الوقت - تستكمل السعودية عدوانها العسكري على الشعب اليمني غير آبهة بالتحذيرات الدولية جراء استهدافها للمدنيين من النساء والأطفال، في ظل محاولة الدول المشاركة في العدوان إعطاءَ حصيلة يومية لإنجازاتٍ تقول إنها عسكرية. السعودية التي رفعت لواء الحرب ضد جماعة أنصار الله في اليوم الأول من الحرب مركزة على الجانب الطائفي للجماعة، لا تنفك حالياً عن استهداف نساء وأطفال غالبيتهم من أهل السنة.
ميدانياً، تواصل قبيلة همدان بن زيد اليمنية سيطرتها على موقع المنارة السعودي، عقب هجوم قامت به على الموقع وغنمت الكثير من الأسلحة المتوسطة بعد فرار الجنود السعوديين .
وكانت وزارة الدفاع السعودية أعلنت مقتل ثلاثة ضباط صف وجرح اثنين بسقوط قذيفة هاون على نقطة حدودية سعودية في محافظة نجران على الحدود مع اليمن، بينما أغارت طائرات التحالف السعودي على محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ومنظمة الاتصالات في صنعاء، واستهدفت مناطق متفرقة في العصمة وعمران ومأرب، كما استهدفت المعهد الفني في البيضاء جنوب شرق البلاد .
وفي مدينة الضالع استمرت المعارك لليوم الـ 16 على التوالي بين وحدات اللواء 33 المدرع، وبين عناصر من تنظيم “القاعدة” وموالين لهادي، وخلفت المعارك نحو 38 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما السكان العالقون بين نيران الحرب، يعانون انقطاع الخدمات كالكهرباء والماء والهاتف وتراجع مخزون المواد الغذائية .
أما في مدينة تعز فأوقع العدوان السعودي المتواصل عشرات الضحايا غالبيتهم من النساء والأطفال في غارة جوية استهدفت حيا سكنيا في منطقة الظهرة .
وعلى وقع قصف قرى بمديرية ماوية شمال محافظة تعز أفاق المواطنون على جريمة نكراء ارتكبها طيران العدوان السعودي راح ضحيتها أحد عشر شهيدا وعشرون جريحا بالإضافة إلى هدم المنازل على الساكنين دون مبرر لاستهداف المدنيين في كل المحافظات .
وكان الجيش واللجان الشعبية قد صدوا محاولة لعناصر من تنظيم القاعدة حاولت الوصول إلى مثلث العند، يوم امس الاول الاحد .
كما شهدت مدينة عدن، اشتباكات متقطعة بين الجيش والأمن، ولجان أنصار الله، المسنودين بأبناء الجنوب، ومجاميع من المسلحين الموالين لعبدربه منصور هادي، وعناصر تنظيم القاعدة .
ووفق مصادر أمنية فإن تلك المجاميع حاولت استعادة بعض المواقع في منطقة كريتر، إلا أنه تم التصدي لها وجرى تمشيط الأحياء .
أسلحة سعودية بيد الجيش
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن طيران العدوان على اليمن بقيادة السعودية، نفذ أمس الاثنين، عملية إنزال لأسلحة بمحافظة لحج جنوبي البلاد، وقعت بأيدي قوات الجيش واللجان الشعبية .
وحسب موقع "يمني برس" فإن المصادر ذكرت أن الإنزال وقع في وادي “بله” بالقرب من قاعدة العند الجوية، مضيفة أن قوات الجيش واللجان الشعبية استولت على تلك الأسلحة.
تطورات العدوان تشير إلى أن الغارات السعودية طالت الاحياء والمنازل السكنية وشردت النساء والاطفال وسببت لهم الكثير من المشاكل النفسية والصحية، لكن رغم الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الغارات وانعكاساتها على الجانب الخدمي يسعى الكثير من الناشطين في الجانب الصحي لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للجرحى ورفع الجهوزية في المستشفيات بعد التعبئة العامة .
الجيش اليمني: الرد على العدوان سيكون حاسماً
في أول ظهور لمسؤول كبير في الجيش اليمني منذ بدء العدوان السعودي على اليمن عقد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العقيد الركن شرف غالب لقمان مؤتمراً صحفياً في صنعاء للوقوف على آخر نتائج العدوان، والتعبير عن موقف الجيش اليمني من الحرب التي يشنها النظام السعودي على بلاده، وأشار إلى أن “العدوان يمارس تدميراً ممنهجاً لكل شيء في اليمن”، وأن بلاده تتعرض لحصار بري وجوي وبحري في محاولة من المعتدين لتنفيذ هدفهم الرئيس بتركيع وتجويع الشعب اليمني، مؤكداً أن الشعب اليمني لن يركع وهذا ما يشهد عليه التاريخ المشرّف لهذا الشعب.
وشدّد لقمان على أنّ الجيش اليمني واللجان الشعبية هم الذين سيقررون متى وأين سيكون الردّ، لافتاً إلى أن هذا الردّ سيكون قوياً وحاسماً وقاسياً.
وقال: “إن أبناء وحداتنا العسكرية صامدون وسيأتي الوقت الذي سترونهم فيه”، لافتاً إلى أن الجيش اليمني لم يهدد في يوم من الأيام السعودية ولا غيرها، وأكد أن السعودية رغم إنفاقها أكثر من 150 مليار دولار لشراء أسلحة حديثة ودعم تنظيمي “القاعدة وداعش” الإرهابيين لم تحقق أي هدف لها في اليمن، كما أن الوحدات العسكرية اليمنية مازالت منتشرة في أنحاء اليمن رغم الغارات والقصف .
وأشار إلى أن النظام السعودي يتكلم عن الشرعية بينما تخضع البلاد لحكم أسرة جاثمة على صدر الشعب في نجد والحجاز .
من جانبه قال المتحدث باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام: إن “الحركة ترفض أي دعوة للحوار من السعودية لأنها تعتدي على اليمن”، مضيفاً: “إن السعودية ليست مؤهلة للدعوة إلى الحوار.. واليمنيون سيحددون مسار الحرب أو أي خيار أكان في البر أو غير ذلك .
إلى ذلك قال معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “إن الهجوم على اليمن بداية خطة مشؤومة لتقسيم السعودية وإضعافها وهذا ما يعمل لأجله أعداء المنطقة”، مطالباً واشنطن بالكف عن سياسة الكيل بمكيالين في اليمن، داعياً السعودية لعدم الاعتماد على أمريكا، وقال: إن “الزمن ليس في مصلحة السعودية وهي تلعب بأمن المنطقة بهجومها على اليمن ”.
من جانبه اقترح سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، إجراء مفاوضات بين الأفرقاء اليمنيين في موسكو برعاية الأمم المتحدة، واعتبر أن الرئيس هادي انتهت صلاحياته، داعياً إلى تبني مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن حول الهدنات الإنسانية في اليمن، مشككاً في شرعية التحالف الذي تقوده السعودية .
لم تنجح السعودية حتى الآن في تحقيق أي انتصار عسكري في اليمن، ما عدا استهداف المدنيين من النساء والأطفال، ما يطرح العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية للعدوان في ظل استمرار الغارات ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي من ناحية أخرى، فهل يدفع الشعب اليمني تكلفة مطالبته بـ"الحرية" والعيش بعزّة وكرامة؟