الوقت- قال موقع المونيتور اليوم الاثنين في مقال تحليلي له على لسان الكاتب التركي"ميتين غوركان" إنه وبعد انتهاء عام 2016، كان الملايين من الأتراك يأملون أن القتال ضد حزب العمال الكردستاني، وتنظيم داعش الإرهابي من شأنه أن يكون أقل في عام 2017 أي أن أبناء الشعب التركي كانوا يتمنون أن يكون العام الجديد أقل عنفاً، ولكن الهجوم الذي شنه متشددون في أول ساعتين من العام الجديد في الملهى الليلي المرتفع على مضيق البوسفور، دمر تلك الآمال.
وتابع الموقع بالقول إن المهاجم الذي استهدف حوالي 600 من المحتفلين، بما في ذلك أسر عربية غنية، حيث أطلق المهاجم النار بهدوء نحو 180 من الطلقات الخارقة للدروع، أي أن هذه المحنة التي استمرت لمدة ست دقائق، قد غيرت متسقبل العام الجديد.
وتابع الموقع القول إن هذا الهجوم يمتاز بثلاث نقاط تميزه عن باقي الأعمال الإرهابية التي قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي في تركيا وهذه النقاط هي:
النقطة الأولى وهي طبيعة الهجوم: حيث إنه ولأول مرة، لم يكن هذا الهجوم هجوماً انتحارياً ولكنه نفذ بسرعة حيث تمت عملية الكر والفر فيه بنجاح.
النقطة الثانية الكفاءة المهنية للمعتدي: لقد كان منفذ الهجوم قادراً على تنفيذ هجومه في ست دقائق والابتعاد مباشرة عن مسرح جريمته.
وقال الموقع إنه وعند إمعان النظر في ملامح الهجمات الإرهابية التي عصفت بتركيا عام 2016، نرى أن كل تلك الأعمال الإرهابية ما عدا الهجوم في 28 يونيو على مطار اسطنبول أتاتورك كانت هجمات انتحارية حيث لم يكن الجناة من ذوي الخبرة العالية، ولهذا يظهر هجوم الملهى الليلي أنه قد نفذ من قبل قدامى المحاربين من ساحات القتال في العراق أو سورية والذين طوروا مهاراتهم العسكرية لإطلاق النار تحت الضغط، وفي ضعف الرؤية.
النقطة الثالثة توقيت الهجوم: قام تنظيم "داعش" الإرهابي بتنفيذ أول هجوم له في تركيا في نيغدة من شهر مارس عام 2014، ولكن هذه المرة، قام هذا التنظيم بتنفيذ هذا الهجوم ليتزامن مع الجدل الداخلي المحتدم بين العلمانيين والمحافظين خلال الاحتفال بالعام الجديد، حيث إن المهاجم اختار موقعاً معروفاً بأنه في ذروة الحياة الليلية في تركيا، حيث إنه ومع هذا الهجوم، ظهرت الأيديولوجية المتطرفة السلفية في تركيا وسط النقاش المحتدم عن أنماط الحياة التي تسود البلاد أي أنه وفي هذ الواقع أصبح الفكر السلفي قضية للحوار الوطني.
وتابع الموقع بالقول إن وسائل الإعلام التركية كانت تتداول ثلاث أفكار أساسية حول من يقف وراء هذ الهجوم الإرهابي والتي سنسردها كما يلي:
النظرية الأولى: أن يكون مرتكب الجريمة هو مجرد أداة والمقصود به هنا أن المهاجم لم يكن في دماغه أي أيديولوجيا معينة، أي أنه تم التلاعب به من قبل تنظيم داعش الإرهابي، حيث قالت وسائل الإعلام التركية، إنه تم تحديد هذه السلطة التي تقف وراء هذ الهجوم الإرهابي والتي قد تكون أمريكا، التي من المفترض أن تشعر بالاستياء من نجاح تركيا في شمال سورية والتقارب مع روسيا.
النظرية الثانية: كان الهجوم عملية مشتركة نفذها أتباع منظمة فتح الله غولن.
النظرية الثالثة: لم تكن هذه العملية الإرهابية عملية عادية، حيث إنه من الممكن أن يكون وراءها استخبارات خارجية.
وتابع الموقع بالقول إنه بالرغم من الميزانية الضخمة التي تسخرها تركيا للقضاء على الإرهاب إلا أنها تتعرض لأشد أنواع الأعمال الإرهابية حيث سنسرد الآن ما قامت به تركيا في حربها للقضاء على الإرهاب:
قامت قوات الأمن التركية بتنفيذ حوالي 37 ألف عملية لمكافحة الإرهاب، 31 ألفاً من هذه العمليات تم في المناطق الريفية التي تعتبر أنها تحت اختصاص الدرك و 6 آلاف عملية في المناطق الحضرية التي تسيطر عليها الشرطة التركية، حيث أنه وفي هذه العمليات، تم تحييد حوالي 21 ألفاً من مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش (أولئك الذين قتلوا، او ألقي القبض عليهم أو جرحوا، أو الذين سلموا أنفسهم).
واختتم الموقع بالقول: يوجد هناك شيء آخر له أهمية يمكن استخلاصها من ورقة الأعمال الإرهابية التي عصفت بتركيا في عام 2016، حيث إنه وبمقارنة أعداد حزب العمال الكردستاني والمسلحين الذين تم تحييدهم، إننا نرى أن تركيا أعطت الأولوية في حربها لحزب العمال الكردستاني، والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا الهجوم سوف يجبر تركيا على إعادة تركيز أولوياتها من جديد؟