الوقت- حول معركة الموصل، أهم التفاصيل ومستجداتها في الأيام الثمانية الأولى، دور الحشد الشعبي فيها، الإصرار التركي والدعم الأمريكي لشرعنة تواجدهم في العراق ومشاركتهم في معركة الموصل، والرؤية المستقبلية للعراق بعد داعش التي اتفق عليها في الإجتماع بين السيد الصدر وقيادات الحشد الشعبي، مواضيع كانت محور حديثنا مع المتحدث الرسمي بإسم الحشد الشعبي أبو جعفر الأسدي.
الوقت: ما هي آفاق معركة الموصل الحالية؟ ما هو مستقبلها من حيث سرعة إتمامها؟
الأسدي: "نحن في اليوم الثامن لعملية تحرير الموصل، والعملية انطلقت من المحور الشرقي والمحور الجنوبي، وسينطلق في الأيام القليلة المقبلة المحور الغربي الممتد إلى محور تلعفر.
فيما يتعلق بالمحور الشرقي كان تقدم القطعات جيداً وكذلك المحور الجنوبي حيث أنه وفي اليوم الثامن تم تحرير أكثر من 50 قرية وتحرير قضاء الحمدانية ورفع العلم العراقي على القائمقامية وكذلك تحرير منطقة برطلة وتطويق بعشيقة ومهاجمة تلكيف، كل هذه الإنجازات تحققت خلال الأيام الثمانية الأولى والتقدم جيد وحسب ما رسم له في الخطط.
داعش قام باستخدام أسلحته التي اعتاد استعمالها عند تحسسه الخطر من سيارات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة وعبوات الناسفة، لذلك ولغاية اليوم تم تفجير 127 سيارة مفخخة يقودها انتحاريون وتم القضاء على أكثر من 600 من الدواعش في المحور الشرقي والمحور الجنوبي، واصبحت القطعات على بعد ما يقارب الـ30 كيلومتر أو أقل من مركز المدينة في المحور الجنوبي، وما يقارب 10 كلم في المحور الشرقي والجنوب والشمال الشرقي، ونتوقع اذا ما استمر تقدم القطعات بهذه الوتيرة واستمرت الإنهيارات في صفوف العدو أن لا تكون المعركة طويلة كما أشارت بعض التوقعات بأنها ستمتد لأربعة أشهر أو ستة أشهر، إلا أن الأفق لا يزال غير دقيق وواضح فيما يتعلق بالتوقيت الزمني كون أن المحور الأسرع والأهم لم ينطلق بعد وهو المحور الغربي أي المحور المتعلق بالحشد الشعبي، والذي يمتد على مساحة شاسعة تمتد على نحو 12 إلى 14 ألف كيلومتر من القيارة جنوباً إلى تلعفر شمالاً."
الوقت: ما هو دور الحشد الشعبي في ما أنجزوا في معركة الموصل ككل؟
الأسدي: "بعد تقسيم العملية إلى ثلاث محاور كانت مهمة الحشد الشعبي الأساسية هي المساندة في المحور الجنوبي بالحشد العشائري والحشد الشعبي المحلي الذي يساند قطعات الشرطة الإتحادي والجيش، وفي الجبهة الجنوبية الشرقية هناك بعض مجموعات الحشد من الأقليات من المسيحيين والشبك والإيزيديين والتركمان الذي يساندون القوات العراقية المهاجمة، أما المحور الرئيسي للحشد هو المحور الذي لم تنطلق العمليات فيه بعد وهو المحور الغربي الذي سينطلق خلال الأيام القليلة القادمة من القيارة جنوباً إلى تلعفر شمالاً ومن أطراف الموصل شرقاً إلى الحدود العراقية السورية شمالاً في مساحة تمتد على حوالي 12 إلى 14 ألف كيلومتر مربع وهي تمثل خطوط إمداد العدو من سوريا أي الرقة من جهة والموصل من الجهة الأخرى، وهي مناطق مهمة لداعش من الحضر إلى تلعفر التي ستحرر قريباً مع إنطلاق العمليات في المحور الغربي ان شاء الله."
