الوقت- كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مقالا في صحيفة نيويورك تايمز حول اتفاق لوزان النووي قال فيه ان هناك تقدما هاما قد حصل في سويسرا وان ايران قد توصلت الى تفاهمات مع الدول الست من اجل تبديد اية شكوك حول البرنامج النووي الايراني السلمي وكذلك إلغاء العقوبات المفروضة على ايران مقترحا تشكيل رابطة لدول الخليج الفارسي .
ويضيف ظريف في مقاله: لكن التوقيع على اتفاق نووي يحتاج الى ارادة سياسية اكبر وان الشعب الايراني قد أظهر ارادته لذلك عبر انتخاب سبيل التعامل، وقد حان الوقت لكي تقوم أمريكا وحلفاؤها الغربيون بالاختيار بين المفاوضات والاتفاق وبين التهديد والإجبار .
واكد ظريف: اننا نستطيع اتخاذ قرارات صائبة ويجب علينا القيام بذلك وتجاوز هذه الازمة المصطنعة والتوجه نحو القيام باعمال وافعال اكثر اهمية. ان منطقة الخليج الفارسي تعاني من الازمة والموضوع المطروح حاليا ليس ظهور او سقوط حكومات بل ان الموضوع الاساسي هو النسيج الاجتماعي والثقافي والمذهبي الذي يعتبر مهددا في كل دول المنطقة .
وأضاف: ان ايران قد تخطت الصعاب والازمات بسبب اعتمادها على شعبها الذي وقف بقوة امام التهديدات والاملاءات وفي نفس الوقت تبدي استعدادها لفتح صفحات جديدة من التعامل على اساس الاحترام المتبادل .
وقال ظريف: ان افق التعاون البناء لدى ايران هو اكبر بكثير من المفاوضات النووية، حيث إن العلاقات الجيدة مع الدول الجارة هي اولويتنا، ومنطقنا يقول ان القضية النووية هي مؤشر وليس دليلا على وجود عدم الثقة والاشتباك. ونظرا الى التطور الذي حصل مؤخرا فإن الوقت قد حان لكي تقوم ايران وباقي الاطراف بدراسة اسباب التوتر في منطقة الخليج الفارسي .
وحول السياسة الخارجية الايرانية قال ظريف: ان سياستنا الخارجية لها هوية شاملة وهذا ليس بسبب العادة او المزاج بل بسبب العولمة، فلا يمكن العمل في مجال السياسة الدولية بالعزلة ولا يمكن إرساء الامن عبر ضرب استقرار الآخرين ولا يمكن لاي بلد ان يحقق مصالحه دون مراعاة مصالح الآخرين، وان هذا الامر يتجلى في منطقة الخليج الفارسي ونحن نحتاج الى تقييم ذكي للاحداث المعقدة واتخاذ سياسات متناغمة مع بعضها البعض من اجل مواجهة هذه الاحداث، والحرب على الارهاب يعتبر مثالا مناسبا لذلك .
وأضاف ظريف: لا يمكن مواجهة تنظيم القاعدة واخواتها مثل تنظيم داعش الذي ليس اسلاميا في العراق ودعم هذه التنظيمات في اليمن وسوريا .
وقال: هنالك مجالات متعددة تتلاقى فيها مصالح ايران وباقي الشركاء الاصليين في منطقة الخليج الفارسي وان الوقت قد حان منذ فترة بعيدة لإنشاء رابطة مشتركة للحوار في منطقة الخليج الفارسي من اجل تسهيل التعامل .
وتابع وزير الخارجية الايراني بالقول: اذا اراد شخص ما ان يفتح حوارا جديا حول الكوارث التي تحدث في المنطقة فان اليمن هو مكان مناسب لهذا الحوار، وان ايران قد اقترحت اتباع سياسة منطقية وعملية لحل هذه الازمة الاليمة وغير الضرورية، واقتراحنا هو وقف فوري لاطلاق النار وإيصال المساعدات الانسانية وتسهيل الحوار بين الاحزاب ما يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة .
وقال ظريف: وفي دائرة اوسع فان الحوار في المنطقة يجب ان يكون وفق اسس منطقية ومعترف بها رسميا ويكون له اهداف مشتركة وخاصة السيادة ووحدة التراب والاستقلال السياسي لكافة الدول وحصانة الحدود الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والحل السلمي للنزاعات وعدم السماح لوجود التهديد واستخدام القوة ودعم السلام والاستقرار والتطور والرفاه في المنطقة .
وأضاف وزير الخارجية الايراني مقترحا: ان الحوار الاقليمي يمكنه ان يعزز الاستيعاب والتعامل على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويؤدي الى اتفاق حول قضايا كثيرة منها الافعال التي تؤدي الى بناء الثقة والامن ومكافحة الارهاب والتطرف والطائفية وضمان حرية الملاحة البحرية وحرية نقل النفط وباقي الثروات والحفاظ على البيئة، والحوار الاقليمي سيمهد لتعاون امني وعدم شن الاعتداءات .
وفي ختام مقاله كتب ظريف: ان هذا التعاون يجب ان يستمر مع الشركاء الاقليميين لكن يجب الاستفادة من الاطار الرئيسي من اجل الحوار وخاصة من الامم المتحدة، والامين العام للامم المتحدة يمكنه ان يوفر المظلة الدولية الضرورية من اجل ذلك، والدور الاقليمي للامم المتحدة تم لحاظه في القرارات الدولية التي دعمت إنهاء الحرب العراقية الايرانية في عام 1988، وهذا الدور يمكنه ان يقضي على القلق والاضطراب وخاصة قلق الدول الصغيرة ويضمن للمجتمع الدولي ذلك ويوفر الآلية من اجل الحفاظ على المصالح القانونية لتلك الدول ويربط اي حوار اقليمي بما يدور خارج حدود المنطقة. ان العالم لا يمكنه مواصلة عمله دون حل جذور الازمات في منطقة الخليج الفارسي وهذه فرصة فريدة من اجل التعامل ويجب ان لا تضيع .