الوقت- أكدّت أدلة علمية جديدة إلى أن الحياة المُجهدة والمتعبة تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وأشار العلماء و الباحثون في جامعة هارفارد الطبية الأمريكية أن القلق والتوتر والخوف ترتبط بهما مباشرة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وقد اكتشفوا لأول مرة مما يتأتى هذا الارتباط.
ولإثبات هذا الرابط القوي ما بين الصحة النفسية والصحة الجسدية قام الباحثون بدراسة بيانات المسح الضوئي والتصوير بالرنين المغناطيسي العالي التقنية التي شملت المخ والقلب والنخاع العظمي لأكثر من 300 شخص يعانون من حالات التوتر العصبي والضغط النفسي.
وتوصل الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من النشاط العالي والزائد في منطقة اللوزة الدماغية، وهي الجزء المرتبط بالتوتر والإجهاد، كانوا عرضة للإصابة بقصور القلب أو بالذبحة الصدرية أو بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 59% خلال أقل من 4 سنوات.
وأيضاً أظهر فحص الأشعة أن الأشخاص الذين لديهم نشاط أكبر في اللوزة الدماغية معرضون لتخثّر في الشريان الأورطي وهو الشريان الرئيسي للقلب، وأن التوتر يحث نخاع العظم على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء بشكل مفرط مما يؤدي إلى تخثر في الأوعية الدموية، وهي من أحد الأسباب الرئيسية للأزمة القلبية والسكتة الدماغية.
وأكد مجري هذه الدراسة و البحث الدكتور "أحمد توكل" من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام قائلاً "إن نتائجنا توفر رؤية فريدة لمسألة كيف أن الضغط النفسي والتوتر العصبي يؤديان إلى أمراض القلب والشرايين، وهذا يثير احتمال أن يكون الحد من الإجهاد يمكنه أن يُنتج فوائد تتجاوز الشعور بتحسن الصحة النفسية".
وأضاف "إن التوتر المزمن يمكن اعتباره في نهاية المطاف، عاملَ خطرٍ مهماً في مجال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو ما يجب فحصه بشكل روتيني مثل العوامل الرئيسية الأخرى المؤدية إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من كثرة التدخين وضغط الدم المرتفع والسكري وغيرها ".
والجدير بالذكر أنّ المشرفون على هذا البحث قالوا "إن هناك حاجة إلى المزيد من البحث لتأكيد أكثر من هذه النتائج المهمة، وفي الوقت ذاته من الضروري أيضاً تحديد الإجهاد والتوتر والخوف والضغط النفسي والاضطرابات النفسية المزمنة مثل الاكتئاب كعوامل خطر حقيقي لمتلازمات القلب والأوعية الدموية الحادة.
وأكدّت دراسات أمريكية سابقة انّ الاكتئاب يمكن أن يزيد من مشاكل الصحة، فالشخص المكتئب هو أقل احتمالا لرعاية الصحة الجسدية، مع التقليص أو التخطي لتمارين إعادة التأهيل أو أخذ الدواء، ويمكن التعامل مع الاكتئاب ، بالطاقة ، وزيادة مستوى النشاط للشخص المريض .