الوقت- عقد اليوم الجمعة وزراء خارجية كلاً من سوريا وايران ورسيا مؤتمر صحفي أكدو من خلاله انه سيتم منع تنظيم "داعش" الارهابي من نقل مرتزقته من العراق لسوريا كمت تم بحث عدة قضايا أخرى.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي ثلاثي أن التسوية السياسية للأزمة في سورية يجب أن تتم عبر الحوار على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي مرحبا بإعلان الوزير المعلم استعداد سورية للعودة فورا إلى جنيف.
وقال لافروف “عبرنا عن قناعتنا باعتماد القانون الدولي وعلى أساس المحادثات والاحترام المتبادل وبدء الحوار على أساس قرارات مجلس الأمن"، وأضاف لافروف إن الإرهابيين أغلقوا كل المخارج من أحياء حلب الشرقية ومنعوا السكان المدنيين من الخروج،مشيرا إلى ان ” ممثلي المنظمات الدولية تخلوا عن واجباتهم تجاه سكان أحياء حلب الشرقية واكتفوا بالبيانات الإعلامية”.
وأكد لافروف ” إننا مستمرون في محاربة الإرهاب في سورية وبحثنا خلال اللقاء الثلاثي الخطوات المشتركة مستقبلا لذلك"، ولفت لافروف إلى أن “اللاعبين الخارجيين يستخدمون المأساة الانسانية للشعب السوري لأهدافهم الخاصة”.
بدوره أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم خلال المؤتمر الصحفي أن الأجواء في اللقاء الثلاثي كانت بناءة ومريحة للغاية ونحن في سوريا أصبحنا مقتنعين في صدق التوجه الروسي والإيراني في مساعدتنا على دحر الإرهاب.
وقال المعلم أن الذين تآمروا على سورية منذ خمس سنوات هم ذاتهم الذين يشنون الحملة الدعائية ضد روسيا اليوم، وأضاف المعلم ” لن تثنينا الحملة الدعائية ضدنا عن الاستمرار في محاربة الإرهاب وخاصة في حلب”.
و قال المعلم “عانينا من التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي لم يقم بمحاربة “داعش” بل كان يستهدف البنية التحتية للاقتصاد السوري”، مشيرا إلى أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن لا يريد تحرير الموصل من سيطرة “داعش” بل يريد نقل إرهابيي التنظيم إلى سوريا ولكننا سنمنعهم بالتعاون مع روسيا من ذلك.
وقال المعلم إن الولايات المتحدة لا تملك إرادة سياسية حقيقية لحل الأزمة في سورية ولذلك أفشلت الاتفاق مع روسيا عبر توزيع أدوار بين البيت الأبيض والبنتاغون، مضيفا أن الثقة بالولايات المتحدة وهم وسراب لأنها لا تنفذ تعهداتها بل تشن حملات إعلامية كاذبة ضد سوريا وروسيا وإيران.
و أوضح المعلم أنه لا يوجد اتصال بين الحكومة السورية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن على الإطلاق.. ومن خلال التجربة العملية لا أحد في سوريا يصدق ما يقولونه عن تحرير الرقة خلال بضعة أسابيع.
من جهته أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال المؤتمر الصحفي الثلاثي أن العلاقات بين سوريا وإيران وروسيا في أوجها و”اتخذنا قرارا نهائيا بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله”.
وقال ظريف “نبذل جهودنا لحل الأزمة في سوريا عبر الحوار بين السوريين أنفسهم”.مضيفا أن “الإرهابيين يستخدمون المدنيين في سورية والعراق كدروع بشرية لتحقيق أهداف سياسية”.
ولفت ظريف إلى أن عملية تحرير الموصل من إرهابيي “داعش” يجب أن تضمن ألا ينتقل الإرهابيون إلى سورية، مؤكدا أن “الإرهاب لا يخدم مصالح احد وعلى المدى البعيد هذه الجماعات الارهابية ستعض اليد التي دعمتها”.
وفي وقت سابق، بحث المعلم مع لافروف تطورات الأوضاع في سورية وجهود محاربة الإرهاب فيها وتسوية الأزمة سياسيا.
وأكد المعلم خلال اللقاء أن سوريا جاهزة لوقف الأعمال القتالية وإيجاد حل سياسي للازمة عبر حوار سوري سوري دون تدخل خارجي ولكن واشنطن وحلفاءها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار في جنيف.
