واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام النظام السعودي لاسلحة محرمة دولية من بينها القنابل العنقودية في قصف المدن والقرى اليمنية خلال الاسابيع الاخيرة خصوصاً على محافظة صعدة شمال البلد، مشيرة الى وجود صور ومقاطع فيديو تؤيد ذلك .وهذه القنابل تشكل خطراً طويل الأمد على حياة المدنيين وهي محظورة في جميع الظروف بموجب اتفاقية وقعها 116 بلداً عام 2008 .
وتركزت الغارات السعودية على الأحياء السكنية والشعبية في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية، ما أدى الى سقوط عدد كبير من الضحايا في محاولة لإخضاع اليمنيين وإجبارهم على الاستسلام.
في غضون ذلك فند المتحدث باسم حركة انصار الله اليمنية محمد عبد السلام انزال قوات سعودية في عدن، مؤكداً ان النظام السعودي لن يجرؤ على الاتيان بهكذا حركة وهو يعلم بأن عناصره من تنظيم القاعدة الارهابي لم يستطيعوا احراز اي صمود فضلا عن تقدم.
وقال عبد السلام ان هذه الاخبار لا صحة لها اطلاقا وهي تأتي في إطار الاشاعات الرامية الى رفع المعنويات المنهارة لعناصر القاعدة التي تلقت ضربات موجعة باعتراف الجميع.
وتابع عبد السلام ان الاعلام السعودي المتخبط يقول ان عناصر القاعدة يسيطرون على مطار عدن، متسائلاً: إذاً لماذا تقصف القوات السعودية هذا المطار؟!
من جانبه وصف القيادي في حركة أنصار الله، جابر احمد النعيمي، الهجمات التي نفذتها الحركة في مواجهة التكفيريين وعناصر "داعش" الارهابيين في بعض مناطق البلاد بأنها تمثل رسالة مفادها بأن الحركة مستعدة لمعالجة التهديدات الداخلية رغم انشغالها بمواجهة العدوان السعودي.
الى ذلك شهدت مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوب البلاد تظاهرة شعبية حاشدة رفضاً لتواجد عناصر القاعدة الذين يهاجمون المنشآت المدنية والمساجد لإحداث فوضى في هذه المدينة.
في هذه الاثناء طالبت الجمهورية الاسلامية في ايران بإيصال مساعداتها الانسانية لليمن عبر الصليب الاحمر الدولي. واوضح الامين العام لجمعية الهلال الاحمر الايرانية علي اصغر احمدي ان الجمعية أرسلت مساعدات إنسانية إلى اليمن عبر سلطنة عمان، مشيراً الى انه بامكان جمعية الصليب الاحمر ان تتسلم في مطار صنعاء او اي نقطة في اليمن المساعدات الانسانية الايرانية وتقوم بتوزيعها على اليمنيين المنكوبين جراء العدوان السعودي.
واضاف ان جمعية الهلال الاحمر الايرانية ومن خلال التعاون مع وزارة الخارجية تتواصل دوما مع جمعية الصليب الاحمر ومكاتبها الاقليمية وجمعية الهلال الاحمر اليمنية ومؤسسة عمان الخيرية للبحث عن طريق لارسال المساعدات الانسانية الايرانية الى اليمن.
وانتقد احمدي موقف المنظمات الدولية من العدوان السعودي على اليمن، وقال ان الامم المتحدة قد حذرت من وقوع كارثة انسانية في اليمن الا انها لم تبذل اي جهد لوقف العدوان السعودي ومساعدة اليمنيين المنكوبين في المدن والمناطق المختلفة في هذا البلد.
واضاف: بعد العدوان السعودي على اليمن ارسلت ايران من خلال التنسيق مع جمعية الصليب الاحمر الدولية ثلاث طائرات محملة بمساعدات طبية وغذائية وخيم ومتطلبات انسانية اخرى الى الشعب اليمني الا ان المقاتلات السعودية حالت دون هبوط تلك الطائرات في صنعاء.
وصرح احمدي ان جمعية الهلال الاحمر الايرانية تسعى باستمرار الى البحث عن طريق جوي او بري او بحري لارسال مساعدات انسانية الى اليمن.
في سياق متصل اوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الايرانية امیر محسن ضیائي ان الجمهورية الاسلامية في ايران طلبت من مجلس حكام جمعية الصليب الاحمر الدولية خلال اجتماعه الاخير في جنيف الضغط على السعودية للسماح لإيران بارسال مساعداتها الانسانية الى الشعب اليمني الذي يعاني من مأساة انسانية بسبب العدوان السعودي المتواصل على بلاده، مشيراً الى ان ممثل السعودية في هذا المجلس لم يبد اي ردة فعل تجاه هذا الطلب ولاذ بالصمت لانه يعرف تماماً ان بلاده مخطئة في هذا المجال.
في غضون ذلك أكدت أوساط شعبية يمنية عدم تعويلها على مواقف وقرارات الامم المتحدة التي تكتفي بالشجب والادانة تجاه جرائم العدوان السعودي دون القيام باي تحرك جدي لوقف اراقة الدماء في اليمن.
وعلى الصعيد السياسي اعرب مراقبون عن عدم تفاؤلهم بالجولة الإقليمية التي من المقرر أن يبدأها قريباً المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد، في مسعى لاحياء محادثات السلام لأن تجربة سلفه جمال بن عمر لا تبشر باستعداد أصحاب الخيار العسكري للتراجع. فيما لا تزال فكرة المؤتمر الدولي لاستئناف العملية السياسية في اليمن التي ألمح إليها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية "جيفري فيلتمان" مجرد فكرة نظرية، ودونها عقبات كثيرة، بينها إصرار التحالف السعودي على الرياض كمكان للحوار.
في هذه الاثناء طالب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالحاق مدينة حضرموت اليمنية بالسعودية كشرط لايقاف عدوانها على اليمن، الأمر الذي وصفه الكثير من المراقبين بأنه شرط مضحك وينم عن جهل واضح بالشؤون السياسية والجغرافية، اضافة الى انه يبين بوضوح حجم المأزق الذي تورطت فيه السعودية بشنها العدوان على اليمن والذي باتت تسعى للخلاص منه بأي وسيلة مهما كانت غريبة وغير معقولة.