الوقت- عاد الحديث مجدداً عن البرنامج النووي الايراني، وعادت معه التكهنات حول امكانية إیقاف ايران لهذا البرنامج الذي حاربت من اجله وتعرضت لضغوطات جمة اقتصادية وسياسية وغيرها، لكن الحديث يزداد على لسان بعض الامريكيين من أمثال جون بولتون الذي تحدث الى صحيفة نيويورك تايمز الامريكية بأن على الكيان الاسرائيلي ضرب المفاعلات النووية الايرانية بأسرع ما يمكن. حديث بولتون هذا جاء في الوقت الذي توصلت اليه الجمهورية الاسلامية الى اتفاق حول برنامجها مع الدول 5+1 والذي أعطى الحق للجمهورية بامتلاك التكنولوجية النووية.
يعتبر بولتون من اكثر المتشددين لجانب الكيان الاسرئيلي ورفض عام 2006 توقف الحرب الاسرائيلية علی لبنان عندما كان مندوب أمریکا في مجلس الامن منذ أغسطس 2005 إلى نوفمبر 2006، وهو أحد صقور إدارة بوش. تخرج بولتون في كلية الحقوق من جامعه ییل وعمل كمحامٍ لفترة من الزمن وتدرج في مناصب حكومية عدة قبل أن يتبوأ منصب نائب وزير الخارجية.
والجدير ذكره هو ان بولتون استقبل ابان حرب تموز الوفد العربي من الجامعة العربيَّة المكلَّف بحث وقف إطلاق النَّار، فسألهم «لماذا جئتم»؟ فردَّ الوفد «نريد البحث في وقف الحرب». فأجاب: «لا تتعبوا أنفسكم، لن تقف الحرب إلَّا في حالتين: أن يُسحق حزب الله، أو أن يستسلم ويسلّم سلاحه». وبعد فترة غير طويلة وبعد الخسائر الاسرائيلية في الميدان طلب نفسه من الوفد العربي التوسط لإنهاء الحرب بأسرع ما يمكن.
الیوم جدد بولتون دعوته الکیان الإسرائیلي المثيرة للجدل بضرورة العمل لوحده وضرب المنشات النووية الايرانية وعدم انتظار قيام الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي لن يقوم بأي عمل عسكري اتجاه ايران.
وأشار بولتون انه لا يوجد الكثير من الوقت امام الکیان الإسرائیلي لاتخاذ القرار مضيفا انه كان يتوجب على اسرائيل اتخاذ هذا القرار وتنفيذه قبل عدة سنوات. وقال إنه "يتوجب على اسرائيل الحليفة للولايات المتحدة عدم الاستمرار بالاعتماد على امريكا التي يقودها اوباما لانه لا يفهم طبيعة المنطقة او حتى مصالح الولايات المتحدة الامريكية ويتوجب علينا الاهتمام بانفسنا".
واكد بولتون ان الضربة العسكرية الامريكية لايران لن تحدث في عهد اوباما حيث كرر الجملة عدة مرات، مشيرا إلی انه "على اسرائيل مواجهة قرار حاسم وجدي وهو إما السماح لايران بالحصول على القنبلة النووية او انه يتوجب عليها مهاجمة ايران لمنع ذلك."
وأشار إلی ان الکیان الإسرائیلي هاجم مفاعلات نووية لدول معادية مرتين، في إشارة الى مهاجمة مفاعلات نوویة في العراق وسوريا.
وسط هذه التصريحات المتواصلة والتهديد بمهاجمة إيران، حذر خبراء عسكريون أمريكيون من أن شن هجوم جوي إسرائيلي علی المنشآت النووية الایرانیة يعد اختبارا قاسيا للغاية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما يهدد أمریکا بالتورط في الحرب في حال فشل الکیان الإسرائیلي، ورد انتقامي محتمل من قبل ايران.
ووضع الخبراء سيناريو للضربة العسكرية الإسرائيلية ضد منشآت طهران النووية، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمركية عن هؤلاء الخبراء قولهم إنه سيتعين علی الطيارين العسكريين الإسرائيليين الطيران لمسافة تزيد علی1600 كيلومتر فوق أراض معادية، كما سيتعين عليهم كذلك إعادة التزود بالوقود في الجو، بالإضافة إلی التغلب علی سلاح الدفاع الجوي الإيراني من أجل مهاجمة العديد من المواقع النووية الإيرانية في وقت واحد ومواجهة منظومة اس 300 المتطورة التي ستقضي على اي طائرة تدخل الاجواء الايرانية.
هذه التصريحات تعكس حالة التخبط التي تعيشها واشنطن والصراع الدائر بين الجمهوريين والديموقراطيين، وسيل الاتهامات المتبادلة حول فشلهم في مواجهة الجمهورية الاسلامية التي استطاعت الوصول الى النادي الدولي للطاقة النووية، وذلك بجهود علمائها وتضحية الشعب الذي رفض المس باي من مكتسباته العملية.
کما أن هذه التصريحات أتت من شخص عمل في مجلس الامن اعواماً لخدمة الكيان الاسرائيلي، الأمر الذي یعطي صورة عن حالة الهستيريا التي تعيشها تل ابيب بعد نجاح المحادثات النووية في فيينا، والتي ستزيل العقوبات الاقتصادية في ان واحد، مما سيسمح للجمهورية الاسلامية بالدخول اقوى داخل الاسواق العالمية وجعلها بوصلة الشركات الكبرى خاصة الاوروبية في المدى القريب.
ولكن في الوقت الذي تثار فیه هكذا تصريحات، جاء من موسكو ما لم يتوقعه خصوم ايران، حیث وافق الرئيس الروسي بوتن على تزويد الجمهورية الإسلامیة بمنظومة S300 المتطورة. وقال وزير الخارجية الروسي لافروف في حديث له إن إس 300 سيرغم الراغبين بمهاجمة إيران على التفكير مليا، مؤكداً انه لا يؤدي توريد إس-300 إلى تردي الوضع في المنطقة بأي شكل من الأشكال باستثناء دفع أولئك الذين مازالوا يرغبون في ضرب إيران إلى التفكير ملياً قبل الإقدام على ذلك.
وأكد أن موسكو وطهران ليستا بحاجة إلى تحالف عسكري بينهما، وأضاف أن موسكو لم تتلق أية اقتراحات من هذا القبيل من الجانب الإيراني، واصفاً هذه الفكرة بأنها غير واقعية.
لكنه أكد أن روسيا وإيران ستواصلان تعزيز التعاون العسكري التقني، واعتبر أن هناك آفاقاً واعدة جداً في هذا المجال بعد رفع الحظر الدولي المفروض على طهران.