الوقت- قرار اليونيسكو المهم بشأن القدس، وإقتراح "النقاط العشر" من قبل حركة الجهاد الإسلامي، وازدياد عمليات القتل التعسفي الصهيوني بحق الفلسطينين الذي نشهده يومياً، ومواضيع أخرى في الملف الفلسطيني طرحناها في حوارنا مع القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والنائب الفلسطيني جميل المجدلاوي.
الوقت: ما هو رأيكم بقرار اليونيسكو الأخير بشأن القدس؟ وما هي فائدة هذا القرار العملية؟
المجدلاوي: "هذا القرار تأكيد للحق التاريخي وللعلاقة التاريخية بين فلسطين وهذا المكان المقدس الذي يشكل أحد أقدس الأماكن التي يتوجه إليها المسلمون، وفي نفس الوقت يلغي القرار ويخطّأ ويكشف زيف الإدعاءات الصهيونية بأن هذا المكان هو المكان الذي يطلقون عليه اسم الهيكل، وبالتالي فقرار اليونيسكو تأكيد لحقيقة أن هذه الأرض كانت فلسطينية وأنها بنضال أبناء شعبها وأحرار العالم المساندين لهم ستعود كما كانت فلسطينية، ولهذا جن جنون الصهاينة لأن قرار اليونيسكو كشف زيف كل ما يدعونه بأن هذه الأرض تنتظر شعبها وأهلها من اليهود، وقرار اليونيسكو يؤكد أنه وعلى مر التاريخ هذه الأرض كانت ولا تزال فلسطينية الهوية وأن هذا الإحتلال الصهيوني هو طارئ وسيتنهي مع نضال شعبنا وانكشاف كل الحقائق التاريخية."
الوقت: سمعنا عن إعلان نتنياهو نيته زيارة الحفريات تحت الأقصى بنفسه بعد قرار اليونيسكو هذا، ما الرسائل المرادة من هذه الزيارة؟ وهل هي تحدي لقرار اليونيسكو؟
المجدلاوي: "نتنياهو وغيره من قيادات الإحتلال صرّحوا بعد قرار اليونيسكو بتصريحات عدة بين تخطئة للقرار واتهام من صوتوا لصالح القرار وببن إصرارهم على المضي في صهينة هذه المناطق وتأكيد أنها مكان لليهود، وهذا أمر ليس بجديد بالنسبة لنا فهذا ما تعودنا عليه من نتنياهو والقيادات الصهيونية كافة ولهذا كل ما يذكر ويقام به اعتراضاً على القرار لا يتعدى كونه رسائل طائشة لن تصل إلى أي مكان، ونعرف جيداً أن حركة العدو لن تخرج عن ديدانها العنصري التوسعي العدواني بحق أرضنا وشعبنا، لذا ما ينطبق على القدس وما ينطبق على الأقصى أيضاً ينطبق على كل الأراضي الفلسطينية لأن الإدعاءات الصهيونية باطلة في كل ما يخص فلسطين ككل."
