الوقت- کتبت صحيفة إيطالية تقريرا حول الأحداث التي تجري في مدينتي الرقة ومنبج في سوريا وعن مخطط كردي للسيطرة على مدينة الرقة بالتعاون مع القوات الأمريكية مشيرا بأن تحرير منبج كانت خطوة أولى لشن هجوم أوسع فيما بعد.
ويشير التقرير الذي نشر في صحيفة "لاستامبا" الإيطالية إلى أن الهدف الرئيسي من معركة منبج التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، يكمن في السيطرة على الرقة، معقل تنظيم "داعش" الرئيسي في سوريا.
وأَضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات كبيرة للوحدات الكردية، تمثلت في أسلحة وذخائر وتدريبات عملية، إلى جانب إرسال ما يقارب من 300 جندي من القوات الخاصة الأمريكية لتتولي عملية التدريب وقيادة الصفوف الأولى. ولكن هذه المجموعة لم تكن جاهزة في منتصف شهر أيار، لأسباب سياسية وعسكرية.
وأشارت الصحيفة الايطالية إلى أن معركة منبج كانت، من وجهة نظر عسكرية، بمثابة تدريب اختباري أقل تكلفة وخطورة من معركة الرقة، وفرصة لقطع الاتصالات بين المركز الحدودي لمدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة التنظيم؛ ومعقله في الرقة.
أما من وجهة نظر القوات الكردية، التي تشكل نحو ثلاثة أرباع مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية"، فقد اعتبرت معركة منبج من أكثر المعارك المستهلكة سياسيًا؛ لأنها ترى فيها موطنًا لمجموعات كردية كبيرة، وباعتبارها أهم موقع استراتيجي لتنظيم "داعش" يتنافس عليه مع كانتوني عين العرب وعفرين الكرديين.
وذكرت الصحيفة أن الأكراد كانوا يسعون إلى استكمال العمل على إنهاء سيطرة التنظيم في جرابلس التي تضم 20 ألف مواطن، قبل البدء في الهجوم على الرقة، ولكنهم كانوا مطالبين بالتقيد بخريطة الطريق التي وضعتها واشنطن والتي تهدف من خلالها للقضاء على تنظيم الدولة في سوريا والموصل، قبل 8 تشرين الثاني القادم.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن المشاكل لا تزال محيطة بالأكراد وتكلفهم الكثير من الخسائر، حيث لم تملك القوات الكردية القدرة، على الرغم من التدريبات، على شن هجوم على مدينة تضم نصف مليون مواطن وتحيطها قوة النخبة التابعة للتنظيم من كل جهاتها.
وأضافت الصحيفة الايطالية أنه من الأسباب التي جعلت الأكراد يبدأون بمدينة منبج في معركتهم للسيطرة على الرقة، تفاوت عدد مقاتلي التنظيم المنتشرين في المدينتين، حيث ضمت منبج 1500 مقاتل من التنظيم، ظلوا يقاومون لمدة 73 يوماً، بينما تضم الرقة قرابة 4 آلاف مقاتل ويسعى التنظيم لرفع في هذا العدد ليصل إلى 8 آلاف مقاتل.
وفي هذا الصدد، يقول ناشطون في المعارضة المسلحة أن عناصر التنظيم انتقلوا إلى مدينة القائم، على الحدود السورية العراقية، والتي تعد ثالث معقل لتنظيم "داعش"، بعد الرقة والموصل، بينما أفادت مصادر عراقية أن أبو بكر البغدادي يعمل على تفادي تواجده في المدينتين.