الوقت - تناولت صحيفة واشنطن بوستالأمريكية في مقال للكاتب "جيف جو" الحالة التي أمسى عليها أبناء الشعب الأمريكي من إدمان على المخدرات والكحول ناهيك عن انتشار حالات اليأس والكآبة في صفوفهم بشكل كبير.
وقال الكاتب: في البلدان الغنية، من المفترض أن تنخفض معدلات الوفاة، ولكن في العقد ونصف العقد الماضيين عانى الأمريكيون البيض في منتصف عمرهم من الموت السريع، وهذا الاتجاه المقلق في دراسة عام 2015 سلطت الضوء على الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة وهي ثلاثة: "أمراض اليأس والمخدرات والشرب والانتحار.
وقال الكاتب فی مقاله: لا يمكن توجيه اللوم في هذه المشكلة على البيض أنفسهم (الموت) فهم يشهدون ارتفاع معدلات تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، والانتحار وإدمان الكحول المزمن، فالأمريكيون البيض في منتصف العمر يموتون لهذه الأسباب، وربما القضية الأساسية هنا هي انتشار المواد الأفيونية في صفوف الطبقة العاملة.
وقال الكاتب: لقد بات واضحاً وبشدة أن زيادة معدلات الوفيات ناجمة عن انتشار المخدرات والكحول وحالات التسمم، والانتحار، وأمراض الكبد المزمنة وتلف الكبد، فالحقيقة المثيرة للقلق اليوم هي ليست فقط أن البيض في منتصف العمر يموتون بشكل أسرع، ولكن أيضاً بأن معدلات الوفيات قد تزداد بشكل كبير في كل بلد غني آخر.
وأضاف الكاتب: إنه وفي السنوات الـ 15 الماضية، ازدادت الهوة ما بين البيض في منتصف العمر في أمريكا ومواطني الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في حين أن معدلات الوفاة للبيض في أمريكا ارتفعت قليلاً، بينما واصلت معدلات الوفيات في تلك البلدان الأخرى في الهبوط، وبالمقارنة مع ما حدث في أوروبا، فإن الوضع بالنسبة للبيض الأمريكيين يبدو بأنه أكثر سوءاً وبكثير، فالمشكلة اليوم في أمريكا هي مشكلة أكبر بكثير من المواد الأفيونية أو الانتحار حيث إن هناك خطأ كبيراً يحدث اليوم في أمريكا.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: ومنذ خمسة عشر عاماً، كان البيض في منتصف العمر في أمريكا يتمتعون بالعمر المديد مقارنة مع نظائرهم الألمان، لكن والآن، فإن الأمریكيين البيض في منتصف العمر هم أكثر عرضة للوفاة من الألمان في منتصف العمر بنسبة 45 بالمئة، فالفجوة في معدل الوفيات بين الأمريكيين البيض في منتصف العمر والألمان في منتصف العمر هي حوالي 125 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص حتى الآن، أي إنه وفي كل عام، من 100 ألف ألماني الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عاماً حوالي 285 يموتون بينما وفي أمريكا يموت أكثر من 410 أشخاص كحد أدنى.
وقالت الصحيفة نقلا عن الکاتب: ومن هؤلاء الـ 125 حالة فقط حوالي 40 منهم بسبب تعاطي المخدرات القاتل والشرب والانتحار، والباقي منهم بسبب أمراض القلب التي هي جزء من المشكلة، في حين أن البلدان الأخرى قد انخفضت نسبة الوفيات بأمراض القلب بنسبة أكثر من 40 في المئة في السنوات ال 15 الماضية، بينما لا يزال مرض القلب قاتل للأمريكيين البيض الذين هم في منتصف عمرهم.
وتابعت الصحيفة الأمريكية بالقول: إن الباحثين وصفوا ما يحدث بأنه ضربة مزدوجة لأمريكا حيث إنه وفي الوقت نفسه انتشرت أمراض اليأس وسط تباطؤ التحسن في أمراض القلب، حيث إن أحدث البيانات تركز على زيادة في الوفيات وسط البيض وبين أولئك الذين لم ينهوا تعليمهم الجامعي، وهؤلاء هم نفسهم الناس الذين يعصف بهم الاقتصاد في العقود الأخيرة، فكل ما حصلوا عليه هو صعوبة أكثر بالنسبة لهم في إيجاد وظائف.
واختتم الموقع بالقول: إن كل ما يحدث الآن في البلاد يعود إلى انتشار اليأس، فاليوم الكثير يعتقدون أن الأمريكيين البيض يعانون من عدم وجود الأمل، فالألم في أجسامهم يعكس بطبيعة الحال الألم "الروحي" الناجم عن التراكمات المعيشية، وإذا كانوا هم على حق، فإن المشكلة ستكون أصعب بكثير من ما يمكن حلها، فيمكن للسياسيين تمرير القوانين لإبعاد المواد الأفيونية من أيدي الناس أو الطلب من شركات التأمين تغطية تكاليف الرعاية الصحية العقلية، لكن هذا اليوم لا يمكن أن يتحقق إلا إن أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء.