسة أشخاص قتلى بقصف لطائرات التحالف على مدينة القورية.
وفي ريفي حماة وحلب ذكر مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية: استعادت القوات السورية والرديفة بتغطية جوية من المروحيات الروسية جميع النقاط التي هاجمها عناصر تنظيم داعش، التي تقع بين قرية الشيخ هلال (شمال شرقي حماة) وبلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وكان خلال الأعوام الماضية قد سيطر تنظيم داعش الارهابي على أراضي واسعة بالبادية السورية ومركزها تدمر، والتي تعدّ مركز مواصلات بين محافظات الرقة وحمص وحماة وريف حلب، حيث يتعرض طريق حلب-دمشق لهجوم متكرر من عناصر التنظيم، الى أن تمكن الجيش السوري بدعم جوي روسي من استعادة غالبية أراضي البادية الاستراتيجية.
معركة البادية على الأبواب
وتزامنا مع اتفاقيات المصالحة مع المعارضة المسلحة في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص، يتابع الجيش السوري والقوات الرديفة تقدمه نحو عمق البادية السورية، لتحرير ريف مدينة تدمر من بقايا تنظيم داعش الإرهابي ولتأمين طريقي دمشق- تدمر من جهة وطريق البادية السورية مع العراق من جهة أخرى.
وتحضيرا لمعركة البادية تمكّن الجيش السوري من السيطرة على مفترق الطرق بين دمشق وبغداد وتدمر كافتتاحية لعودته الى الشرق السوري بعد غياب دام عدّة سنوات.
و في جنوب شرق تدمر تمكّن الجيش من استعادة مقلع المشيرفة الجنوبي، واضعا محطة ضخ الغاز والنفط «T3»، ومطارها المجاور نصب عينيه الذي برغم انعدام أهميته العسكرية، سيمثّل نقطة متقدمة في شرق تدمر لم يدخلها الجيش منذ سنوات.
وفي ريف حمص الشرقي سيطرت القوات السورية على أطراف الطريق الواصل بين قرى جباب حمد ورسم حميدة وخربة السبعة وهبرة الغربية وهبرة الشرقية.
وكان قد استعاد الجيش السوري مدعوما بغطاء جوي روسي يوم الأحد 27 مارس/آذار عام 2016، السيطرة على مدينة تدمر ومطارها بشكل كامل، من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. وسقط أكثر من 450 من مسلحي تنظيم "داعش" خلال عملية استرجاع مدينة تدمر التاريخية وانسحب مسلحو داعش إلى معاقلهم في شمال وشرق سوريا في بلدة السخنة والرقة ودير الزور.