الوقت - اذا فاز ترامب، وعلى قول أحد الكتاب "و ما ادراك ما ترامب"، أسئلة كثيرة تطرح اليوم حول السياسة التي سيتبعها الرئيس الجديد لامريكا، فترامب وعد بالكثير من الوعود، هاجم السعودية، ايران، دعم الکيان الإسرائيلي، والسيسي، وأعلن حبه لروسيا وفلاديمير بوتين وغيرها من الامور، وهنا تطرح أسئلة كثيرة من أهمها هل سيبقى ترامب على ما وعد ام سيعود ويمارس سياسة سابقيه؟
تعيش المنطقة اليوم وخاصة منطقة الشرق الأوسط أوضاعاً أمنية واقتصادية صعبة، وتكشف هذه الاحداث يوماً بعد يوم بأن هناك أيادي خفية تسعى لتأجيج الصراع في المنطقة وخاصة سوريا، ولم يعد مبهماً الى أحد أن أمريكا وسياستها الإستعمارية تقوم بعمليات كثيرة لتزعزع الأمن والاستقرار هناك.
وعندما تولى اوباما الحكم في أمريكا، اعتقد الكثيرون أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة ستتغير بل ستنقلب على عقبيها بعد الوعود التي قدمها اوباما في ذلك الوقت بالسلام التام في المنطقة، ولكن وكما توقع الكثير من المحللين السياسيين، لم تختلف سياسة أوباما عن الرؤساء الذين سبقوه، صحيح أنه سحب الجنود الامريكيين من العراق وقلص عددهم في أفغانستان، لكن استعرت المنطقة أكثر فأكثر بسبب سياسة اوباما التدخلية في تلك البلدان وان كان عبر وسطاء.
أيضاً، اعتقد البعض أن سياسة أوباما ستتغير بالنسبة للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، الا أنه كان وراء دعم الاسرائيليين واضعاف الفلسطينيين، ايضا في سوريا والعراق وافغانستان واليمن وليبيا ومصر لم تتغير سياسته التدخلية في تلك البلدان، بل على العكس كان هناك تدخلات بصورة مستمرة سواء بالمال أو السلاح فضلاً عن إستثمار النزاع سياسياً على مستوى تلك الدول، والمتابع لسياسة اوباما وسابقيه من الرؤساء تجاه سوريا خلال الأزمة، يجد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة اعتمدت سياسة إشغال وإستنزاف، فما أن تهدأ جبهة مواجهة حتى يفتحوا له أخرى، كي تنصرف عن الإهتمام بالتنمية والتطور وإمتلاك القوة.
اما اليوم وبعد فوز دونالد ترامب المثير للجدل بالانتخابات الأمريكية، شكل بالنسبة للعديد من الدول وخاصة تلك التي كانت تنعم بالدعم الامريكي كالسعوية صدمة ومأساة كبيرة يصعب حصار آثارها ونتائجها، وجعلها تبني استراتيجيات جديدة من أجل مواجهة جنون ترامب الذي ربما اذا ما طبقه على أرض الواقع ستذهب كثير من الانظمة والحكومات الملكية تحت الاقدام.
ومن ضمن الوعود التي وعد بها ترامب في حال وصوله الى البيت الأبيض وسدة الرئاسة في أمريكا هي على الشكل التالي:
1- وعد ترامب السعودية بالذبح، وذلك بعد وصفه لـ" آل سعود بالبقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم تعد تعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها او نطلب من غيرنا بذبحها او نساعد مجموعة اخرى على ذبحها وهذه حقيقة يعرفها اصدقاء امريكا واعداؤها وعلى راسهم ال سعود".
2- كان أبرز ما وعد به ترامب إلغاء الإتفاق النووي مع إيران، الذي اعتبره بالفاجعة.
3- أعلن عداءه للشعب المكسيكي، ووعد ببناء جدار كبير يفصل بين المكسيك وأمريكا.
4- إنتقد الصين لنجاحها في إختراق السوق الأمريكية، وقال إن "الصين تغتصب الولايات المتحدة.. لن أسمح بذلك وسأغير الوضع".
5- دعا الى إسقاط المقاتلات الروسية التي تقترب من الطائرات الأمريكية واعتبر أن تصرف الطائرات الروسية يدل على عدم احترام للولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما شخصيا.
6- مساندة الکيان الإسرائيلي الحليف الوثيق لأمريكا في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووعد الاسرائيليين بدولة اسرائيلية عاصمتها القدس.
7- كما أكد بأنه لن يسمح بدخول السوريين حتى لو كانوا أطفالاً، لأنه لا يثق بهم كونهم يحملون على هواتفهم المحمولة صور رايات داعش من قتل وإجرام.
8- أيضا وعد ترامب بطرد المسلمين من أمريكا.
9- وعد بتقديم الدعم الكامل لمصر السيسي في حال فوزه، واعتبر أن أمريكا ستكون صديقاً وحليفاً قوياً يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة.
كثيرة هي الوعود التي أطلقها دونالد ترامب خلال حملته الاعلامية في الانتخابات الرئاسية الامريكية، لكن يبقى السؤال هل يستطيع ترامب تنفيذ هذه الوعود؟ ام أن سياسة أمريكا القديمة تفرض عليه البقاء عليها؟ امام هذه الاسئلة يبقى مسلسل الحروب وبحر الدماء الذي تنزفه الأمة العربية مستمراً حتى يومنا هذا والتي توجهها أمريكا كما تشاء ووفق مصالحها ومصالح حليفها الکيان الإسرائيلي .