الوقت - قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي اليوم على لسان الكاتب "راييف نادر" إن ترامب وبالكاد بعد أسبوعين من مكوثه في البيت الأبيض، أعطى إشارات قوية أنه خطف الضوابط والتوازنات من المؤسسات الديمقراطية، حيث تبين ان ترامب يعاني من جنون العظمة الذي لا حد له.
إذ أنه وبعد فوزه في المجمع الانتخابي بشكل غير متوقع تم تقويض الكفاءات من الخدمة المدنية، والكونغرس ووسائل الإعلام والعمل المنظم، وقريبا المحاكم الفدرالية، في حين يخون ترامب بالفعل الناخبين الذين اختاروه حيث يحول ترامب بلاده الى دولة للشركات الإمبريالية والعسكرية.
وتابع الموقع بالقول انه وعند النظر إلى نظام ترامب سريريا، نجد أن هناك جنوناً واضحاً، إذ يوجد الان في امريكا فلتان أمني رئاسي، فترامب يريد أن يحكم من قبل التوجيهات المزاجية، ولديه القليل من الصبر للحكم في ديمقراطية حيث يعتقد انه يمكن الاعتماد على حب الظهور، ونشر التهديد والوعيد والترهيب.
وقال الموقع إن تلك الصفات الأخيرة لترامب والاستفزازات الخارجية، تطلق بدورها العنان الغاضب، المتهور، والمتسرع بشن هجوم عنيف من قبل ترامب نفسه.
وحول الاجراءات التي يقوم بها ترامب أضاف الموقع الكندي ان هذه الاجراءات بدأت مع الخصوم الذين يعملون في الخارج وسط صراعات طويلة وعنيفة في ديارهم مع امريكا، وسوف يتم الاستفادة منها وسط الاعتقاد بأن الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على السفر هو هجوم ضد جميع المسلمين، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى عالم أكثر خطورة بالنسبة للأمريكيين واللاجئين على حد سواء، والتي يمكن أن تثير حلقة مفرغة دون قيود واضحة.
وتابع الموقع بالقول إن ترامب يهاجم باستمرار وسائل الإعلام، وأحيانا كمؤسسة عامة، وأحيانا أخرى يسمي الصحفيين الذين يعبر عن استيائه منهم، حيث كان قد قال انه سوف يعطيهم الكثير من الحرية مع استلامه الرئاسة لكن الاعلام اليوم ينعدم فيه القانون وتسوده الصراعات بالإضافة إلى انتهاك بند مخصصات الدستور.
وأضاف الموقع قائلاً إن مستوى شعبية ترامب بالفعل منخفض بشكل تاريخي، وبعد استلام ترامب للحكم وجد زعماء النقابات العمالية أنفسهم في مأزق، فترامب يعرف كيف يتم لعب النقابات العقارية والقمار والشركات.
وقال الموقع انه ومنذ اسبوعين فقط اي منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا وبعد القاء خطاب التنصيب واعلان سياسته "أمريكا أولا"، تعهد المذكور بالدفاع عن الولايات المتحدة ضد "البلدان الأخرى".
وتابع الموقع ان هذه السياسة هي مجرد أوهام فالسياسة التي تقوم بها امريكا تقوم على الحروب التي لا نهاية لها والتي شنتها خلال الربع الأخير من القرن الماضي لصالح الانعزالية، حيث قام ترامب ومستشاروه باستفزاز عدواني واحدا تلو الآخر في تصعيد حاد للسياسة العسكرية منذ فترة طويلة من الإمبريالية الأمريكية.
وأردف الموقع قائلاً إن السياسة الامريكية اتخذت شكلاً صارخاً يوم الاربعاء عندما قال مستشار الأمن القومي لترامب، الجنرال مايكل فلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية "... نحن قلقون من استخدام ايران رسميا تجربة الصاروخ الباليستي في يوم السبت الماضي".
وتابع الموقع ان التهديد بالحرب ضد إيران يكاد يكون بدعة من قبل الرئيس الجديد، حيث أن مثل هذه التهديدات تعود إلى عام 1979، فمثل هذه التهديدات هي متكررة من قبل امريكا و"إسرائيل" من "محور الشر".
وقال الموقع ان شكل جدول أعمال السياسة الخارجية التي ينتهجها البيت الأبيض وترامب أصبح أكثر وضوحا كل يوم، حيث تركز اليوم على إيران في الوقت الذي تواصل سياسة المواجهة على نحو متزايد تجاه الصين، حيث أنه ووفقاً لـ"ستيفن بانون" كبير الاستراتيجيين الفاشيين لدى ترامب، قد توقع في برنامج إذاعي في الفترة التي سبقت الانتخابات 2016 أن الولايات المتحدة سوف "تذهب الى الحرب في بحر جنوب الصين في غضون خمس الى 10 سنوات المقبلة."
واختتم الموقع بالقول إن طريقة ترامب والبيت الأبيض وادارته للسياسة الخارجية والتهديدات والشتائم للحلفاء والخصوم على حد سواء، لا يوجد لها سابق حقيقي في تاريخ الحكومات الأمريكية، حيث ان اجراءات ترامب هي تجسيد للإجرام المالي الذي يحكم أمريكا، ولا سيما منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، والطبقة الرأسمالية الأمريكية، تعمل من خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية على حد سواء دون جدوى، لتعويض أزماته وتآكل سيطرتها على الأسواق العالمية عن طريق التهديد واستخدام القوة العسكرية.