الوقت- اعتبرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية أن التصريحات التركية عقب التفجير الدموي في مدينة غازي عنتاب، كشفت عن قائمة الأعداء الجديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ لم يعد الأسد مدرجا على القائمة.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب المعروف، روبرت فيسك، أن الرئيس التركي سارع بعد تفجير غازي عنتاب الى اتهام تنظيم داعش باعتباره المشتبه به الأول في الوقوف وراء الهجوم، وربطت تصريحات أردوغان بتصريحات محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي، الذي ووصف مذبحة غازي عنتاب بأنها "همجية"، وهاجم تنظيمات إرهابية تستهدف تركيا، ومنها حزب العمال الكردستاني، "وداعش"، وأتباع الداعية المعارض فتح الله غولن.
واعتبر روبرت فيسك أن هذه القائمة غريبة، والأكثر من ذلك يكمن في عدم وجود اسم الرئيس السوري بشار الأسد على تلك القائمة، على الرغم من محاولات أردوغان الدؤوبة لتصفية خصمه خلال السنوات الماضية.
وأضاف الصحفي البريطاني، في مقالته: "لن يثق سوى القليل من الأتراك بوجود أي صلة مباشرة للنظام السوري بتفجير حفل الزفاف في غازي عنتاب. لكن يبدو أن السلطان أردوغان بعد رحلته إلى سان بطرسبورغ للقاء القيصر فلاديمير، أدرك أن عليه أن يقلص عدد أعدائه".
وتابع فيسك أن قادة المعارضة السورية المقيمين في تركيا يشعرون بقلق شديد من تقارير عن مفاوضات سرية تجري بين دمشق وأنقرة عبر وسطاء يثق بهم كلا الطرفين. وذكر في هذا الخصوص تصريحا صدر عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قبل وقوع محاولة الانقلاب، حول أن تطبيع العلاقات مع سوريا أمر لا مفر منه.
واستطرد أن "حب أردوغان الجديد للأم روسيا"، يأتي مقابل ثمن معين. وأعرب عن قناعته بأن بوتين بحث مع أردوغان خلال لقائهما في بطرسبورغ علاقاته مع بشار الأسد ودور تركيا في محاولات سحق الحكومة السورية التي تدعمها موسكو بقواتها المسلحة، وتساءل: "هل من الممكن أن يكون السلطان يفكر في استعادة صداقته القديمة مع أسد دمشق؟ كونوا واثقين – إنه يفكر في ذلك فعلا".
وحمل الكاتب أردوغان و قراره الشخصي الخاص بالانجرار في الحرب السورية المسؤولية عن الأوضاع الحالية والتفجيرات في تركيا، مشيراً الى أن تركيا وبعد فشل الانقلاب تبدو أكثر تشابها مع باكستان بحيث تتحول يوما بعد يوم إلى مصدر رئيسي للجهاديين إلى أفغانستان.
وختم روبرت فيسك مقالته بالقول :"مثل سوريا التي لن تكون أبدا مثلما كانت قبل الحرب، فلن تعود تركيا إلى حالتها السابقة حتى بعد انتهاء الصراع، سيكون من المثير أن نرى من سيشغل منصب رئيس تركيا عندما يأتي هذا اليوم".