الوقت- أكد قائد الثورة الاسلامية في ايران، آية الله السيد علي خامنئي، خلال استقباله الاربعاء أسر شهداء فاجعة منى، أنه من وقاحة وصلافة النظام السعودي أنه لم يقدم حتى اعتذاراً كلامياً على حادثة منى، مشيراً في الوقت ذاته الى أن الصمت على جرائم "آل سعود" مصيبة كبرى وبلاء عظيم للأمة الاسلامية، ومعتبرا أن الدعم الاميركي لهؤلاء الوقحين هو الذي أدى لخيانة الامة الاسلامية وطعنها من الخلف.
وقال آية الله خامنئي :"أن الامة الاسلامية أصابها الحزن الشديد في حادثة منى، حيث استشهد 7 الى 8 آلاف حاج، الا ان الدول الاخرى باستثناء ايران التزمت الصمت، ان هذا الصمت بلاء عظيم ابتليت به الشعوب الاسلامية ، وهذه مصيبة كبرى للأمة الاسلامية، وأضاف "لم يقدم الحكام السعوديون لحد الان على تقديم اعتذار للشعوب الاسلامية بسبب كارثة منى ولو لسانيا مايدل على وقاحتهم وصلافتهم وان لم نقل ان هذه الحادثة كانت متعمدة فانها تدل على سوء التدبير والادارة وبالتالي فانها جنحة"، متسائلاً : "ماهي الضمانات لعدم تكرار مثل هذه الاحداث في مناسبات مماثلة ..وهذا يفرض على العالم الاسلامي ان يتم مساءلتهم على هذه الاحداث".
وتابع سماحته: فقد آلاف الاشخاص أرواحهم بسبب عدم كفاءة وسوء ادارة دولة ما والمنظمات التي تتشدق بحقوق الانسان لم تحرك ساكناً، مؤكداً: ليرى الذين يعقدون الامال على المنظمات الدولية حقيقة هؤلاء، أن هؤلاء يثيرون الضجيج بذريعة حقوق الحيوان في حين انهم لاينبسون ببنت شفة حيال مقتل الاف البشر في حادثة ما.
وصرح قائلا: علينا أن نعلم بأن القوى الداعمة لال سعود شريكة لهم في كارثة منى والاحداث المماثلة، فالايادي الاميركية ملطخة بدماء شهداء منى. مؤكدا أن ال سعود يرتكبون هذا الذنب العظيم باسناد من اميركا ولايقدمون الاعتذار كما ان الاميركان شركاء لال سعود في جرائمهم التي يرتكبونها في العرق واليمن والبحرين وسوريا، ومعتبرا أن الدعم الاميركي لال سعود هو الذي أدى الى أن يرتكب هؤلاء الوقحون مثل هذه الخيانة ويطعنوا الامة الاسلامية من الخلف ،مجدداً التأكيد على أن الجناة السعوديين، زجوا بالمصابين في فاجعة منى مع الموتى في حاويات مغلقة وقتلوهم شهداء بدل معالجتهم، وأشار إلى ضرورة المعرفة الصحيحة لحكام آل سعود وحقيقتهم الاجرامية مؤكدا انه على العالم الاسلامي "سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة"، أن يعرف حكام السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة للمادية.
الرئيس الايراني: لن نفرط بدماء شهدائنا في منى، وعلى المنطقة والعالم الاسلامي معاقبة السعودية
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني خلال كلمة له، اليوم الاربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لكارثة منى أن بلاده لن تفرط ابدا بدماء شهداء منى المظلومين وان النظام السعودي اضاف في هذا العام جريمة الصدّ عن سبيل الله الى لائحة جرائمه السابقة، مطالباً كافة دول المنطقة والعالم الاسلامي اتخاذ اجراءات تنسيقية من اجل حلّ المشاكل ومعاقبة الحكومة السعودية.
ووصف الرئيس روحاني كارثة منى بأنها حادثة مؤلمة للجميع، قائلاً:" في العام الماضي استشهد عدد كبير من الحجاج بمن فيهم عدد من الحجاج الايرانيين خلال مراسم الحج، وعلى السلطات السعودية ان تتحمل المسؤولية، ولكن من المؤسف ان هذا النظام استنكف حتى عن تقديم الاعتذار الشفهي للمسلمين والدول الاسلامية، في حين ان الاعتذار والوعد بالتعويض عن تلك المشكلة والتعاطف مع سائر الدول الاسلامية والتعاون معها من اجل توفير الامن لمراسم الحج في المستقبل، كان من شأنه ان يغطي الى حد ما على عدم الكفاءة، مضيفا ان كل ذلك لم يتم".
وأوضح الرئيس الايراني ان المشكلة الموجودة مع السعودية هي اكبر من قضية الحج، وعلى دول المنطقة والعالم الاسلامي ان يقوموا باجراءات منسقة لحل المشكلات الموجودة وتنبيه النظام السعودي، من اجل اجراء حج ابراهيمي مشرف بما للكلمة من معنى، ومن جهة اخرى تتخلص سائر دول المنطقة من دعم هذا النظام للارهاب ويتمكن الشعب اليمني من العيش في أمن وسلام، قائلاً:"لو كانت المشكلة الموجودة تنحصر في الحج وكارثة منى، لكان من الممكن التوصل الى حل لرفعها، ووضعها في المسار الصحيح، لكن من المؤسف، ان هذا النظام ومن خلال الجرائم التي يرتكبها في المنطقة ودعمه للارهاب هو في الحقيقة يقوم بإراقة دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن، حيث يقوم يوميا بقتل النساء والاطفال اليمنيين في غاراته الوحشية".
واعتبر روحاني في الوقت ذاته أن النظام السعودي الذي منع ايفاد الحجاج الايرانيين بشتى الذرائع والعراقيل، وفضلا عن جرائمه السابقة أضاف هذا العام الصد عن السبيل الله الى سجله الأسود، وأضاف: ان مراسم الحج وإضافة الى انها عبادة إلهية كبرى، فإنه ينبغي اتخاذ القرارات في تلك الايام لصالح العالم الاسلامي ووحدة المسلمين، لكن من المؤسف في العديد من مواسم الحج وخاصة العام الماضي، لم نشهد استيفاء مصالح العالم الاسلامي والغايات السامية التي حددها القرآن لمناسك الحج، بل مع الاسف التام تم انتهاك عزة وكرامة وأرواح المسلمين وسحقت تحت الاقدام، وتابع قائلاً:"ان الذين اكتسبوا في العالم ألقابا جميلة لاستضافتهم الحرمين الشريفين، عليهم ان يدركوا ان مسؤوليتهم الاولى هي الاحترام الحقيقي للحرمين الشريفين وزوار الحرمين، واحد واجباتهم الاولية يتمثل في توفير الامن والطمأنينة للحجاج".
وأكد روحاني أن ايران هي الدولة الوحيدة التي استعادت جثامين شهدائها من خلال جهودها ومتابعاتها، معرباً عن أسفه في الوقت ذاته لعدم تسليم جثامين شهداء مراسم الحج الماضي الى العديد من الدول، مشدداً على ان بلاده ستواصل مسارها في دعم المسلمين المضطهدين في انحاء العالم، وستواصل دربها مثلما كانت دوما في المساهمة بتوفير امن المنطقة، معربا عن "امله بأن نشهد في المستقبل القريب استتباب الامن في جميع دول منطقة الشرق الاوسط وخاصة في العراق وسوريا واليمن، وان نشهد اقامة مراسم حج عظيم يتناسب مع شأن العالم الاسلامي وفي إطار آيات القرآن وتعاليمه وسنة النبي الاكرم (ص)".