الوقت –بعد سلسة نجاجات كبيرة لعدد من أفلام و مسلسلات عن حياة الرسول محمد (ص) و أبنائه و أصحابه رغم وجود بعض الثغرات فيها إلا أن السينما الإسلامية لم تواجه ثغراتٍ كالتي واجهتها في فيلم الكرتوني "بلال" بأن يكون فيلما إسلامياً خالي من الشعائر الإسلامية.
فيلم "بلال" للمخرج الباكستاني كورام.ه. آلافي، بمساعده السعودي أيمن جمال يعرض لنا حياة الصحابي بلال بن رباح منذ طفولته الى أن دخل الإسلام، فقد كان"بلال بن رباح" أول من كلّفه الرسول محمد (ص) في رفع الأذان في المسلمين بعدما عرف بقوة وجمال صوته.
حصد الفيلم نتيجة سينمائية رائعة على المستوى التقني الرفيع ضمن أجواء من التناغم المثالي بين الصورة والمؤثرات خصوصاً الموسيقى (أتلي أورفرسون) المواكبة والمناسبة لمناخ اللقطات بالغة الجودة في التنفيذ والتعبير الميلودرامي الراقي، وجاء عمل المونتاج (باتريسيا حنين) متناسقاً مع الإيقاع العام لأحداث الفيلم كما دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لاحتوائه أطول مقطع كرتون مدته 11 دقيقة ونصف في مشهد لإحدى المعارك التي ظهرت في الفيلم.
لكن هذا العمل السينمائي الجديد الكبير لا ذكر فيه لاسم الله عز وجل في كامل حواراته، وكذلك لم يأت على ذكر اسم الرسول محمد عليه السلام أو بعض سيرته. لا بل إن نشيد "طلع البدر علينا"، المعروف في الثقافة الإسلامية أنه ألقي على مسمع النبي محمد (ص) عند وصوله إلى المدينة المنورة آتياً من مكّة، صوّره الفيلم بأنه ألقي لدى وصول بلال إلى المدينة. ما يطرح تساؤلات إضافية هو الإشارة الخاطفة في مشهد الختام إلى الصحابي بلال والكاميرا تصوره من الخلف ويده اليمنى تطوّق أذنه ثم ينطلق صوت بالكاد يسمع وينادي "الله أكبر" لمرة واحدة، لأن جنريك الختام كتم الصوت والصورة معاً.
"بلال: سلالة جديدة من الأبطال" فيلم رائع كعمل سينمائي عالي التقنيات، لكن الملاحظات على مضمون نصّه كثيرة، لأن عملاً إسلامياً ضخماً بالإنكليزية، يركز على أحد الصحابة، بلال، من دون أي ذكر للخالق أو لرسوله محمد (ص)، ولا حتى أي إشارة إلى الدين الإسلامي في كل جوانب ومشاهد وحوارات الفيلم أمر مثير و يستدعي تساؤلات و يفرض علينا الإشارة إلى هذه الثغرات حتى لا تكتمل الصورة من دون الإلتفات إليها.