الوقت - أورد معهد راند الأمريكي في مقال تحت عنوان "السياسات الإسرائيلية تجاه ايران بعد الإتفاق النووي" ان الإسرائيليين وبعد أن أصبح الإتفاق النووي مع ايران نهائيا باتوا يركزون على موضوعين آخرين هما القضية الفلسطينية والأزمة السورية.
وفي مستهل هذا المقال تطرق معهد راند الى المعارضة العلنية للمسؤولين الإسرائيليين مثل نتنياهو للإتفاق النووي مشيرا الى تصريحات الأخيرة التي كانت قد اعتبرت الإتفاق بأنه "خطأ تاريخي كبير"، واضاف المقال: بعد ان كانت "اسرائيل" تعتبر لسنوات الملف النووي الايراني بأنه الأولوية الرئيسية لأمنها القومي وحدثت مشادات قوية بين تل أبيب وواشنطن حول ذلك فجأة غاب هذا الملف عن صفحة رادارات الخطاب السياسي والرأي العام الإسرائيلي بعدما أصبح الإتفاق النووي مع ايران نهائيا.
من المؤكد ان القلق الإسرائيلي تجاه ايران لم يتبدد لكن التركيز على الموضوع النووي استبدل بالتركيز على قدرات ايران على تهديد الكيان الإسرائيلي في المجالات غير النووية وخاصة عن طريق دعم ايران لحزب الله والتواجد الايراني في سوريا وعلى الحدود الشمالية للكيان الإسرائيلي.
ويعتقد معهد راند ان أحد أسباب وضع ايران جانبا من الأولويات الرئيسية للكيان الإسرائيلي بعد الإتفاق النووي هو قلق تل أبيب من توسيع رقعة الإنتفاضة الثالثة وتركيز تل أبيب على هذا الإحتمال.
ويقول هذا المعهد ان السبب الآخر لخروج البرنامج النووي الايراني من الأولويات الرئيسية للكيان الإسرائيلي هو الأزمة السورية، ويضيف المعهد في مقاله: ان العنف في فلسطين ساعد على التقليل من التحدث عن البرنامج النووي الايراني في داخل الكيان الإسرائيلي لكن الحرب والأزمة في سوريا تحولت بسرعة الى القلق الذي يساور معظم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وجاء في المقال أيضا: ان مخطط الهجوم المباشر على المنشآت النووية الإيرانية قد تم وضعه جانبا بشكل كبير لكن الإشتباك العسكري مع ايران مازال ممكنا عبر إشتداد الأزمة في سوريا.
من المحتمل ان يعمد الكيان الإسرائيلي من الآن فصاعدا الى التركيز على قضايا مثل خرق ايران للإتفاق النووي وفرض الحظر على ايران بسبب نشاطات غير نووية.
ويوصي معهد راند المسؤولين الأمريكيين بتعزيز علاقاتهم مع الكيان الإسرائيلي مؤكدا ضرورة تنسيق المواقف والتشاور بين الجانبين بشأن ايران.
ويؤكد مقال المعهد الامريكي: على المسؤولين الأمريكيين ان يراعوا الخطوط الإسرائيلية الحمراء في المفاوضات القادمة بشأن الحل في سوريا وفي الفترة التي تلي الأزمة وخاصة في المفاوضات مع روسيا، ورغم ان التوصل الى حل دائم للأزمة السورية يبدو صعب المنال لكن حصول اتفاق نهائي يمنع تواجد ايران أو حزب الله بشكل دائم على الحدود الإسرائيلية يمكن ان يمنع زعزعة الإستقرار في المستقبل.
وفي ختام المقال يوصي معهد "راند" ان أمريكا تستطيع ان تضع الإسرائيليين خلال العقد القادم في صورة إلتزام ايران بالإتفاق النووي أو تقترح على الإسرائيليين عقد اجتماعات إستخباراتية منظمة معهم لتزويدهم بمعملومات عن برامج ايران غير النووية وخاصة البرنامج الصاروخي الايراني الذي يقلق الإسرائيليين كما يمكن للرئيس الأمريكي القادم ان يشكل مجموعة عمل يخطط لإنهاء وفسخ الإتفاق النووي ويتشاور مع الإسرائيليين بهذا الشأن في مراحله الأولية.