وأوضح المعلم أن سوريا مستعدة لاستئناف التهدئة في حلب شرط الحصول على ضمانات من رعاة الإرهابيين بإخراج المدنيين وقال: “منذ فترة وجيزة اتخذنا قرارا بوقف إطلاق النار في حلب وكانت هناك هدنة لثلاثة أيام وكان هناك توقف لتحليق الطيران الروسي والسوري فوق المدينة وهو مستمر حتى الآن ولكن الإرهابيين من /جبهة النصرة/ و/أحرار الشام/ هددوا المدنيين الذين كانوا يرغبون بالخروج والاستفادة من الهدنة لمنعهم من ذلك”.
وأضاف المعلم “لقد وجدت هذه الهدنة لأسباب إنسانية ولكن لم تتم الاستفادة منها وحتى الآن نحن جاهزون لاستئناف الهدنة في حال استلمنا رسائل ضمانات من رعاة الإرهابيين بأنه سيتم الاستفادة منها”.
وشدد المعلم على أن سوريا مصممة على تحرير كل شبر من أراضيها من الإرهاب ولذلك تثمن عاليا المساهمة الروسية والإيرانية إلى جانب جهودها من أجل تحقيق ذلك مشيرا إلى أن التنسيق بين البلدان الثلاثة يستمر بشكل شبه يومي لأن الأهداف مشتركة.
واعرب المعلم عن شكر سوريا لروسيا وشعبها ورئيسها فلاديمير بوتين على المساعدة في محاربة الإرهاب على الأراضي السورية وقال “إن سيادة الرئيس بشار الأسد كلفني أن أنقل من خلالكم شكره وشكر القيادة السورية والحكومة السورية والشعب السوري لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين وللشعب الروسي الصديق على مساهمته الفعالة في مكافحة الإرهاب”.
من جهته قال لافروف “إن روسيا ترى بوضوح أنه لا بديل عن تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب لأننا إن أخفقنا في ذلك سنواجه خطر خسارة هذه المعركة ليس في سوريا فحسب بل وفي الشرق الأوسط برمته وفي شمال افريقيا”.
واعتبر لافروف أن الاتصالات بين موسكو ودمشق ضرورية لضمان تنفيذ صارم لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سوريا مشيرا إلى أن بعض الشركاء الغربيين يحاول تشويه القرارات الدولية حول سورية وتحويل جهود مكافحة الإرهاب إلى مسائل أخرى.
وأكد لافروف أن روسيا ستبذل كل ما بوسعها من أجل دعم الشعب السوري في ظروف تشديد الاجراءات الاقتصادية القسرية احادية الجانب مؤكدا أن هذه القيود تستهدف السكان المسالمين بالدرجة الأولى، وأعرب لافروف عن أمله في أن تساعد محادثاته مع المعلم وظريف في وضع حلول بناءة لتحقيق التسوية في سوريا.
كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تطورات الوضع في سوريا وسبل مكافحة الإرهاب فيها وخاصة بعد فشل الولايات المتحدة في تطبيق ما تعهدت به بموجب الاتفاق الموقع مع روسيا في جنيف في التاسع من أيلول الماضي.
وأكد لافروف خلال اللقاء الذي عقد اليوم في موسكو أن الأحداث الأخيرة في سورية تؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب “بحزم دون أي تنازلات وبغض النظر عن الاستفزازات التي تتصاعد بشكل متزايد الآن”.
وأشار لافروف إلى أن وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران سيبحثون بالتفصيل خلال اللقاء الثلاثي اليوم جهود إطلاق عملية الحوار في سورية.
من جهته أكد ظريف أن الأزمة في سوريا يمكن حلها بالسبل السياسية ومكافحة الجماعات الإرهابية داعيا الدول التي تنشد السلام في سوريا وتحارب الإرهاب فيها إلى بذل المزيد من التنسيق من أجل الحل السياسي.
وأعرب ظريف عن أسفه لإصرار بعض الدول علي الحل العسكري في سورية ومواصلة الحرب عليها.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن مباحثات بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع وزير الخارجية الروسى ستجرى يوم غد السبت في موسكو وستتناول مكافحة الإرهاب والأوضاع السياسية والإنسانية في سورية بما في ذلك مستجدات الوضع في حلب.