الوقت- إن المناطق الغربية والوسطى من العالم يقطنها المسلمون وبشكل رئيسي آسيا، وبخاصة العراق وسوريا، وقد سيطر الإرهاب والتطرف على هاذين البلدين والتي راح فيهما الملايين من الناس، وفيما يتعلق بحقيقة أن معظم الجماعات الإرهابية الأصولية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وطالبان وتنظيم "داعش"، مقرها في هذه الدول قد ينظر المجتمع الدولي على أن الإسلام هو السبب الرئيسي وراء تنامي الارهاب.
ومع ذلك، في حين أن العديد من الغربيين يلقون اللؤم على الإسلام بصعود الإرهاب في جميع أنحاء العالم فقد فشلوا في فهم أن المسلمين هم الأهداف الرئيسية لهذه الظاهرة الشريرة، ويعتقد كثير من المحللين السياسيين أن معظم هذه الجماعات الإرهابية قد تم تأسيسها وبدعم من بعض القوى الاستعمارية لاستخدامها كجهاز لتحقيق مصالحها في المناطق الغنية والاستراتيجية للغرب ووسط آسيا.
وفي هذا السياق اجرى موقع الوقت التحليلي مقابلة مع مارك جلين، المحلل السياسي الأمريكي، مع التركيز على واحدة من الجماعات الإرهابية الأكثر عنفا وهو تنظيم "داعش" الارهابي لتسليط المزيد من الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذه الجرائم والكوارث الإنسانية على المنطقة.
الوقت: كيف تمكن "تنظيم "داعش" الارهابي من الظهور ومن الذي يمول هذه الجماعة الإرهابية؟
المحلل الامريكي جلين: حيث أنه لا يمكن فهم سرطان الرئة دون فهم السجائر أولاً، فإنه لا يمكن أيضاً أن يفهم إدمان الكحول في حين يتم ترك الكحول جانباً، وبالمثل لا يستطيع المرء أن يفهم الفوضى في كل مكان وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه من دون النظر أولا الى "إسرائيل"، ما هي، وما هي أهدافها في المنطقة.
يتم استخدام الولايات المتحدة والغرب من قبل المصالح الصهيونية المنظمة في تدمير العراق وسوريا وليبيا وما إلى ذلك وهي ليست نظرية أو علامة استفهام، بل هو بيان حقيقي، لا بلا أنها تنتهي مع علامة تعجب، وبطبيعة الحال فإن السؤال الذي يحتاج إلى طرح الأسئلة والإجابة عنه هو، ما هي مصلحة "إسرائيل" في رؤية المنطقة كلها وهي تتعطل وتتدمر وجعلها غير مستقرة، والجواب هو أن إسرائيل ككيان سياسي مختل اجتماعيا، لا يمكن أن توجد في أي بيئة حيث يتمتع جيرانها بأنظمة سياسية صحية مستقرة.
وفي هذه الحال، تم تجنيد أمريكا والغرب من قبل الدولة اليهودية لنفس الغرض فمختلف الجماعات التي تسير بها ولها أسماء مثل "داعش" يجري استخدامها الآن والتي هي تهدف لإقامة وإدامة عهد الإرهاب والفوضى في المنطقة، وبطبيعة الحال، فان اسرائيل تفضل أن تقوم بهذه المهمة من خلال الاستفادة من القوات الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية وما إلى ذلك، ولكن إذا كان من الضروري استخدام الجماعات الإسلامية مثل ما سبق ذكره من أجل منع أي معارضة سياسية منظمة في البلدان الغربية التي تنمو أكثر وأكثر فيها الحاجة للحرب بعد ضجر المواطنين فيها يوم بعد يوم.
الوقت: كيف تساعد الجرائم التي يرتكبها تنظيم"داعش" الارهابي على صعود موجة الإسلاموفوبيا الحالية في جميع أنحاء العالم؟
المحلل الامريكي جلين: هو خط من الصعب جدا المشي عليه، إن معظم العالم غير المسلم لديه انطباع سلبي وغير دقيق عن الإسلام وحتى قبل أحداث 11 ايلول والأحداث الحالية التي تجري اليوم بالتأكيد لا تساعد ابداً على تغيير صورة الاسلام وأعتقد أنه من البلدان التي هي في الخطوط الأمامية في المواجهة مع هذه المجموعات، بما في ذلك إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وغيرها هي هامة للغاية، ناهيك عن أن الهمجية من بعض الدول مثل السعودية والأردن وإسرائيل والولايات المتحدة وغيرها هم الذين خلقوا هذا الوحش.
الوقت: هل تنظيم "داعش" الارهابي على وشك الانهيار؟ ولماذا لا تأخذ الولايات المتحدة وحلفائها أي إجراء فعال ضد هذه التنظيم الارهابي؟
المحلل الامريكي جلين: أنا لا أعرف كيف يتم إنهاء تنظيم "داعش" كي ينهار، لكن الولايات المتحدة والغرب لديهم موارد لا تنضب وهم على استعداد لتكريسها بغية ان يدعموا هذا الوحش، وإن الولايات المتحدة لا تسمح لعدد من الدول مثل إيران وسوريا وروسيا وحزب الله في لبنان أن ينالوا هذا النصر على الجماعات الإرهابية، حيث يعد القضاء على هذه الجماعات الارهابية كارثة سياسية للصهيونية وأمريكا.