الوقت- أعلن الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون أثناء حملته الانتخابية بأنه يجب إحداث تغييرات في السياسة الخارجية لفرنسا لكي تستطيع التعامل مع جميع القضايا السياسية. وفي نفس السياق اطلق هذا الرئيس مواقف تدور حول مختلف القضايا الدولية الراهنة، بدءا بأزمة سوريا ومرورا بالاتحاد الأوروبي حتى روسيا.
إن مواقف وتصريحات الرئيس الفرنسي الذي يتزعم حزب « إلى الأمام » ذو التوجهات الوسطية، تشير إلى موقع فرنسا القادم على خريطة السياسة الدولية بعد أن تمكن من العبور إلى قصر الإليزية بثلثي أصوات الفرنسيين تقريبا، وأصبح رئيسا فعليا لفرنسا و ينتظر أن يتم تنصيبه على عرش الرئاسة بعد أقل من أسبوع. ووفقا لتقرير نشرته قناة أر تي الروسية يشير إلى أنه لو التزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواقفه التي كان يعلن عنها أثناء حملته الانتخابية فأنه من الممكن التنبؤ بمستقبل مشرق للسياسة الخارجية الفرنسية.
مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي صرح بها خلال حملته الانتخابية هي كالتالي :
1) روسيا
صرح الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون حول روسيا قائلا : « روسيا ستكون شريك عمل في بعض القضايا الإقليمية، ولكننا ندرك أن لدينا أولويات وقيم مختلفة معها حول العديد من القضايا ويعارض إيمانويلبشدة رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، بزعم تورطها في الأزمة الأوكرانية المحتدمة منذ عام 2014 وبالمقابل، أعلن رئيس فرنسا الشاب عن رغبته في العمل بشكل وثيق مع أمريكا خاصة في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراتية وبشكل يسمح بالقضاء على الإرهاب نهائيا في جميع أنحاء العالم.
2) أمريكا
قال ماكرون انه يريد العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة خصوصا في ما يتعلق بتقاسم المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الإرهاب. إلا انه حث ترامب على عدم التراجع عن التزامات الرئيس السابق باراك اوباما من اجل الوصول إلى حلول لمعالجة الاحتباس الحراري و التغير المناخي. و في نفس السياق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيرة الفرنسي خلال تهنأته بفوزه في الانتخابات الفرنسية بأن يكون مستعدا للتعاون معه. ومع هذا كله نرى بأن هنالك اختلاف كبير في وجهات النظر لكلا من ماكرون وترامب فيما يتعلق بكافة القضايا السياسية. فنري أن الرئيس الفرنسي یعتقد أن المهاجرين لبلاده ليسوا عائقا أمام نموها وإنما يجد في ذلك فرصا اقتصادية تنموية وبيئية وفي المقابل نرى وجهة نظر مختلفه حول هذا الموضوع لنظيره الأمريكي ترامب.
3) الهجرة
لفت إيمانويل ماكرون قائلا : « أنا أقترح بشكل واضح و حازم، توفيق وتنسيق موقفنا مع الاتحاد الأوروبي وفي نفس الوقت تلبية مصالحنا و مبادئنا ولا يرى الرئيس الفرنسي، بأن المهاجرين لبلاده عائقا أمام نموها وإنما يجد في ذلك فرصا اقتصادية تنموية.
4) حل المشاكل الاقتصادية لفرنسا
حول هذا السياق صرح الرئيس الفرنسي ماكرون بأن اقتصاد الليبرالية الجديدة هو الأسلوب المفضل لإصلاح الاقتصاد الفرنسي. ويُعد الرئيس الفرنسي خبير اقتصادي ومصرفي فرنسي حيث يمكنه التحدث كخبير في هذا المجال.
5) الاتحاد الأوروبي
يختلف الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا ماكرون عن منافسته في الانتخابات الرئاسية مارين لوبن فيما يتعلق بموضوع الاتحاد الأوروبي، حيث يرى هذا الرئيس الشاب بأنه يجب دعم هذا الاتحاد و عدم الخروج منه و اردف قائلا: « نحن بحاجة إلى إصلاح أوروبا، لحماية شعبنا و تسوية أثار العولمة لدينا وإذا قررت أن اتخذ إجراءات في اليوم التالي ومتابعة السير المتواصل للاتحاد الأوروبي مثلما هو عليه، فسوف أخون شعبي، وأنا لا أريد أن أفعل ذلك ».لا يرى الرئيس الفرنسي الجديد قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي صائبا. ولوح بتصريحات له قبل فوزه بالرئاسة بأنه سيصعّب على بريطانيا طريق انفصالها التام عن الاتحاد الأوروبي.
6) سوريا
تحدث إيمانويل ماكرون حول الأزمة السورية قائلا: « إنني أدين استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية وأنا مستعد تماما لأن نتحمل مسؤوليتنا ضمن التحالف الدولي من خلال توجيه ضربات بالغة القوة لتدمير مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية لدى بشار الأسد ». وعن علاقته بالدول العربية النفطية، كان ماكرون واضحا في تصريحاته لقناة « بي أف أم تي في » خلال حملته الانتخابية، وقال: كان هناك كثير من التساهل مع قطر والسعودية، وخصوصا خلال ولاية الرئيس الأسبق نيكولاي ساركوزي.
7) السعودية و قطر
تعهد ماكرون، بإنهاء الاتفاقات التي تخدم مصلحة قطر والسعودية في فرنسا وقال ماكرون خلال الحملة: ستكون لدي مطالب كثيرة إزاء قطر والسعودية، في مجال السياسة الدولية ومن أجل أن تكون هناك شفافية جديدة في ما يتعلق بالدور الذي تؤدّيانه في التمويل، أو في الأعمال التي يمكنهما القيام بها تجاه المجموعات الإرهابية التي هي عدوتنا.
لقد فاز ايمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية التي أُقيمت يوم الأحد السابع من شهر مايو من العام الحالي على منافسته مارين لوبان المرشحة عن حزب اليمين المتطرف واصبح بذلك رئيسا لفرنسا.