الوقت- خرجت الصحف الغربية والعالمية لتتحدث عن أخبار المنطقة والعالم. فيما أولت الصحف اهتمامها لمعركة حلب و جاء موضوع اللقاء التركي الروسي، كأحد المواضيع الحاضرة في الإعلام الغربي لأهميته. الى جانب مواضيع أخرى اخترناها لكم بموضوعية لننقل وجهة نظر الصحافة كما جاءت. فماذا في أهم مواضيع الصحف الغربية لهذا اليوم؟
الغارديان: بوتين وكرامة روسيا، والعلاقات التركية الروسية
كتب "شون وولكر" في صحيفة الغارديان مقالاً تحت عنوان "اجتماع بوتين وأردوغان بعد المواجهة الجليدية"، تحدث فيه عن اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء. وأضاف وولكر، أن بوتين وأردوغان يجتمعان للمرة الأولى، منذ إسقاط تركيا للطائرة الروسية في شهر تشرين الثاني، في حادثٍ أدى لقطع العلاقات بين الدولتين. كما أشار الكاتب الى أن الرئيس التركي، سيزور سان بطرسبرغ اليوم، بعد مرور شهرٍ على الإنقلاب الفاشل في تركيا، وفي ظل سياسة حديدية في التعاطي مع الداخل، تضمنها تطهيرٌ انتقده الغرب وأدى لتوتر العلاقات بين تركيا والدول الغربية.
وبحسب الكاتب، سيستغل بوتين اللقاء كفرصة لإعادة العلاقات بين الطرفين التركي والروسي، خصوصاً بعد توتر العلاقات بين أردوغان والغرب. وهو ما يُثبته قيام بوتين بالإتصال بأردوغان أولاً بين كل رؤساء الدول، داعماً إياه في مواجهة الإنقلاب.
في مقال آخر للكاتبة "ناتالي نوغاريد"، تحت عنوان "بوتين يقصف حلب لاستعادة كرامة روسيا"، أظهرت فيه الكاتبة رأيها حول تفسير الحملة العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، حيث ركزت على عدة أشياء. وهي تأكيد بوتين لحساسيته من الإنتفاضات الشعبية، ومحاولته تأمين آخر نفوذ لروسيا في العالم العربي، وسعيه لصرف الإنتباه عن أزمة أوكرانيا لمعاكسة التوجهات الغربية، والسعي لتقوية نظامه الداخلي بإظهار قوته العسكرية. وأشارت الى أن سعي روسيا اليوم لدعم النظام في حلب، يُثبت أن بوتين يعتبر سوريا المكان الذي يريد أن يمحو فيه هزيمة الإتحاد السوفياتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي بحسب تعبيرها. بالإضافة الى سعي بوتين ضحد مزاعم الرئيس الأميركي باراك أوباما حول محاولة كسر روسيا. لتنتهي بالقول أن سوريا تعني لروسيا، فرصة إستعادة القوة.
نيويورك تايمز: مراكز الدراسات الأمريكية ليست محايدة
نشرت صحيفة نيويرك تايمز بالتعاون مع "مركز نيو إنغلاند" للصحافة الإستقصائية، تحقيقاً لقي العديد من ردات الفعل، نتيجة ادعائه بأن مراكز الأبحاث في أمريكا، والتي يهتم العالم بالدراسات التي تقوم بها، لإعتبار أنها دراسات علمية موضوعية مُحكَمة، هي ليست كذلك، بحيث يفرض الممولون والمانحون أجندة معينة، للوصول لنتائج ما.
وأوردت الصحيفة في تقريرها الإستقصائي، العديد من الأمثلة والتي كان من بينها، "معهد بروكنغز للأبحاث" في واشنطن، والأهم في العالم بحسب إحصائيات 2016. حيث أن العلاقة بين المعهد وشركة "لينار كوربوريشين" إحدى أكبر الشركات الأميركية في مجال تشييد المنازل، تدل على ذلك. وادعى التقرير أن الشركة، كانت تسعى لكسب تصديق السلطات الأمريكية المختصة على تنفيذها لمشروع عقاري في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، تبلغ تكلفته ثمانية مليارات دولار، فقامت بإستخدام علاقاتها مع معهد للترويج لمشروعها من أجل كسب رخصة المشروع. فيما قامت بالمقابل بالتبرع للمعهد، بما يقارب 400 ألف دولار. واتهمت الصحيفة المعهد بأنه يُرسل كل دراسة يُعدها، الى المتبرعين الذين يوافقون على نتائجها، قبل نشرها.
الأبزورفير: إخطاء الغرب ولَّدت داعش في سوريا
أقرَّت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، بأنه إذا كانت الإجراءات الدبلوماسية الدولية تتسم بالجفاف والتعقيد والسرية حيث تجري في الكواليس، فإن نتائجها بالمقابل قد تأتي كارثية بحيث يمكن أن يلمس الجميع آثارها، لا سيما اليوم في سوريا، حيث سارت الإجراءات في الاتجاه الخاطئ. وأعطت الصحيفة مثالاً لذلك، حول تردد ألمانيا عام 1991 في الإعتراف بإستقلال كرواتيا، مما أدى لإندلاع الحرب في البوسنة.
واليوم، تُعتبر سوريا بحسب الصحيفة المثال الآخر الأمثل على أخطاء الغرب الدبلوماسية على الصعيد الدولي. حيث أدت الحرب المشتعلة في سوريا، الى سقوط أكثر من ربع مليون إنسان وتشريد وتهجير أكثر من نصف السوريين. وكل ذلك يعود بحسب الصحيفة، الى الأخطاء التي ارتكبها صناع القرار في أوروبا وأمريكا والدول العربية أيضاً، تجاه الرئيس بشار الأسد منذ العام 2011. وهي أخطاء لا يمكن إحصاؤها.