الوقت: شهدنا مبادرة "النقاط العشر" التي قدمتها حركة الجهاد الإسلامي كخارطة طريق مستقبلية، ما هي أفاق قبول وإجماع القوى الفلسطينية الأخرى عليها؟ وهل بنودها قابلة للتطبيق؟
المجدلاوي: "بشكل عام المبادرة التي أطلقها الأخ الدكتور رمضان شلح وجدت استحساناً لدى كل الأطراف الفلسطينية لأنها خطوة في الإتجاه الصحيح، لأن الجوهري في هذه المبادرة انها تعيد التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعيد التأكيد على ثوابتنا الوطنية وبهذه المضامين المبادرة وجدت كل الترحاب، ولا شك أن بعض البنود قابلة للنقاش ويمكن أن يشتهد بشأنها من القوى الوطنية المختلفة، إلا أن قيمتها لا تقتصر على النص فقط بل تكمن في تحريكها للركود الذي تعيشه الحالة الفلسطينية بشكل خاص بعد فشل محاولات الحوار المختلفة وبعد أن اتضح أنه بالإمكان استيعابها من قيادات حماس وفتح، لأن هذه الثنائية لا يمكن أن تستمر و تسير في غير الطريق الصحيح وهو طريق الحوار الفلسطيني الشامل وأن هذا الإنقسام مهما كانت الأطراف المستفيدة منه ومهما بلغت سياسة إدارتها للظهر فالضغط الجماهيري الشعبي يدفع نحو انهاء هذا الإنقسام، لذا جاءت هذه المبادرة لتقول لكل من يريد إطالة أمد الإنقسام أن هذه حالة طارئة في الحالة الفلسطينية وأن الفلسطينين سيكونون بكافة أطيافهم قادرين على التوحد بوجه شريحة محدود موجودة أساساً في قيادتي فتح وحماس تعملان من أجل إطالة أمد الإنقسام وأن الشعب بكل أطيافه السياسية من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وكافة القوى الأخرى بما في ذلك قواعد وقسم مهم من كوادر فتح وحماس سينهون الإنقسام. والأمل بهذه المبادرة أن تكون قادرة على الإسراع بتوحيد الصفوف ونبذ الفئة التي تقسمنا مهما كان اسمها ولونها وبيتها السياسي والفكري."
الوقت: كلامكم جميل ومنطقي ولكن في ظل الإنشغال العربي بقضاياهم الداخلية وقلة الدعم والدفع نحو مساندة الفلسطينين، ما هي إحتمالية توحد الصف الفلسطيني ؟
المجدلاوي: "توحد الصف الفلسطيني مسألة مؤكدة في وجه القضايا الكبرى والأساسية، ولكن نحن نحاول أن نختصر وقت الإنتظار ونخفف المعاناة التي لحقت بشعبنا وقضيتنا الفلسطينية، لهذا المتابع للشأن الفلسطيني يجد بسهولة أن مختلف أشكال الحراك الجماهيري والسياسي ومن ضمنه ما كنا قد قمنا به بفعالية اسمها وطنيون سعياً لإنهاء الإنقسام في غزة والضفة وتضامن وتكاتف معنا إخوتنا في منطقة ال48، وهذا الحراك أكد أن إرادة شعبنا الفلسطيني ستمكنه من تجاوز التعقيدات التي يمكن ان يضعها الوضع العربي الرسمي في طريقنا وستتجاوز التعقيدات التي يمكن ان تضعها بعض القوى الداخلية المنقسمة، وانا لا أقلل من البعد العربي والإقليمي ولكن أقول أن العامل الذاتي الفلسطيني هو العامل الحاسم في مسألة وحدة الموقف ووحدة الشعب الفلسطيني والإرادة والإنفتاح الفلسطيني."
الوقت: كل يوم نرى شهداء يسقطون في فلسطين على يد الصهاينة دون ارتكابهم أي جرم أو اعتداء بما يبرروه العدو على أنه قتل إحترازي أو استباقي، هل ستحد هذه الهمجية وعمليات القتل العدوانية الزائدة من اندفاع انتفاضة السكين والعمليات الفردية التي نشهدها منذ فترة؟
المجدلاوي: "القتل الإسرائيلي لم يتوقف يوماً وعلى امتداد عمر هذا الإحتلال الصهيوني، حتى قبل تأسيس الكيان الصهيوني وبعده، قبل عدوان 1967 وبعده، وشعبنا رغم كل أشكال التعسف والقتل الجماعي والفردي الذي ملأ كتب التاريخ بمجازر العدو المتكررة، كل هذا يؤكد أن هذا الشعب لن يرتدع وسيواصل مشواره الكفاحي ودائما ما نستحضر المأثور من شعرنا العربي " إذا الشعب يوماً أراد الحياة لا بد أن يستجيب القدر"، لأننا نعتقد أن القدر من إرادة الشعوب ولن يكون الشعب الفلسطيني مستسلماً يوماً ما، واستمرار العمليات خير دليل على ما أقول."