الوقت- حول إتمام اللبنانيين الإستحقاق الرئاسي بانتخاب الرئيس ميشال عون كالرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية بعد شغور دام لسنتين ونصف، ومجريات هذا اليوم ومواضيع أخرى مرتبطة كان لنا حوار مع النائبين في البرلمان اللبناني علي المقداد وإميل رحمة والذي جاء فيه:
الوقت: برأيكم بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية من هو المنتصر اليوم؟
النائب إميل رحمة: "أولاً انتصر لبنان اليوم بمحور الممانعة، وأكد حزب الله أنه الحزب الصادق والثابت الذي أنقذ لبنان، فنحن لم يكن بمقدورنا ممارسة هذا الإستحقاق والإنتخابات لولا شهداء المقاومة اللبنانية الذين كنا وخلال جلسة انتخاب الرئيس نتحدث عن الذهاب إلى بعلبك لتشييع ثلاثة منهم بعد الانتهاء من الإنتخابات، لذا ونحن ننتخب الرئيس عون كان هناك شهداء يسقطون دفاعاً عن هذا الوطن، ويأتيك البعض ليقول أن هؤلاء سقطوا بحلب فما دخل لبنان بهم، لذا أنا كنائب لبناني أقول لهم أن بسقوط حلب ستسقط دمشق وبعد دمشق تسقط بيروت لذا كله مرتبط ببعضه وشهداء المقاومة يدافعون عنا وعن لبنان وينقذون لبنان كل يوم من هذا الخطر ويؤمنون لنا الإستقرار والأمان لنفعل ما فعلناه اليوم وما سنفعله غداً."
أما النائب علي المقداد فأجاب: "المرحلة التي نعيشها هي مرحلة انتصار للبنان ككل والشعب اللبناني والمقاومة وكل انسان يريد لهذا البلد الخير والعزة والكرامة، ولا يوجد غالب ومغلوب اليوم فالذي ربح هو لبنان ومن يضحي لأجل لبنان هو المنتصر اليوم."
الوقت: ما هو التحدي الأكبر الذي ينتظر الرئيس عون واللبنانيين ككل بعد النجاح في عبورهم الإستحقاق الرئاسي؟
رحمة: "الأيام القادمة صعبة لأنه على المستوى السياسي هناك اختلاف في الاستراتيجيا وخلافات على كافة المستويات ولا يمكننا الاختباء خلف اصبعنا، فهناك خطان ورأيان في لبنان وانقسام عمودي بين السياسيين، فمثلاً أنا نائب وأؤيد خطوات حزب الله أينما كانت لإنقاذ محورنا وإنقاذ لبنان ككل وهذا ما تم، وهناك نائب آخر إلى جانبي يعارض الأمر بشدة، لذا هناك مشكلة سياسية واقعة في لبنان لا محال، والآن يجب علينا قدر المستطاع أن نتدبر أمورنا الأخرى الممكن إنجازها، أما على مستوى الرؤية العامة إقليمياً ومحلياً فهناك صعوبات مرتقبة، وأبرزها تشكيل الحكومة."
المقداد: "هناك عدة تحديات أو جبهات تواجهنا في المرحلة المقبلة أهمها مواجهة الإرهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة وطبعاً لا ننسى التحدي الإسرائيلي وخطره ووجوب تحرير أرضنا المحتلة وطبعاً هناك ملفات داخلية كثيرة ومتعدة منها ملفات اقتصادية وملف النفط والكهرباء والمياه وغيرها، لذا هناك ما يستوجب منا التعاضد وتحمل المسؤولية بدعم الرئيس الجديد الذي يجب أن يعمل ليلاً نهاراً كي يأخذ بهذا البلد إلى بر الأمان."
الوقت: ذكر الرئيس عون في خطاب القسم موضوع الخطوات الإستباقية بهدف حماية لبنان؟ ما الذي كان يقصده؟ وهل هذا غمز من باب استمرار تأييده مستقبلاً لخطوات حزب الله في هذا الإطار؟
رحمة: "إن تعبير الإستباقي في خطاب القسم هو يصح فقط إلا على ما حصل في القصير والقلمون والزبداني وغيرها ولا يصح على شيء آخر، مما يعني أن هذا تأييد واضح لما يقوم به حزب الله ودعم له في مواجهة الإرهاب، واليوم تكلم عون كرئيس دولة عن تدابير استباقية ويقصد بذلك انه لا يمكننا تجاهل الخطوات الاستباقية لدرء الخطر عن البلد قبل وصوله وهو ما قام ويقوم به رجال المقاومة في سوح القتال العديدة."
