الوقت - بعد التجربة المريرة التي مرت بها جمهورية كوريا الشمالية اثناء الهجوم الأمريكي عليها في خمسينات القرن الماضي، قررت سلطات بيونغ يانغ بتطوير المنظومات الدفاعية وزيادة القدرات العسكرية الداخلية لها لمواجهة اي هجوم جوي محتمل عليها من قبل أمريكا.
وفي هذا السياق صرح "مايك ماكديفيت " العضو البارز في مركز الدراسات للقوات البحرية لنشنال اينترست بالقول: لقد قامت القوات الجوية والبحرية الأمريكية في الفترة ما بين 1950-1953 بالهجوم على كوريا الشمالية ودمرتها كلياً، ونظراً لهذه الفاجعة وخلال 65 عاماً قررت بيونج يانج بأن تمضي قُدما بتطوير منظوماتها العسكرية لتجنب تكرار هذه التجربة المُرة. ولهذا فأنها خلال تلك المدة قامت ببناء الكثير من المخابئ والملاجئ والأنفاق المقاومة للهجمات العسكرية ".
واضاف قائلا على الرغم من أن معظم أنظمة الدفاع الجوي لكوريا الشمالية تعود الى حقبة الاتحاد السوفياتي، فلقد فاجأت كوريا الشمالية العالم بصناعتها لكثيراً من الاسلحة القوية والفتاكة.
وفي سياق متصل صرح المحلل العسكري البارز والعضو في "المركز الأوروبي المتكامل" والمدرسة العلياء للاقتصاد في موسكو، السيد " فاسيلي كاشين" قائلا: أن كوريا الشمالية تمتلك الكثير من صواريخ ألاتحاد السوفياتي SAM (ارض جو) والتي تشمل S-75، S-125 S -200 وصواريخ كفادرات (Kvadrat) حيث أن هذه الصواريخ ما زالت في حالة ممتازة. واضاف بأن كوريا الشمالية لها القدرة على تصنيع صواريخ S-75 ولها القدرة كذلك على تطويرها بشكل كبير ومذهل. كما أنه اشار بأن كوريا الشمالية بدأت في عام 2010 بصناعة منظومة الصواريخ SAM محليا والتي تطلق عليها أمريكا وكوريا الجنوبية أسم KN-06.
منظومة الدفاع الجوية SAM لكوريا الشمالية
ليس من المعروف كم عدد المنظومات الصاروخية SAM او KN-06التي قامت بصناعتها بيونغ يانغ، ولكن هذه المنظومات العسكرية جعلت كوريا الشمالية بشكل ملحوظ اكثر قوة، حيث أن هذه المنظومات الصاروخية تشبه الى حد كبير منظومة الصواريخ الروسية S-300.
وحول هذا السياق قال السيد كاشين لقد زُودت منظومة الصواريخ KN-06 بأجهزة رادار وتتبع ومن الممكن أن تعادل في قوتها الإصدارات الأولى لمنظومة الصواريخ الروسية S-300 وتفوقها في مداها.
وتابع كاشتين الخبير والمختص في الشؤون الاسيوية: بأن كوريا الجنوبية أعلنت بأنها قامت بتجربة ناجحة ومشتركة لمنظومة الصواريخ KN-06 مع جارتها الشمالية، حيث يصل مدى هذا النوع من الصواريخ الى 1500 كليومتر. واضاف قائلا بأن السبب عن التغاضي وعدم إعطاء أهمية لمنظومة الصواريخ KN-06 – على الرغم من توفر المعلومات الكافية حول وضع التسليح العسكري لكوريا الشمالية - يرجع الى أن المحللين الغربيين استهانوا بقدرة بيونغ يانغ على صناعة مثل هذه الصواريخ وبشكل عام، لقد استهان العالم اجمع بقدرة كوريا الشمالية على صناعة أسلحة متطورة وبقدر ما اعرفه، هو أن كوريا الشمالية لها القدرة على صناعة الآليات العسكرية، الروبوتات، الألياف الضوئية، وبعض أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة الالكترونيات وكذلك السيارات والشاحنات ومعدات السكك الحديدية والأجهزة الالكترونية الاستهلاكية. وبالتالي، فإنه من الممكن التنبؤ بأن الأداء الفني لهذه الأشياء مساوي للكثير من الصناعات الروسية خلال حقبة الاتحاد السوفياتي في أواخر عام 1970 وأوائل 1980، وخصوصا عندما نرى تعاونهم القائم مع إيران.
واشار كاشتين الى منظومة الدفاع الجوية المتعلقة بالارتفاعات المنخفضة. فعلى الرغم من أن منظومة الدفاع الجوي هذه قديمة ولكنها تعتبر من الاسلحة القوية التي تمتلكها كوريا الشمالية، حيث اشار: " بأن كوريا الشمالية تمتلك الكثير من أنظمة المضادة الطائرات القابلة للحمل (MANPAD) وأنظمة مضادة مدفعية للطائرات 755 مليمتر ".
واردف قائلا في الوقت الذي نرى فيه أن كوريا الشمالية تمتلك الكثير من الطائرات الكبيرة والتي قد ربما عفا عليها الزمن تقريبا، فأن هنالك نوع واحد فقط من الطائرات قد يُشكل خطراً على الدفاعات الجوية للولايات المتحدة وهو عبارة عن أسطول صغير من طائرات ميكويان ميج Mikoyan MiG-29 Falcrums ووفقا للتقارير، فإن كوريا الشمالية تمتلك تقريبا 40 طائرة من هذا النوع ولكنني غير متأكد كم من هذه الطائرات قادرة على المشاركة في حرب عسكرية.
واستطرد كاشتين بالقول: وعلى الرغم من أن التقنيات في كوريا الشمالية قديمة نسبياً، ولكن المنظومة الجوية لها تعمل بشكل منظم وفعال. وأضاف أن كوريا الشمالية تمتلك منظومة عسكرية للمراقبة ومضادة للطائرات تعمل بالكمبيوتر يعود عمرها الى حقبة الاتحاد السوفياتي ولكنهم قاموا بجلب الكثير من الرادارات الحديثة والمتطورة من الخارج. ووفقا لمعلوماتي، فإن كوريا الشمالية تقوم بحماية وحدات مضادات طائراتها في مخابئ واسعة تحت الأرض والتي من الصعب القضاء عليها.
واختتم كاشتين: أنه على الرغم أن كل تقنيات كوريا الشمالية قديمة، ولكننا نرى بأن المنظومة الدفاعية التي تمتلكها قوية للغاية اكثر مما كان متوقعاً. وعلاوة على ذلك، كان لفلسفة الاعتماد على الذات لبيونغ يانغ تأثير جيد لإنتاج الجزء الأكبر من عتادها العسكري في الداخل. إنها تنتج الكثير، على الرغم من أن الكثير من منتجاتها مرتبطة بتقنيات قديمة تعود تقريبا لفترة 20-400 سنة مضت، ولكن لديهم إبداعات وصناعات مستقلة خاصة بهم.