الوقت- شهد الساحل الشمالي الليبي وتحديداً منطقة الهلال النفطي عمليات كر وفر مستمرة، حيث يسعى كل طرف من الأطراف الليبية المتنازعة إلى إحكام سيطرته على هذه المنطقة لما تحمله من أهمية استراتيجية وعسكرية كبيرة.
وتمكنت مؤخراً قوات المشير خليفة حفتر من بسط سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي بعد أن شنت هجوماً برياً وبحرياً وجوياً على هذه المنطقة، ما أدى إلى انسحاب كل من حرس المنشآت النفطية و"سرايا الدفاع" عن بنغازي.
ولم تتوقف قوات حفتر عند هذا الحد بل توعدت بملاحقة "سرايا الدفاع" إلى غاية بلدة هراوة القريبة من مدينة سرت غرباً وإلى الجفرة جنوباً، ويقول محللون سياسيون في هذا الصدد أنه في حال سيطرة المشير حفتر على قاعدة الجفرة الجوية فإن توازن القوى ومعادلات الميدان سترجح كفة الصراع لصالح حفتر وهذا ما تحاول "سرايا الدفاع عن بنغازي" وحكومة الوفاق الوطني منعه.
ملاحقة قوات سرايا الدفاع
من جهته أعلن الناطق باسم القيادة العامة للجيش العقيد أحمد المسماري "أن قوات الجيش سيطرت على رأس لانوف والسدرة وبن جواد، وأن سلاح الجو حسم المعركة بتوجيه ضربات قاصمة وساحقة مع تحرك القوات البرية نحو رأس لانوف والسدرة وبن جواد، وسيطرتها على المنطقة خلال ساعات".
وأشار المسماري إلى أن العمليات العسكرية لن تتوقف في منطقة الهلال النفطي إلا بإعلان رسمي من القيادة العامة للجيش، وأضاف أن الجيش الليبي سيلاحق فلول سرايا الدفاع عن بنغازي إلى ما بعد الهلال النفطي.
وتابع المسماري قائلاً "أن سرايا الإرهاب تفكك مستشفى ميدانياً بالجفرة وتجمع جميع أسلحتها وسياراتها وذخائرها ومعداتها وتهرب باتجاه مصراتة" على حد تعبيره.
حشد عسكري كبير
هذا وذكرت مصادر إعلامية مطلعة أن المشير حفتر يقوم بتحشيد عسكري كبير، حيث قال علي سعيد، وهو قيادي بارز في القوات المنبثقة عن مجلس نواب طبرق والذي يقوده المشير حفتر: "إن عدة كتائب توافدت إلى منطقة الهلال النفطي"، وذكر منها: الكتيبة 319 ، الصاعقة، الجويفي، الكتيبة 106، الجوارح، مديرية أمن أجدابيا، الإسناد الأمني أجدابيا...وغيرها من الكتائب التي ستتولى غرفة عمليات سرت الكبرى قيادتها.
وهنا يأتي السؤال التالي لماذا كل هذا التحشيد من قبل قوات حفتر على الرغم من بسط سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي؟!.
يرى محللون عسكريون أن غاية حفتر من هذا التحشيد، هي التوجه نحو قاعدة الجفرة الجوية واحكام قبضته عليها، لما تحمله هذه القاعدة من أهمية جيوسياسية وعسكرية، بالإضافة لكونها مصدر تهديد دائم لأماكن سيطرة الجيش الليبي، حيث تتمركز فيها قوات سرايا الدفاع.
أهمية قاعدة الجفرة
أولاً: تشكل هذه القاعدة خطر دائم ومنطلق لقوات سرايا الدفاع للهجوم على منطقة الهلال النفطي، لذلك تخشى قوات حفتر من أن تعاود هذه القوات هجومها على المنطقة.
ثانياً: السيطرة على قاعدة الجفرة الجوية تمكن قوات حفتر من قطع الطريق بين الجنوب والشمال حيث تتمركز قوات مصراتة المعادية لحفتر، وبالتالي قطع الامدادات بينهما.
ثالثاً: الموقع الجغرافي لقاعدة الجفرة في منتصف ليبيا، يمكن سلاح الجو للجيش الليبي من شن غارات جوية على أي منطقة يريدها سواء في الجنوب أو الغرب أو الشرق حتى دون الحاجة للتزود بالوقود في الجو.
رابعاً: تتمتع القاعدة ببنية تحتية قوية جداً وإمكانيات عسكرية كبيرة بحكم أن الرئيس المخلوع معمر القذافي كان ينوي جعلها مقراً لقيادته الخاصة.
سرايا الدفاع عن بنغازي في محيط الهلال النفطي
بعد انسحاب حرس المنشآت النفطية من منطقة الهلال النفطي، أعلنت "سرايا الدفاع عن بنغازي" أنها لا تزال تتمركز في محيط منطقة الهلال النفطي، مشيرة إلى أن القصف الجوي استهدف نقاط وتمركزات حرس المنشآت النفطية.
وفي بيان لها أمس الأربعاء، قالت قوات سرايا الدفاع "أن قوات السرايا لازالت تحافظ على نقاطها وتمركزاتها في محيط المنطقة التي انتقلت إليها في وقت سابق عقب تسليم الموانئ لجهاز حرس المنشآت".
وأعلنت سرايا الدفاع عن بنغازي تمكنها يوم 3 مارس/آذار2017 من السيطرة على ميناءي السدرة وراس لانوف، وسلمتهما إلى حرس المنشآت التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، إلا أنها عادت وفقدت السيطرة عليهما قبل يومين.
ومن جهته قال الجيش الوطني على لسان المتحدث باسمه، العقيد أحمد المسماري أن الجيش الوطني شرع فورا في المرحلة الثانية من العملية العسكرية بعد استعادة السيطرة على الهلال النفطي وهي مطاردة الجماعات المسلحة في الصحراء، وفي ظل تداخل القوى العسكرية على الأرض والانقسام السياسي تبقى الاحتمالات مفتوحة على جميع الأصعدة.