المقداد: "برأيي الخطاب كان خطاباً شاملاً ووطنياً بإمتياز وكل ما جاء فيه كان يعبّر في كل فقرة عن مدى الجدّية والمسؤولية فيه وإذا ما أخذنا كل كلمة منه يجب أن نعطيها حقها ولكن بشكل عام كان هناك جدية ومسؤولية كبيرة وكان الخطاب وطنياً على قدر كبير من المسؤولية وان شاء الله سيتمكن الرئيس بمساعدة جميع اللبنانين والأفرقاء السياسيين وبمساعدة الحكومة التي ستكون حكومة وحدة وطنية أن يأخذ هذا البلد إلى الإستقرار وكل ما هو مرجو منه."
الوقت: ما رأيكم بما حصل في جلسة مجلس النواب اليوم عند انتخاب الرئيس من هرج ومرج؟
رحمة: "ما حصل عيب وعار كبير على لبنان ككل، فلدينا نائب زميل نزل بالمستولى إلى هذه الدرجة ولو حصل الأمر لمرة واحدة فلا بأس ولكن تكرار الأمر لمرتين يبعد مسألة امكانية التصاق الظروف ببعضها فما حصل مشهد غير مسبوق وهو سلبي ومعيب بحق المجلس النيابي وبالدولة ككل خصوصاً أمام كل هؤلاء السفراء، لأنه في الدورة الثانية من فعل ذلك مراراً أوضح أن الأمر فعل عن قصد."
أما المقداد فقال: "للأسف البعض لم يكن على المستوى المطلوب، لم يكن ممثلاً حكيماً للبنانيين الذين انتخبوه، هذا المستوى فعلاً رديء، ولا أعتقد أن نائباً في المجلس يمكن أن تصل به الحال لهذا المستوى، على أي حال لنأخذ ما حصل على المأخذ الحسن ونقول بأن ما حصل كان خطأ في وضع الظرف وإن لم يكن كذلك فإن من فعل ذلك يعبّر عن سخافته وعليه أن لا يكون في مجلس يمثل الأمة."
وفي سؤالنا الأخير للنائب رحمة عن ما يرّوج له بقبول الرئيس عون بالبقاء على قانون الستين وفقاً لإتفاقه مع الحريري؟
أجاب رحمة: "ليس لدي معلومات عن قبول العماد عون بقانون الستين كما يروج البعض في اتفاقه مع الرئيس الحرير إلا أنني مطمئن بصدقية وثبات العماد عون، وبخطاب القسم تحدث عن قانون جديد للإنتخابات النيابية ولو لم يذكرها في الخطاب لقلنا بإمكانية اتفاقه على قانون الستين ولكن هذا مستبعد كثيراً. "
أما في سؤالنا الأخير للنائب علي المقداد حول موقف الرئيس بري والوزير فرنجية اللينين اليوم وامكانية أن نشاهد التفافهما والأفرقاء السياسين حول الرئيس عون في المرحلة المقبلة؟
أجاب المقداد: "في ما يخص الرئيس بري والوزير فرنجية فأنا أؤكد لكم أنهم أكثر من يعمل على استقرار لبنان وحمايته والحفاظ عليه، يعني اليوم بما يقوم به الرئيس بري مع الرئيس عون والوزير فرنجية ومع الجميع هو دور متكامل لذا لا يمكن لأحد أن يتنكر ويتخلى عن دوره وأهميته في حماية هذا البلد والحفاظ عليه وعلى تماسكه، ودوره رئيسي ومطلوب أكثر من أي وقت مضى ونحن لا نشك في أي لحظة أن الرئيس بري سيكون عماداً في استقرار المرحلة القادمة وسيفعل كل ما يلزم لتحقيق الأفضل."