الوقت - دخل الأسرى الفلسطينيون يومهم الخامس والعشرين في معركتهم النضالية التي حاول الاحتلال الاسرائيلي قمعها وإفشالها بأي ثمن، لكن الأسرى الفلسطينيين الذين بدأوا اضرابهم عن الطعام في السابع عشر من نيسان الماضي أثبتوا للعالم أجمع أنهم ماضون في خوض "معركة الحرية والكرامة" حتى الرمق الأخير.
وفي مقابل ذلك صعدت إدارة سجون الاحتلال، من إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى المضربين والبالغ عددهم 1600 أسير، وعلى الرغم من تردٍّ كبير في حالتهم الصحية ونقل العشرات منهم إلى المستشفيات، انضمت مجموعات إضافية من المعتقلين إلى الإضراب.
ووسط هذا الحدث الذي ألهب قلوب الملايين حول العالم، والذين أعلنوا تضامنهم مع الأسرى على المستوى الشعبي والسياسي، بقي حكام الخليج صامتين عن ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، ولم يكن ذلك غريبا بالنسبة للكثيرين خاصة أن أغلب الدول الخليجية قامت بتطبيع علاقاتها مع الکيان الإسرائيلي، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تستقبل البحرين "وفود اسرائيلية" بينما يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الکيان صراع الحياة بإضرابهم عن الطعام.
عالميا
إلى ذلك كان من اللافت التضامن الدولي والعربي مع الأسرى على المستويين الشعبي والسياسي ومن أبرز هذه الدول نذكر مصر ولبنان وتونس بالإضافة إلى العديد من الدول الأوروبية حيث انطلقت من هولندا وألمانيا وفرنسا والسويد وغيرها من الدول الأوروبية، مسيرات شبابية واسعة لدعم مسيرة الأسرى ورفعوا لافتات تضامنية وجهوا من خلالها رسائل عدة تدعم إضراب الكرامة.
وامتدت المسيرات التضامنية إلى قلب الولايات المتحدة حيث رفعت لافتات بالقرب من معالم رئيسية في مدينة نيويورك الأمريكية لدعم صمود الأسرى.
وفي الأرجنتين نظمت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية الأرجنتين، بالتعاون مع الفيدرالية الأرجنتينية- الفلسطينية، ولجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني، فعالية تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وأكدت رئيسة الفيدرالية الأرجنتينية الفلسطينية تيلدا رابي في كلمتها، أهمية التضامن مع الأسرى، ودور المجتمع المدني الأرجنتيني في إبراز مطالبهم العادلة.
عربيا
نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس الخميس، في مقرها في القاهرة وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تناول المشاركون فيها "الماء والملح"، تعبيراً عن تضامنهم.
وفي مصر أيضا أعلنت 6 أحزاب و3 حركات سياسية وعلى رأسها "حزب مصر القوية، حزب الدستور، حزب تيار الكرامة حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، حزب مصر الحرية، حركة 6 إبريل، حزب التحالف الشعبي"، أعلنت دعمها وتضامنها مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الأحزاب بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتضمين المناهج الدراسية للتاريخ الوحشي للکيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى مساندة ودعم إضراب الأسرى.
وفي لبنان قدّم رئيس مجلس النواب نبيه بري للنواب أمس ماء وملحاً، تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني في "ثورة الماء والملح".
وقال بري: "كنا دائماً السباقّين للانسجام مع مبادئ الثورة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني". وأضاف "ما قام به الرئيس سليم الحص تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين، هو موضع تقدير عال جداً"، واصفاً صيامه بالصيامَين.
أما في تونس فقد عبّرت قوى سياسية ومنظمات ونواب تونسيون عن دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني، داعية إلى فضح جرائم الکيان الإسرائيلي في حق الأسرى، وإلى التحرك على المستوى الوطني والعربي بعد التدهور الخطير لصحّة القائد الأسير مروان البرغوثي وأكّدت أنّها ستساند الأسرى بكل الأشكال النضالية الممكنة.
وفي الأردن وعلى الرغم من عدم خروج أي موقف رسمي عن الملك الأردني عبدالله الثاني، إلا أن الشعب الأردني عبر عن تضامنه مع الأسرى، حيث تواصلت الاحتجاجات والوقفات التضامنية مع الأسرى في العاصمة عمان، مطالبة ببذل جهود لدعم صمودهم وتحقيق مطالبهم في القريب العاجل.
وكذلك الأمر في المغرب حيث شكلت اللجنة المحلية لدعم الشعب الفلسطيني في مدينة تطوان والدار البيضاء مسيرات تضامنية مع إضراب الأسرى.
أما في العراق فقد وجه السيد مقتدى الصدر خطاباً في نهاية أبريل "نيسان" يطالب أتباعه من خلاله بالصوم 3 أيام دعماً لصمود الأسرى.
وكان لافتا أيضا تضامن المحامين العرب مع الأسرى، حيث أعلن الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عبد اللطيف بوعشرين، الاثنين، أن اللجنة المشكلة من اتحاد المحامين العرب لمتابعة الإضراب في جميع المحاكم، تواصلت مع جميع النقابات العربية خلال ساعة الإضراب، وتم التأكد أن معظم النقابات العربية نفذت الإضراب ورفعت اللافتات والهتافات التي تندد بالاحتلال وما يحدث ضد الأسرى الفلسطينيين.
يذكر أن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي هو من يقود الإضراب، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002.
وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية فإن سلطات الاحتلال تعتقل نحو ستة آلاف و500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجناً ومركز توقيف.