الوقت- هكذا حلت أعاصير التغيير والثورات في عدة أقطار عربية ذات حكم جمهوري، بينما بقيت مشايخ ومملكات بعيدة عن هذه العواصف(التسوناميه). وقدلا نبالغ إذا قلنا بأن الحرب الكونية على سوريا، مصممة منذ عقود خلت ليست حرب تشرين اكتوبر أولها، وبعدها موقف سوريا من اتفاقيات كامب ديفد1979 وخروج مصر، وليس آخرها فشل توقيع سوريا لمعاهدة سلام مع الكيان الاسرائیلي بعد مؤتمر مدريد1991 وموقف سوريا مع المقاومة اللبنانية بعدوان2006 مرورا باغتيال الحريري واتهام سوريا بجريمة الإغتيال وتدفيع سوريا ثمن هذه المواقف .. ولا نجد حاجة لسرد ما جرى خلال الست سنوات من حرب كونيه دامية شارك بها أعداء الإنسانية واستجلبوا سفهاء وجاهلو ومتخلفو العصر. ومع الأسف بأموال عربية وبتحريض إعلامي سخرت له أموال وأقلام وقنوات بهدف تحقيق غايات وأهداف لا تصب في مصلحة بلداننا، ولا خدمة الأجيال القادمة، ولا قضايانا وتحديات العصر. والسؤال: ماذا بعد ست سنوات دامية غرست أظافرها في كافة مناحي الحياة وما مآل الحرب على سوريا؟ يمكننا ورغم تعقيدات الوضع أن نستشرف عدة نقاط قد تجيب على جزء من التساؤل المطروح:
1-فشل الأعداء في تحقيق غاياتهم البعيدة ولم (ينجزوا)سوى التدمير وسفك الدماء.
2-فشلت الأدوات وبكل أشكالها في تحقيق أهداف الوكيل والأصيل رغم تقديم الدعم اللامحدود لتلك العصابات ماديا وسياسيا واعلاميا....
3-الفشل الميداني لما يسمى جيش حر وبقية العصابات المسلحة من تثبيت تواجدها في أية منطقة نظرا لتغلغل داعش والنصرة الإرهابيتين ودك معاقلهم ومثال على ذلك(ادلب والرقة وريف حلب الشرقي ومناطق أخرى).وهذا الفشل الميداني والأمثلة كثيرة.
4-الفشل السياسي للمعارضة السياسية نتيجة الفشل العسكري ونتيجة تغير المزاج الدولي وصمود الدولة السورية وعدم التمكن من تحقيق أي هدف توهموا بأنهم قادرون على تحقيقه وأبرز مثال على ذلك فإن كل المؤتمرات الدولية وما سمي بأصدقاء الشعب السوري والعقوبات الإقتصادية على سوريا لم توصلهم إلا إلى السراب. حتى النقاط التي أتفق عليها للمناقشة في مؤتمر جنيف سيكون القرار النهائي للشعب السوري حسب القرار2254.
ومن هنا يمكن القول بأن الحل السياسي في سوريا مرتبط بالميدان العسكري وبمدى التقدم في محاربة الإرهاب ولانعتقد بأن مؤتمرات جنيف مهما تعددت يمكنها أن تقدم حلا إن لم يتفق الجميع على القضاء على الإرهاب بشكليه المسلح، والفكر الظلامي. وكل مؤتمر سيكون(طبخة بحص)ومضيعة للوقت إن لم تتفق الدول العظمى على محاربة الإرهاب، وداعميه والفكر الظلامي الذي لا يهدد المنطقة فحسب بل العالم بأسره.
بقلم: طالب زيفا