الوقت- قال موقع وورلد سوشاليست الأمريكي على لسان الكاتب الشهير " اليكس لانتير": إن الشعب الفرنسي يذهب إلى صناديق الاقتراع تحت تهديد السلاح، حيث تجري الجولة الأولى من الانتخابات في فرنسا على خلفية محاولة من الدولة ووسائل الإعلام استخدام حادثة الشانزليزيه، والتي ضمت مسلحا يدعي أنه كان ينتمي إلى تنظيم "داعش" الإرهابي بغية إنشاء جو من الهستيريا السياسية.
وقال الموقع: ومع انتشار أكثر من 50 ألف جندي وشرطي للانتخابات في مراكز الاقتراع، ستجري الانتخابات تحت تهديد السلاح، ومع ظهور الحقائق حول خلفية المسلح المزعوم، من المستحيل عمليا عدم استنتاج أن هذا الحادث كان استفزازا شارك فيه عناصر من قوات الأمن، الذي يخطط أكثر من نصفهم للتصويت لمصلحة الجبهة الوطنية الفاشية الجديدة "، وقد تم اعتقال كريم شورفي، وهو مواطن فرنسي ومجرم محترف، حكم عليه بالسجن 15 عاما في عام 2003 لإطلاق النار وقتل شرطيين، ولكن قد تم اطلاق سراحه بعد ذلك في جلسات الاستئناف، وفي فبراير الماضي قال علناً: إنه يريد قتل رجال الشرطة، وقد أفرج عنه على الرغم من أنه كان يعلن ولاءه لتنظيم "داعش" الإرهابي حيث كان يتم تتبعه من قبل المخابرات الداخلية الفرنسية منذ شهر مارس- اذار، وتم التعامل مع قضيته بشكل عام، وليس على أنه إرهابي، وعلى الرغم من القوانين الفرنسية الصارمة المتعلقة بمراقبة الأسلحة، كان تشورفي قادرا على تجميع ترسانة من الأسلحة، بما في ذلك بندقية آلية وبندقية يدوية وسكاكين كانت بحوزته أثناء الهجوم.
وتابع الموقع: وقبل يوم من إطلاق النار، طالبت وسائل الإعلام اليمينية مثل لو فيغارو بأن يكون الإرهاب الإسلامي "في صميم نهاية الحملة الانتخابية"، وكتبت الصحيفة: "إنها قضية حرجة ويجب التعامل معها "، فقد كان إطلاق النار إشارة إلى هجوم سياسي منسق، في الوقت الذي وضعت فيه قوات الأمن الكثير من عناصرها وسط مدينة باريس.
وتابع الموقع الأمريكي: إن المرشح المحافظ فرانسوا فيون طالب بالقضاء على "الشمولية الإسلامية"، بينما نددت لوبان "بتراخي المحاكم بشكل لا يصدق" وطالب بطرد جميع الأجانب الذين لديهم ملفات استخباراتية"، وفي حادث ملحوظ والذي يشير أيضا إلى الجو السياسي الذي بات سائداً في فرنسا، واجهت الشرطة المرشح الجديد للحزب المناهض للرأسمالية فيليب بوتو، الذي بدوره ناشد الشرطة بأن تكون غير مسلحة، حيث وصفت الشرطة كلامه بأنه "شائك" وقالوا إنهم سيحافظون على أسلحتهم، مهما حصل.
وتابع الموقع: إن هذه المحاولة لإغلاق الحملة ونشر موجات الدعاية المعادية للمسلمين هي مدفوعة بأزمة سياسية عميقة، حيث يواجه مجلس الأمن الفرنسي انهيارا تاريخيا، بعد أن فقد مصداقيته بسبب تدابير التقشف وحالة الطوارئ التي تتعلق بالحقوق الديمقراطية الأساسية، وهي تشعر بالرعب إزاء تصاعد العنف في أعقاب الهجمات الأمريكية غير المبررة ضد سوريا في السابع من أبريل/نيسان، والتي استفاد منها جان لوك ميلينشون وماكرون ولوبان وفيون وميلينشون في التعادل الظاهري للإسلام.
وتابع الموقع: إن النخبة الحاكمة تدرك جيدا التوترات المتفجرة في فرنسا وأوروبا، حيث يقال إن ثلثي الشعب الفرنسي بات يعرف أن الصراع الطبقي هو حقيقة يومية للحياة في فرنسا، وفي الوقت نفسه، يقول الناخبون إن اهتماماتهم الرئيسية ليست الإرهاب، بل قضايا اجتماعية مثل الوظائف والأجور والظروف الاجتماعية في فرنسا، وتظهر برامج المرشحين الرئيسيين - التي تشمل دعوات لخفض الوظائف بشكل جماعي، وعشرات المليارات من اليورو في تدابير التقشف، وزيادة الإنفاق العسكري - أن الطبقة الحاكمة تعارض تماما هذه المطالب، فهناك مخاوف أيضا من أن الأسواق المالية يمكن أن تتفاعل مع نتيجة مفاجئة للانتخابات الأمر الذي يهدد بمحو تريليون دولار من الثروة الورقية، ومع نتائج الانتخابات تهدف الأرستقراطية المالية الفرنسية لنشر موجات الدعاية للقانون والدعاية المعادية للمسلمين في الساعات الأخيرة من الحملة، وهذا يعتمد بشكل حاسم على حزب "اليسار" في فرنسا، الذي قبل الادعاءات الرسمية بأن هجوم الشانزليزيه هو مجرد نتيجة لسلسلة من أخطاء الشرطة.
واستطرد الموقع: ومن بين العوامل البارزة في الوضع الحالي في فرنسا هي استخدام الرصاص في إيطاليا في السبعينات والثمانينيات، عندما ردت الدولة على التطرف الشعبي والصراعات الطبقية الضخمة من خلال السماح للإرهابيين اليمينيين المتطرفين المرتبطين بالمخابرات الإيطالية بالدخول إلى البلاد بينما ألقوا باللوم على الجماعات اليسارية، وشملت هذه الهجمات مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في انفجار سيارة في بيتيانو في عام 1972 وقصف المحطة المركزية في بولونيا في عام 1980، وتم القبض على العديد من الإرهابيين اليمينيين المتورطين في "استراتيجية التوتر" هذه، وحينها أوضح القاضي فيليس كاسون لهيئة الإذاعة البريطانية أن ما يحدث في البلاد يهدف إلى "خلق التوتر في البلاد لتعزيز الاتجاهات الاجتماعية والسياسية المحافظة والرجعية، وقال فينسنزو فينسيغيرا: إن أحد الإرهابيين المدانين قال إنهم قالوا له: "كان عليك أن تهاجم المدنيين والشعب والنساء ، والأطفال، والأبرياء والأشخاص المجهولين البعيدين كل البعد عن أي لعبة سياسية، والسبب بسيط جدا، حيث كان من المفترض أن يجبر هؤلاء الناس، والجمهور الإيطالي، على التوجه إلى الدولة لطلب المزيد من الأمن ".
واختتم الموقع الأمريكي بالقول: وفي الوقت الذي تسعى فيه الأرستقراطية المالية إلى خفض مستويات معيشة العمال وإعادة تسليح نفسها للحرب، تدرك تماما أنها تواجه معارضة شعبية عميقة، ولن تتوقف عند أي شيء في محاولة منها للمحافظة على حكمها.