الوقت: شاهدنا المؤتمر الصحفي الذي شاركتم فيه صحبة السيد مقتدى الصدر وعدد من قيادات الحشد الشعبي للإعلان عن الإطمئنان حول مرحلة ما بعد داعش، فما هي هذه التطمينات وما هي الرؤية التي اتفق عليها لمستقبل العراق بعد داعش؟
الأسدي: "ما قدمه العراقيون والحشد الشعبي وباقي القوى العراقية المسلحة من تضحيات وشهداء وما حققوه من إنجازات وتحرير مناطق ستتوج بالحفاظ على وحدة العراق وعلى وحدة كل المدن العراقية وقطع الطريق على كل المؤامرات والأجندات الأجنبية، لذا كان محور حديثنا في ذلك اللقاء عن قضايا أهمها وحدة العراق وسيادته على كامل مناطقه وأراضيه، أما ثانياً فاتفقنا على دعم الجيش والحشد الشعبي وعلى أن يكون تحت سلطة الدولة والقانون وأكدنا على إرتباطه بالقوات الرسمية وانضوائه تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، واتفقنا على اتخاذ جملة من الخطوات تساهم في زيادة ضبط أداء الحشد الشعبي الإداري والتنظيمي وصولاً إلى اعتباره جزءاً من القوات العراقية الرسمية المسلحة التي ستكوّن المنظومة الأمنية التي ستحفظ أمن العراق ووحدته وأمنه مستقبلاً."
الوقت: رأينا الجانب التركي يتجه للإستعانة بوساطة أمريكية رُفضت من الجانب العراقي، هل شعور الأتراك بالخطر والضغط على قواتهم المتواجدة في العراق دفعهم نحو هذا الخيار بعد الرفض الرسمي العراقي المتكرر واعتبار القوات التركية معادية؟
الأسدي: "أولاً من المفترض أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الجانب التركي لسحب قواته من العراق وليس الضغط على العراق لشرعنة هذا الوجود، لأنه تواجد غير قانوني وغير شرعي وتجاوز للسيادة العراقية وكل القوانين الدولية وإهانة للجيرة وحق الجوار، بإعتبار أن العراق وقع إتفاقيات سابقة مع الطرف الأمريكي كإتفاقية التعاون الإستراتيجي وغيرها التي تفرض على الأمريكيين الوقوف بجانب العراق للضغط على تركيا لسحب قواتها من الأراضي العراقية، إلا أن الدور الأمريكي يأتي معاكساً فحاولت الضغط على الحكومة العراقية سعياً لشرعنة هذا الوجود إلا أن الحكومة رفضت وأعلنت أنها غير معنية بأي حديث عن السماح لتركيا بأي نوع من المشاركة في عملية تحرير الموصل ولا استمرار تواجد القوات التركية على أراضي العراق، وبالتالي الأمر مرفوض كلياً من الجهات الرسمية ومن الشعب العراقي ككل والفعاليات الدينية والثقافية والإجتماعية."
الوقت: هل عودة الحديث التركي عن اتفاق لوزان وأحقية تركيا بالموصل يكشف الهدف الحقيقي للعناد التركي ومحاولته دخول العراق عسكرياً؟ ويؤكد ما لفت إليه السيد نصرالله فيما يخص المشروع التركي بالمطالبة بحلب بعد الموصل؟
الأسدي: يجب أن نلفت أنه نعم هذه التصريحات تكشف عن النوايا الحقيقية لتركيا من وراء سعيها التدخل عسكرياً في العراق مرة تحت عنوان معاهدات قديمة منتهية الصلاحية ومرة عن طريق التهديد والتلويح بخطر من تنظيمات على الحدود بين العراق وتركيا الأمر الذي يفرض على تركيا فرض منطقة آمنة على حدودها ومرة عبر ادعائها بالمشاركة بقوات التحالف لمحاربة داعش في العراق، بالنتيجة كل هذه الإداعاءات يقف وراءها مشاريع تركية للتواجد في منطقة كردستان ومنطقة نينوى أو بالقرب منها لتنفيذ أجندات باتت واضحة للجميع."
وتابع قائلاً: "ولو نجحت تركيا في مخططها في العراق فهي ستنتقل بهذا المخطط إلى سوريا خصوصاً أنها باتت تسوق قواتها في عملية برية في الشمال السوري تحت عنوان درع الفرات بحجة محاربة تركيا للإرهاب وحماية حدودها من تنظيمات إرهابية تدّعي مهاجمتها لها، لذلك فإن إشارة السيد نصرالله ودعوته للإنتباه لهذه المسألة الخطيرة أمرٌ يبنى عليه وستلتفت إليه الأطراف المعنية وللثغرات المحتملة أو التي يمكن أن تخطط لها الحكومة التركية في العراق وسوريا."