الوقت – توالت ردود الأفعال الأمريكية والاسرائيلية الغاضبة من قرار وزارة الدفاع الروسية نشر منظومة صواريخ اس 300 في محافظة طرطوس السوري، و ذهب البيت الأبيض الى التلويح بالخيار العسكري وفرض العقوبات للرد على قرار موسكو.
حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، عن انزاعج بلاده من نشر روسيا صواريخ "إس-300" جديدة في سوريا.
وأضاف المسؤول الأمريكي في مؤتمر صحفي:" بأن البنتاغون لا يفهم دوافع روسيا، سنتابع عن كثب الانتشار العسكري الروسي في سوريا، وبصفة خاصة فيما يتعلق بقدرته على التأثير على عملية التحالف".
وأضاف كوك: "أتساءل، ما هو الهدف من هذه المنظومة؟ اعتقد أنه من الأفضل سؤال الروس عن ذلك". وصرح كوك، بأن البنتاغون يأمل في استمرار سريان مفعول الاتفاق مع روسيا بشأن أمان التحليقات في سوريا رغم الخلافات. وتابع، "نبقي على آلية منع الحوادث، وهي مذكرة التفاهم مع الروس فيما يتعلق بأمان التحليقات. نعتبر أنه من المهم الحفاظ عليها رغم الخلافات مع الروس، لأننا نعتبر أن الحفاظ على مثل هذه القنوات للتعاون لا يصب في مصلحة التحالف فحسب، وإنما أيضا روسيا".
بدوره صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، بأن الإدارة الأمريكية تعتبر أن نشر صواريخ "إس-300" في سوريا يتعارض مع هدف مكافحة التطرف في سوريا الذي أعلنته روسيا.
وقال إرنست في مؤتمر صحفي: "تعارض هذه المعدات مع تصريحات الرئيس بوتين بأن جهودهم في سوريا مركزة على المتطرفين. لست على علم بامتلاك"داعش" أو "القاعدة" طائرات هناك. قد تكون لدى روسيا معلومات استخباراتية أخرى لكنني أشك في ذلك".
وأشار المسؤول الأمريكي الى أن البيت الأبيض لا يستبعد احتمال فرض عقوبات على روسيا وسوريا، لكن بالتنسيق مع الشركاء، وقال "وضحنا بشأن الوضع في سوريا، أن الرئيس قد يستخدم عددا من الإمكانيات لعزل النظام وربما الروس بسبب دعمهم النظام. العقوبات من بين هذه الآليات". وأضاف: "على مدى السنوات الأخيرة، علمنا أن تطبيق العقوبات يحقق الفاعلية الأكبر، عندما ننسق استخدام هذه الآلية مع شركائنا وحلفائنا في العالم أجمع"، بحسب زعمه.
الكيان الاسرائيلي: منظومة اس 300 قد تغير قواعد اللعبة
الى ذلك أعرب الكيان الاسرائيلي عن انزاعاجه من القرار الروسي، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تخوّف المؤسسة الأمنية الصهيونية من إنزلاق منظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة إلى أيدي جهات معادية تتعاون معها روسيا ومن بينها الجيش السوري وحزب الله وإيران، معتبرة أن الإعلان الروسي عن نصب منظومة "أس 300" في طرطوس قد يؤدي إلى تغيير في قواعد اللعبة.
وفي هذا الشأن قال موقع "والاه" الإسرائيلي إنه بعد مرور عام تقريباً على نصب روسيا منظومة الدفاع الجوي المتقدمة "أس 400" في سوريا.
ورغم مرور عام على وضع نظام تنسيق عسكري في القدس وموسكو نظام تنسيق عسكري لمنع الحوادث بينهما، إلاّ أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعربوا عن خشية من الخطوة وعلى نحو رئيسي من المعلومات حول سلاح الجوّ التي قد تنزلق إلى أيدي جهات معادية تتعاون معها روسيا ومن بينها الجيش السوري وحزب الله وإيران.
من جهة أخرى، قال الموقع المذكور إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد "راكمت ثقة وأصبحت أكثر عدوانية حيال سلاح الجو الإسرائيلي"، وأضاف "فقط قبل عدة أسابيع نشرت معلومات في وسائل إعلام أجنبية عن محاولة إعتراض طائرات إسرائيلية في المجال الجوي الروسي".، لافتاً الى أن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أكدوا التفاصيل، لكنهم إدعّوا أن بطاريات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري "لم تقترب حتى من إصابة الطائرات الإسرائيلية".
وختم الموقع الصهيوني بالقول "إن الإعلان الروسي عن نصب منظومة "إس 300" في طرطوس قد يؤدي إلى تغيّير في قواعد اللعبة".
وكان المتحدث أعلن باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف، الثلاثاء،أن بلاده نشرت روسيا انظمة دفاع مضادة للطيران من نوع اس-300 في طرطوس بشمال غرب سوريا، وأضافت كاناشنكوف في بيانه:" في الواقع، تم نشر انظمة دفاع مضادة للطيران من نوع اس-300 في الجمهورية العربية السورية"، وأضاف "وهذه المنظومة مخصصة لتأمين أمن القاعدة البحرية في طرطوس التي تقع في المنطقة الساحلية القريبة من سفن مجموعة العمل البحرية الروسية من الجو"، مؤكداً أن "إس-300" هي منظومة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لأي طرف".
وحمّل الجنرال الروسي واشنطن مسؤولية فشل كافة اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا، قائلا "الولايات المتحدة هي التي أفشلت كافة الاتفاقات بشأن نظام وقف إطلاق النار بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، بعجزها عن فصل ما يسمى "المعارضة" عن "جبهة النصرة" والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والتموين".
وكانت قناة "فوكس نيوز" نقلت عن مصادر حكومية أمريكية في وقت سابق قولها إن موسكو أرسلت إلى سوريا منظومات "إس-300" الحديثة، قد تدخل المناوبة القتالية بالإضافة لمنظومة "إس-400" المنشورة في قاعدة حميميم، وأوضحت القناة أن الحديث يدور عن منظومات "إس-300 في إم" أو "SA-23 Gladiator" حسب تعريف حلف الناتو، وهي أحدث نسخة معدلة لمنظومة "إس-300".
ونشرت روسيا منظومة "إس-400" في قاعدة حميميم بعد إسقاط قاذفة "سو-24"في أجواء سوريا بصاروخ تركي يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.