الوقت- أثارت عملية تحرير مدينة تكريت العراقية، التي كانت تعتبر القلعة الحصينة لتنظيم داعش الارهابي بسبب تواجد جمع كبير من مؤيدي صدام حسين، ومن بقايا الأجهزة القمعية السرية، بفضل قوات الجيش مدعوماً بقوات من أبناء الشعب العراقي المعروفة بقوات الحشد الشعبي، حفيظة المناصرين للتنظيمات الارهابية وجرت عملية التخطيط المنظمة لتشوية الصورة البطولية التي رسمتها قوات الحشد الشعبي، تحركت الماكنية الإعلامية الداعمة لداعش واخواتها، لتهميش الانتصار الكبير فكانت الاكاذيب والافتراءات تحاك هنا وهناك .
ومع الساعات الأولى لإعلان تحرير تكريت، بدأت تلك الماكينات الاعلامية الحاقدة بث الطائفية ونار الحقد فلم يجدوا فرصة للنيل من الحشد الشعبي، إلا عبر التوسل بالأكاذيب وتسليط الضوء على حالات فردية باعتبارها فعلاً جماعياً، وهذا يناقض الواقع عن أناس بذلوا حياتهم في سبيل حفظ الأعراض من أن تنتهك، فكانت حرباً قذرة من قنوات إعلامية مفضوحة الهوى والهوية التي استغلت أفعال تنظيم داعش الارهابي، الذين حاولوا إخفاء أدلة ارتباطهم بالتنظيم عبر عمليات حرق لدوائر الدولة وعمليات استباحة لبيوت الناس في أطراف المحافظة للقيام بعمليات سرقة منظمة وإلصاقها بالحشد الشعبي .
وبعد البدء بالتوجه لمعركة السيطرة على الموصل وتبين عدم نجاعة تلك الحرب الاعلامية جرى الحديث مؤخراً عن قوات ذات توجهات غير عراقية تحت مسمى الحشد الوطني. حيث تؤكد المعلومات الواردة من محافظة نينوى قيام مجموعة من ضباط القوات الخاصة التركية، بمساعدة عدد من ضباط ممن خدموا سابقاً في الجيش العراقي، تعمل على تدريب 500 تركماني عراقي في أحد المعسكرات في محافظة نينوى، يُدعى معسكر الحشد الوطني. ويبعد معسكر الحشد الوطني ما يقارب الأربعين كيلومتراً غرب مدينة الموصل في الأراضي التي تسيطر عليها قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق. وتم أخيراً تكثيف برنامج التدريب لتصبح مدته ثلاثة أسابيع، يتم خلالها تدريب القوات التركمانية على التقنيات الأساسية في المناورات العسكرية، واستخدام الأسلحة الفردية الخفيفة .
وفي سياق متصل زار كل من النائب التركماني عن مدينة كركوك، أرشد صالحي، الذي يرأس الجبهة التركمانية العراقية، برفقة نائب رئيس الجبهة التركمانية والنائب عن مدينة كركوك، حسن توران، إضافة إلى النائب عن كركوك، عمار هدايت كهية، مدينة إسطنبول، في نهاية مارس/آذار الماضي لإجراء محادثات غير رسمية. حيث يرغب بعض الساسة العراقيين تزويد التنظيم الجديد بالأسلحة الثقيلة لإجراء تنسيق مباشر مع قوات التحالف الامريكي كما تفعل قوات البشمركة مما يزيد الشرخ العرقي والطائفي في العراق ويهدد بأن تتحول البلاد الى مجموعة فصائل مسلحة وامراء حروب. حيث يرغب صناع هذا التشكيل الغريب عن البيئة العراقية بأن تحل هذه القوات بديلاً عن قوات الحشد الشعبي المعروفة بانتمائتها الوطنية بعد أن ازعجتهم بانتصاراتها الكبيرة خلال الفترة الماضية .
الى ذلك أكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماز بأن تتولى القوات التركية تقديم الدعم اللوجستي وتدريب قوات تركمانية على استخدام الأسلحة الخفيفة في معسكرات عدة، في كل من كركوك والموصل وأربيل .
وفي موضوع متصل كشفت النائبة عن محافظة الموصل، انتصار الجبوري، ان” تركيا ستقوم بإرسال مدربين لما بات يعرف بـالحشد الوطني في نينوى والذي يضم عشائر مختلفة. وقالت الجبوري “نحو 20 الف مقاتل في الموصل من العشائر والشرطة المحلية بحسب تقديرات اولية سيكونون جاهزين خلال وقت قريب لخوض ما سمته معركة تحرير الموصل بمساعدة تركيا عبر تدريب هذه العناصر ”.
