الوقت- تستطيع الكلاب البوليسية المدربة تأدية الكثير من الواجبات الصعبة بشكل متقن ودقيق، مثل العثور على المشتبه به من خلال الرائحة، وحماية من يصاحبها أو العثور على الأشياء المخفية في منطقة لا تتجاوز أكثر من متر ونصف مربعة، ومعرفة كيفية الرد عندما تتعرض لإطلاق نار، والكشف عن أماكن المتفجرات والمخدرات. ولكن قبل أن يبدأ الشرطي بالعمل مع الكلب ككلب شرطة رسمي، يجب على الأخير اجتياز اختبار الشرطة المعياري، أو يمكن شراؤه جاهزاً من مراكز تدريب الكلاب، فكيف تدرب هذه الكلاب لتأدية واجباتها على أكمل وجه؟
أولاً وقبل الكلاب ، ينبغي أن يخضع من يتعامل مع الكلب البوليسي لدروس مكثفة في كيفية الحفاظ على الكلب البوليسي ذات المعايير القياسية مرة واحدة في الأسبوع. الشرطي المتعامل فضلاً عن كلبه المرافق يتبعان التدريب على كشف القنابل، والتكتيكات البوليسية من خلال محاكاة المواقف المختلفة التي قد يواجهانها أثناء عملهم الخطير في الشرطة، باستخدام وسائل مختلفة من سيارات، ومرآب، ورياضات، ومدارس ومراكز تسوق، وغيرها.
في المرحلة الأولى يجب أن تصبح كلاب الشرطة متأقلمة مع الفكرة الأساسية وهي الطاعة، إذ يجب أن يطيعوا أوامر من يقودهم دون تردد. لأن هذا ما يحافظ على كبح جماع وعدوان الكلب المتأصل فيه كحيوان شرس، ويسمح للشرطي بالسيطرة على قوة الكلب واستخدامها ضد المشتبه بهم.
يعتقد كثيرون أن الكلب لا يستجيب لأوامر أي أحد إلا مدربه أو من يقوده إلا ان الامر مجرد شائعة، والحقيقة هي أن الكلاب تدرب بلغته الأم في ألمانيا أو هولندا مثلاً، فيتعلم الشرطي بعض الكلمات الأجنبية ويقولها للكلب فيأتمر بها ويوفر بذلك عناء إعادة تدريب الكلب من جديد على لغة جديدة.
وغالبا ما يتساءل الناس عما إذا كانت الكلاب تستطيع اكتشاف المخدرات بسبب تعطشها وحاجتها لهذه المخدرات أو لإدمانها عليها. في الواقع، ليس للكلاب أي اهتمام بالمخدرات على الإطلاق، ما يبحثون عنه هو دميتهم أو لعبتهم المفضلة حيث أدى تدريبهم إلى ربط تلك الدمية أو اللعبة برائحة المخدرات.
الدمية او اللعبة التي تستخدم في معظم الأحيان هي منشفة بيضاء، وكلاب الشرطة غالباً ما تحب أن تلعب لعبة قاسية يسميها المختصون حرب شد المنشفةأو الحبل. التدريب بين المرافق والكلب يبدأ بكل بساطة من خلال لعب شد المنشفة بين الطرفين بشكل مستمرومتكرر، والتي قد تم غسلها بعناية بحيث لا تحتوي على أي رائحة خاصة.
في وقت لاحق، يتم لف المنشفة حول كيس من الماريجوانا، بعد اللعب بها لفترة من الوقت يبدأ الكلب في التعرف على رائحة المنشفة المفضلة لديه من خلال رائحة الماريجوانا. ثم في مرحلة لاحقة يبدأ اخفاء المنشفة مع كمية من المخدرات، في أماكن وظروف مختلفة وكلما شم الكلب المخدرات يبدأ بالتحرك نحوها حتى أنه يحفر ويخدش في محاولة منه للحصول على دميته او منشفته وسرعان ما يربط الكلب رائحة المخدرات بمكافأته المحببة وهي لعبة شد الحبل أو المشنفة.
وتعيش كلاب الشرطة مع شركائها أو من يرافقها في العمل، وتقسم لوحدات ثنائية كفريق يبقى معاً لـ 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.
إختبارات مستمرة وتقييمات
في كل خطوة من خطوات تدريب الكلاب، يتم تقييم الجرو لمعرفة ما إذا كان قد اجتاز الاختبار، إذ أنه بحال فشله لن يستمر في المضي قدما في برنامج التدريب الكامل وذلك لضمان أن نخبة الكلاب وأكثرها دقة وفعالية هي من تصل للخدمة في الشرطة.
ويشمل هذا البرنامج التدريبي الكامل مجموعة واسعة من الاختبارات في العديد من الحالات والظروف المختلفة، إذ يجب أن تكون الكلاب قادرة على أداء واجباتها تحت الضغط، وفي البيئات الفوضوية وتحت تأثير الصوت العالي وأحيانا في ظل الحد الأدنى من التوجيه والتسيير. ولذلك، فإن تدريبهم ينطوي على محاكاة شبيهة بالحقيقة والتي تتم مراراً وتكراراً، إذ يطلق النار بجانبهم ويبدأ المجرمون الوهميون بالركض كما لو كانوا يحاولون الهروب أو حتى الهجوم، كما تخبط الأبواب وتطلق صفارات السيارات، ويعمل تحت الشتاء وفي الحر لتقديم حالة وهمية أقرب ما تكون للحقيقة على غرار المشاهد التي نراها تحدث في أفلام الحركة، ومن ينجح من الكلاب في تخطي المراحل التدريبية كافة يرقى ليخدم في أقسام الشرطة المختلفة.
وهنا لا بد أن نشير إلى أن للكلاب برامج تدريبية أخرى تتعلق بالدفاع عن النفس والهجوم او حتى الإنسحاب حسب المواقف التي تتعرض لها.