الوقت- واصل الجيش السوري تقدمه في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، مسيطراً على مزيد من المواقع الاستراتيجية داخل تلك الأحياء، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من اعلان مدينة حلب محررة بالكامل من الجماعات الارهابية المسلحة.
حيث تمكنت وحدات الجيش والقوات المسلحةالسورية العاملة في حلب من على تلة الشيخ سعيد الاستراتيجية في مدينة حلب، وأفاد مصدر عسكري في تصريح لوكالة سانا بأن وحدة من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عملية عسكرية خاطفة على نقاط تحصن وانتشار المجموعات الإرهابية في تلة الشيخ سعيد على الأطراف الشرقية للمدينة انتهت "بفرض السيطرة الكاملة على التلة وايقاع العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين".
ولفت المصدر إلى أن السيطرة على هذه التلة الاستراتيجية "ستساعد وحدات الجيش على رصد تحركات الإرهابيين بدقة في حيي العامرية والسكري وبالتالي شل حركتهم وإجبارهم على الاستسلام"،وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة منحت أول أمس المسلحين في الأحياء الشرقية فرصة اضافية للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو إلقاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم وذلك حرصا منها على حقن الدماء وتفاديا لمزيد من الخراب.
ويأتي هذا التقدم النوعي لوحدات الجيش بعد ساعات على فرض سيطرتها النارية على تلة حلب جنوب غرب البريج واستعادة السيطرة على مبنى المعهد الرياضي وسكن المعهد ومدرسة العلماء الصغار في حي بستان الباشا وعلى أبنية وأبراج شركة الكهرباء شمال دوار الصاخور على الاطراف الشمالية الشرقية لمدينة حلب.
وفي سياق متصل، خرج اليوم الجمعة عشرات الأشخاص أغلبهم نساء وأطفال مع عائلاتهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب هربا من إرهاب الجماعات المسلحة التي تحاصرهم وترتكب بحقهم الجرائم وتصادر أملاكهم وأرزاقهم.
بدوره استقبل الجيش السوري الأشخاص القادمين ونقلوهم بالتعاون مع الجهات المعنية في حافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة حيث تم توفير كل احتياجاتهم، وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أمس الأول تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الإرهابيين في الأحياء الشرقية حرصا منها على تحسين الحالة الانسانية للمدنيين والمساعدة فى خروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الامنة إضافة إلى منح المسلحين فرصة إضافية للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو إلقاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم.
وكانت الحكومة السورية أطلقت بالتعاون مع القوات الروسية في الـ 28 من تموز الماضي عملية إنسانية واسعة النطاق في مدينة حلب تهدف إلى مساعدة المدنيين الذين أصبحوا رهائن لدى الإرهابيين وتضمنت فتح ممرات إلى الأحياء الشرقية لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح.
وخرج خلال الأسابيع الماضية مئات المدنيين من خلال هذه المعابر الآمنة وتم نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بجميع المستلزمات الأساسية إضافة إلى خروج العديد من المسلحين وتسوية أوضاعهم.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري في وقت سابق عن تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب لتحسين الحالة الإنسانية للمدنيين في المدينة والمساعدة في خروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة إضافة إلى منح المسلحين فرصة للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو القاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم، حسبما أفاد التلفزيون السوري الرسمي.
معركة حلب محور الاهتمام العالم أجمع
سياسياً، اعتبر وزير الإعلام السوري، رامز ترجمان، أن المعارك في حلب نقطة مفصلية في الصراع الدائر في سوريا، وأوضح ترجمان في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية أن تمكن الجيش السوري من السيطرة على هذه المدينة سيؤدي إلى انهيار الجماعات المسلحة، وعامل ضغط للبدء بالعملية السياسية في البلاد. وقال ترجمان "حلب مفصل مهم في تاريخ هذه الأزمة السورية وسوف تكون نقطة تحول في هذه الفترة وتحرير حلب سيؤدي الى انهيار سريع للعصابات الإرهابية والضغط في الدخول بالمسار السياسي".
من جانبه أكد وزير الخاراجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تنظيمي "داعش" و"النصرة" والفصائل المنضوية تحت لوائهما لن تكون أبدا جزءا من الهدنة في سوريا، مؤكدا استعداد موسكو لبحث مبادرة باريس حول حلب
وأوضح الوزير، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت، أن موسكو لن تتراجع عن المطالبة بالفصل بين "النصرة" والمعارضة "المعتدلة" في حلب السورية، لكنها مستعدة لبحث مشروع القرار الذي قدمته باريس في مجلس الأمن الدولي حول الوضع في حلب.
وتابع لافروف في معرض تعليقه على المشروع الفرنسي: "إننا مستعدون للعمل مع هذا النص، انطلاقا من المقاربات المبدئية التي تم تسجيلها في الاتفاقات الروسية الأمريكية، ومع الأخذ بعين الاعتبار القرارات التي قد تبناها مجلس الأمن الدولي ومجموعة دعم سوريا، والتي لا يجوز أن تصبح في طي النسيان"، واستدرك قائلا: "يعرف الجميع جيدا، وهذا ما سُجّل في قرار لمجلس الأمن الدولي، أن وقف إطلاق النار والأعمال القتالية لم يشمل أبدا ولن يشمل "داعش" و"جبهة النصرة" وأولئك الذين اندمجوا إلى هذين التنظيمين الإرهابيين".
وأكد الوزير الروسي أنه على الرغم من قرار واشنطن تعليق الحوار الروسي-الأمريكي حول سوريا، فما زالت موسكو ودمشق مستعدتين للوفاء بالتزاماتهما وفق حزمة الاتفاقات الروسية الأمريكية، التي أقرت في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، موضحا أن هذه الالتزامات تشمل الالتزام بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، بما في ذلك المساعدات إلى حلب عبر طريق الكاستيلو.
كما رحب لافروف بمبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول إخراج مسلحي "النصرة" من حلب الشرقية، تستحق دراسة دقيقة، بما في ذلك اقتراحه بإبقاء تلك الأحياء بعد سحب المسلحين، تحت سيطرة المجلس المحلي الذي يديرها حاليا، ولفت الوزير إلى أن مبادرة دي ميستورا ترمي إلى الحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في حلب، وأكد أن الجانب الروسي سيدرسها باهتمام بعد تلقي الاقتراح المفصل.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قدم في الخميس مبادرة لإخراج مسلحي تنظيم "النصرة" من أحياء حلب الشرقية، مشيراً في الوقت ذاته الى ان عدد ارهابيي تنظيم "النصرة" في تلك الأحياء يصل الى قرابة 900 عنصر.
وأبدى المبعوث الأممي استعداده للتوجه إلى جبهات القتال شخصيا لمرافقة خروج المسلحين إلى ريف إدلب، محذراً من أن استمرار المعارك في حلب ستدمر أحياء المدينة الشرقية في غضون شهرين، كاشفاً على أنه سيجري قريبا مشاورات حول خطته لإخراج مسلحي "النصرة" من حلب، موضحا أن هؤلاء يريدون ضمانات، ولا تقدر الأمم المتحد على تقديمها لهم. وأصر على أن أحياء حلب الشرقية بعد انسحاب مسلحي "النصرة" يجب أن تبقى خاضعة للإدارة المحلية الحالية مع ضمان وجود دولي في هذه المنطقة.