من جانبه دعى أثيل النجيفي، محافظ الموصول والذي كان اول الهاربين ابان اقتحام داعش للمحافظة، هذه القوات الغريبة للدفاع عن العراق بعد رفضه مشاركة قوات الحشد الشعبي بتحرير البلاد بحجج طائفية واضحة إرضاءاً للسياسات الامريكية حيث قال النجيفي وكأنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة العراقية إن قوات الحشد الوطني هي التي ستشارك في تحرير الموصل على حد وصفه. والتي ستركز مرحلتها الأولى على توجيه ضربة قوية باستخدام الأسلحة الثقيلة لقوات داعش". أما المرحلة الثانية فستتولاها قوات خاصة، مكونة من عناصر قوات الشرطة المحلية في الموصل، إضافة إلى قوات الحشد الوطني .
وستتمحور وظيفتهم في الحفاظ على الأمن في المناطق التي تتم استعادتها. وبحسب هذه الخطة "فلن يدخل إلى المدينة قوات الحشد الشعبي .
ويعتبر التركمان ثالث أكبر قومية في العراق بعد كل من العرب والأكراد. ويتبع جميعهم الدين الإسلامي، بينما ينقسمون مناصفة بين المذهب الشيعي والمذهب السني. ويتواجد التركمان في شرق العراق في كل من محافظة واسط والكوت وديالى لكن أغلبيتهم تقطن شمال العراق في كل من محافظة أربيل والموصل وكركوك التي يعتبرونها عاصمة لهم .
محافظة الانبار تناشد الحشد الشعبي لتحرير المحافظة
وفي ظل هذه الحملة الاعلامية لتشويه صورة الحشد الشعبي أفادت الاخبار الواردة من العراق تمكن تنظيم داعش الارهابي أمس الاربعاء، من السيطرة على منطقة الصوفية، التي تعتبر واحدة من المناطق الاستراتيجية في مدينة الرمادي، بعد إتمام السيطرة على المناطق الرئيسية التابعة لها، وهي: البوغانم، والبومحل، والبوسودة، لتُقطَع جميع الإمدادات التي تصل إلى القوات العسكرية .
وقال مصدر أمني في المحافظة: «داعش يسيطر حالياً على 20 منطقة من أصل 24 منطقة مهمة في مدينة الرمادي. ويحشد العشرات من مقاتليه للسيطرة على بقية مناطق الرمادي». وبيّن أنّ «هذه الهجمة يشارك فيها أكثر من 350 مقاتلاً من داعش، مدججين بأسلحة حديثة ومتطورة .»
ووسط حالة الفوضى تلك توجهت البوصلة إلى قوات «الحشد الشعبي»، بعدما تصاعدت الأصوات الرافضة لدخولهم خلال الأيام الماضية. وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي: أن شيوخ ووجهاء عشائر في الأنبار وقّعوا وثيقة تطالب بدخول «الحشد الشعبي» إلى الأنبار «وتحرير المحافظة وتخليصها من داعش .»
وقال رئيس تجمع «حلف الفضول» الذي يضم جميع العشائر التي تقاتل «داعش» في الأنبار، رافع الفهداوي: إن «الحلف اجتمع أمس، وقرر توجيه طلب إلى قيادة الحشد الشعبي، للمشاركة في عمليات تحرير المحافظة. وما يقال عن أن عشائر الأنبار لا ترغب في مشاركة الحشد الشعبي عارٍ من الصحة. ويؤكد الفهداوي أن «الخلاف الآن هو ما بين الحكومة الاتحادية والأمريكيين الذين لا يرغبون في إعطاء الدور الوطني للحشد الشعبي في تحرير الأنبار ».
هيئة «الحشد الشعبي» وهي الجهة الرسمية المشرفة على قوات «الحشد الشعبي» قالت على لسان المتحدث السياسي باسمها، أحمد الأسدي، إنها «لا تتأخر في تلبية نداء أي فرد عراقي يستغيث بها من داعش». وأضاف في حديث لـ«الأخبار» :إن «الحشد الشعبي ينتظر أوامر القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، للدخول إلى المحافظة، وتخليص أهاليها من بطش التنظيم الإجرامي .»