الوقت- تمكن الوزير الفرنسي السابق بونوا هامون، من حسم الانتخابات التمهيدية لليسار، المتعلقة بالسباق الرئاسي نحو قصر الاليزيه، وفاز على منافسه مانويل فالس، في وقت هزت فضيحة فساد جديدة الأوساط السياسية الفرنسية، بعد توجيه الاتهام لرئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون (مرشح اليمين) الذي كان حتى وقت قريب أكثر المرشحين حظوظاً، مما جعل الطريق نحو الاليزيه أكثر ضبابية أقله في المدى المنظور.
وبحسب النتائج الأولية للانتخابات التمهيدية في المعسكر الاشتراكي حصل هامون على 58.88 % من الأصوات بعد فرز أكثر من 74 % من صناديق الاقتراع مقابل 41.122 % لمنافسه مانويل فالس، بعد مشاركة مليون و300 ألف ناخب في 700 مكتب اقتراع لاختيار مرشح الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية.
وبعيد اعلان النتائج، أكد مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية بونوا هامون عزمه على العمل على توحيد أحزاب اليسار في مواجهة أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
من جانبه اعترف فالس بالخسارة وهنأ منافسه هامون الذي أصبح مرشح اليسار للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد دعمه ومساندته له في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/ نيسان المقبل.
وسبق لبونوا هامون أن شغل منصب وزير تعليم في حكومة منافسه مانويل فالس، قبل أن يتم اقالته في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند بسبب انتقاداته لسياسات الحكومة في المرحلة الأخيرة.
وبكل الأحوال لن يشكل فوز هامون أي اختراق يذكر في السباق الرئاسي، خاصة أن الحزب الاشتراكي لا يعيش أفضل أحواله ويشهد حالة من الانقسام و التشرذم نتيجة القوانين التي اضطرت حكومة مانويل فالس خلال السنوات السابقة تمريرها بالقوة دون مصادقة برلمانية، كقانون العمل وقانون تحرير الاقتصاد المسمى "قانون ماكرون" نسبة لوزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون بالإضافة إلى مقترح إسقاط الجنسية من مزدوجي الجنسية المدانين بالإرهاب.
وفي المعسكر اليمني، أصبحت فضيحة الفساد التي طالت رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الفرنسية، ووجهت اتهامات لفيون باختلاس أموال عامة خلال عضويته لمجلس الشيوخ بين عامي 2005 و2007، لتضاف الى اتهامات سابقة تتعلق بإعطائه وظيفة وهمية لزوجته.
وبالعودة الى جذور قضية الفساد التي تلاحق مرشح اليمين، فأن فرانسوا فيون ( 62 عاما)، متهم بتلقيه سبعة شيكات باسمه عندما كان سناتورا بين عامي 2005 و2007 أي بمعدل شيك كل ثلاثة أشهر "بلغت قيمتها الإجمالية 21 ألف يورو" هي نوع من عمولة على أموال تدفع مقابل خدمات مساعدين.
وأكدت فرانس 24 أن أن فيون "وضع في جيبه قسما من أموال مخصصة مبدئيا لبدل عمل يقوم به مساعدون عبر نظام عمولة سري"، واضافت بأن الأموال التي تقاضاها فيون "لا تتجاوز الـ25 ألف يورو"، وتأتي هذه المسألة لتضاف إلى مسألة أخرى شغلت فيون والطبقة السياسية الفرنسية خلال الأيام القليلة الماضية والتي تتعلق بالكشف عن وظيفة وهمية لزوجته "بينيلوب" مكنتها من الحصول على نحو نصف مليون يورو خلال نحو عشر سنوات.
وفيما يتلعق بفضيحة الشيكات، أكد النائب عن حزب الجمهوريون إريك سيوتي في تصريح صحافي إن فيون "لا علاقة له لا مباشرة ولا شخصيا" بمسألة الصناديق السرية في مجلس الشيوخ، التي يتم التحقيق فيها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013 والتي ترتبط في شبهات عن اختلاس أموال عامة عبر صناديق سرية لحساب أعضاء في مجلس الشيوخ أو أعضاء سابقين في هذا المجلس من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الذي أصبح لاحقا "الجمهوريون ".
وتشير استطلاعات الرأي، الى ان هامون مرشح الاشتراكيين سيحل خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، والمحافظ فرانسوا فيون، والوزير السابق الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشح اليسار المتطرف جون لوك ميلانشون، ولن يستطيع هامون مهما اجتهد أن يتخطى الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة التي تجرى في 23 أبريل نيسان مما سيعزز موقف مرشح الوسط إيمانويل ماكرون بالكثير من أصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم ويمنحه فرصة أكبر للتغلب على منافسيه من اليمين واليمين المتطرف.
وعلى ضوء الأحداث السابقة، ستكون زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان، أكثر حظاً وفرحاً "بطبيعة الحال" بفضيحة الفساد التي طالت أقوى منافسيه فرانسوا فيون، اذ لطالما وصف رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق (فيون) بـ"الفرس الرابح" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، واستطاع اكتساح نتائج الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط الفرنسي والتفوق على جميع منافسيه في استطلاعات الرأي وبنسب كبيرة.
اذا الطريق نحو الاليزيه لا يبدو واضحاً خلال الفترة المقبلة، وعملية خلط الأوراق مازالت مستمرة وربما علينا الانتظار حتى 23 من نيسان المقبل لمعرفة الرابح، في حال تمكن "سيد الاليزيه" الجديد من حسم معركته الانتخابية بجولة واحدة أو الانتظار الى حتى السابع من شهر أيار المقبل أي موعد الجولة الثانية.