الوقت- "دعم تطلعات الشعب الفلسطيني في مقدمة مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية"، كانت الرسالة الأولى التي بعثها الرئيس الايراني من على منبر قمة حركة عدم الانحياز.
وتواصل طهران تتويج علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، بتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات، لاسيما بعد خيبة أملها من إلتزام واشنطن بالتعهدات التي قطعتها بشأن رفع العقوبات عنها.
وبعث الرئيس روحاني، رسائل جسدت أهداف سياسة ايران الخارجية في أمريكا اللاتينية والعالم أجمع، كانت فحواها إحلال السلام والأمن في دول العالم من خلال الدعوة الى الحوار السلمي والبنّاء. ورحب رئيس جمهورية فنزويلا نيكولاس مادورو، وزعماء وممثلي الدول المشاركة في القمة، في مراسم افتتاح الدورة السابعة عشرة لحركة عدم الانحياز في جزيرة مارغريتا الفنزيولية، بموقف ايران الداعم لتحقيق أهداف حركة عدم الإنحياز.
روحاني: اسرائيل تلعب على وتر ازمات المنطقة
واكد الرئيس الايراني ان الكيان الاسرائيلي يحاول استغلال التطورات في المنطقة لمواصلة جرائمه ضد الفلسطينيين. وانه لا ينبغي ان تمنع التحديات الراهنة الحركة عن القضية الفلسطينية، مؤكداً، أن مسؤولية ما يجري في سوريا والعراق تقع على عاتق الدول التي رعت الارهاب هناك.
واعرب الرئيس روحاني عن سعادته لعقد هذه القمة لتبادل الآراء حول الهواجس والمصالح المشتركة للدول في حركة عدم الانحياز، وأشاد بعقد القمة رغم التحديات السياسية والاقتصادية الجسيمة التي تواجه دول الحركة، وبأنه تم افتتاحها في جزيرة مارغاريتا الفنزويلية في دورتها السابعة عشر وبمشاركة رؤساء وممثلين عن نحو 120 دولة في العالم.
للقوى الكبرى الدور الأكبر في استمرار النزاعات والحروب
واعتبر الرئيس روحاني أن للقوى الكبرى الدور الأكبر في استمرار النزاعات والحروب التي أدت الى مقتل الملايين من الأبرياء في مختلف ارجاء العالم. وحذّر الرئيس الايراني من خطورة تأزم النزاعات في مختلف دول العالم، قائلا: ان هذه القمة تنعقد في الوقت الذي يواجه فيه السلام في جميع أبعاده وفي جميع أنحاء العالم الخطر والتهديد، حيث يتم انتهاك السيادة الوطنية للدول النامية تحت ذرائع مختلفة واشكال متنوعة.
ولفت الرئيس الايراني الى ان مايحدث في النظام العالمي الحديث يثير القلق للغاية حيث تسيطر على العلاقات الدولية اليوم طموحات الهيمنة، كما لايزال التوجه نحو الأحلاف العسكرية قائم في أذهان بعض اللاعبيين الدوليين.
الاحداث المؤلمة في سوريا والعراق واليمن وليبيا نتيجة المنافسات المدمرة، عانى منها ملايين البشر
واردف قائلا: ان الاحداث المؤلمة التي تعرضت لها خلال السنوات الاخيرة شعوب سوريا والعراق واليمن وليبيا نتيجة المنافسات المدمرة، عانى منها ملايين البشر في مختلف انحاء العالم، وهذا دليل على عدم تحمل المسؤولية من قبل القوى الكبرى في العالم امام الجراح التي يتعرض لها الابرياء كل يوم.
واشار روحاني الى ان العالم اجمع بات يدرك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي البلد الاول الذي حذّر من مغبة الخطر العالمي للارهاب التكفيري في سوريا، في الوقت الذي كانت بعض الدول غير المسؤولة في الشرق الاوسط والغرب مشغولة بتجهيز وتدريب الارهابيين التكفيريين، وقال: نحن وقفنا الى جانب الشعب والحكومة في العراق وسوريا امام مجرمي المجموعات الارهابية.
القوى العظمى ساعدت الى حد كبير في استمرار الفقر والعنف والقتل والحرب وتشريد الملايين
واردف يقول: ان هذا يجري في الوقت الذي لايزال المجتمع الدولي لم يلمس أدنى نجاح في اعادة حقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة وانهاء الاحتلال الصهيوني، مؤكدا ان القوى العظمى لم تساعد على تخفيف هذه الآلام فحسب بل ساعدت الى حد كبير في استمرار الفقر والعنف والقتل والحرب وتشريد الملايين في دول النامية.
وفي جانب آخر من كلمته لفت الرئيس روحاني الى ان التحديات الراهنة في جميع نقاط العالم لايجب ان تجعلنا نغفل القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم، وقال: ان الشعب الفلسطيني لايزال محروما من حق ملكية الارض وسيادته عليها والعودة الى وطنه الأم، وان إطلاق مصطلح "تمييز عنصري" على الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ليس كافيا.
وأعلن الرئيس الايراني، انتخاب رئيس جمهورية فنزويلا رئيسا للدورة السابعة عشرة لحركة عدم الاتحياز.
وفي كلمته أمام القمة حث الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" الدول الأعضاء على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري بما ينهي الصراع جذريا، فنحن نريد السلام للجميع دون استثناء.
وأضاف عباس أنه بعد مضي قرابة سبعة عقود على نكبة شعبنا ما زال هناك أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتظرون إنصافهم وتمكينهم من العودة لديارهم وممتلكاتهم في وطنهم فلسطين وفقا للقرار الأممي 194، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدور أبناء شعبنا منذ 49 عاما على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وفي وقت سابق يوم السبت أعلن الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" انطلاق أعمال القمة بعد تسلم بلاده رئاسة الدورة الحالية من إيران. وسبق اجتماع القمة الذي يستمر حتى اليوم لقاءات لوزراء خارجية وممثلين عن الدول المشاركة لاعتماد بيان ختامي لها.
ومن أبرز الغائبين عن القمة رئيس وزراء الهند "ناريندرا مودي" وهي عضوة مؤسسة للحركة- لتكون هذه هي المرة الثانية التي يغيب فيها زعيم الدولة عن القمة منذ تأسيسها عام 1961.
واعتبرت المعارضة الفنزويلية -التي تحاول الإطاحة بمادورو من خلال الدعوة لاستفتاء- ضعف الحضور "دلالة على العزلة". وقال زعيم المعارضة "أنريكي كابريليس" أنفقت ملايين الدولارات من أموال فنزويلا من أجل صورة الحكومة، والكثير من الدول لم تأت للاجتماع.
جدير بالذكر أن حركة عدم الانحياز تشكلت بعد الحرب الباردة بجهود مجموعة من الدول التي ترغب في تجنب الإنحياز إلى الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفياتي السابق، وتعد الحركة بمثابة منتدى مهم للتشاور السياسي مكون من 120 عضوا يمثلون مصالح وأولويات البلدان النامية في عدة قارات.
ويتمثل الهدف الرئيس للحركة منذ تأسيسها عام 1961 في إقامة تحالف من الدول المستقلة، وإنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.