الوقت- عمد المسؤولون العسكريون الامريكيون والعراقيون في الاسابيع الماضية الى تسريع المفاوضات بينهم من اجل التنسيق لشن عمليات واسعة ضد تنظيم داعش الارهابي ويبدو ان هناك تحضير لمعركة استهداف تنظيم داعش في مدينة موصل شمالي العراق لكن هناك جهات قد اعلنت بأن الامريكيين يتقاعسون عن تدريب القوات العراقية كما يجب وكذلك تزويدهم بالسلاح اللازم لمعركة الموصل الكبيرة.
وقد اشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الى المحادثات بين مسؤولين عسكريين عراقيين وأمريكيين لكنها قالت في الوقت ذاته ان القادة والجنود العراقيين وضباط الشرطة الذي يمكنهم أن يلعبوا دورا مركزيا في أي هجوم أثاروا شكوكا إزاء جاهزية القوات البرية في العراق.. قائلين إن الجيش يكافح لاستعادة البلدات، حتى الصغيرة منها والتي تشكل تحديا أقل من ذلك الذي يواجهونه لاسترداد الموصل وهي ثاني أكبر مدينة في العراق والتي لا تزال مليئة بالمدنيين ويدافع عنها مسلحو داعش بقوة.
من جانبه يقول مستشار أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني "يظهر تقييمنا للوضع أن الهجوم ضد الموصل ليس وشيك الحدوث"، وأن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت لتدريب قوات الأمن.. مشيرا إلى أن هناك حاجة لبذل الحكومة المركزية في العراق، مزيدا من الجهد، لكسب تأييد السكان السنة المحليين والقبائل حول الموصل.
ونقلت الصحيفة الامريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم يحاولون تحقيق التوازن بين رغبة الحكومة العراقية في التحرك بسرعة نحو الموصل مقابل المخاوف الحقيقية بشأن تكرار الأخطاء التي أدت إلى انهيار الجيش العراقي، وبين انتصار داعش السريع.
ونسبت إلى مسؤول أمريكي في بغداد قوله إن "هناك قوة نفسية تجتاح البلاد لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن"..مضيفا أن المسؤولين العراقيين"ملتزمون" بالتحضير للهجوم، غير أنه أكد لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤول الأمريكي، تحدث على شرط عدم الكشف عن هويته لحساسية مناقشة التخطيط لشن عملية عسكرية في المستقبل، ورأت أن أي محاولة جادة للتحرك ضد مقاتلي داعش في الموصل، يستلزم تنسيقا وثيقا بين المؤسسات الحكومية والقوات التي قلما توحدت، بما في ذلك وحدات من قوات الأمن العراقية وكذلك المقاتلين القبليين والأكراد، والوزارات الحكومية المختلفة.
ويمكن الاستنتاج من كلام هذا المسؤول الامريكي بأن الامريكيين ليسوا متحمسين لتحرير الموصل على العكس من العراقيين، وفي هذا السياق يقول الناشط العراقي أياد فاضل الذي ينتمي الى وحدة العمليات الخاصة التي يدربها الامريكيون ان التدريب الذي يقدمه الامريكيون للقوات العراقية ضعيف جدا وان العناصر العراقية يتم ارسالهم الى جبهات القتال بمجرد اطلاقهم رصاصتين فقط اثناء التدريب.
ومن المستبعد ان يكون تنظيم داعش الارهابي متجاهلا لاهمية استعادة القوات العراقية مدينة الموصل، وقد اعلن سكان الموصل ان داعش اتخذ خطوات واجراءات من أجل تعزيز دفاعاته في المدينة تشمل تحصين مداخل المدينة بجدران اسمنتية وحفر خنادق عميقة حول المدينة، وقد اعلن مسؤولون في كردستان العراق انهم نجحوا في قطع امدادات داعش من شمال الموصل لكن ما يبعث على الاستغراب هو عدم تحرك الجيش العراقي من جنوب الموصل لتضييق الخناق على داعش في الموصل.
وفي التطورات الاخرى قال مصدر عشائري إن تكاليف مغادرة مدينة الموصل بلغت حوالي ألف دولار أمريكي، بعدما أعلن تنظيم داعش المسيطر على المدينة منع السكان من المغادرة لأي سبب.
وقبل ذلك كان داعش يسمح بمغادرة المدينة بعد إجراءات متشددة، من ضمنها الكفالة، حيث يتكفل شخص أخر للشخص المغادر، أمام المحكمة الشرعية التابعة للتنظيم، ويوقع أمام المحكمة متعهدا بعودة الشخص المغادر إلى الموصل بعد الانتهاء من عمله أو العلاج.
وقال الشيخ أحمد الطائي، أحد وجهاء العشائر من الموصل إن "بعض العوائل من سكان الموصل تمكنوا من الحصول على السماح بالمغادرة إلى بغداد من داعش عن طريق بعض عناصر التنظيم"، مبينا بأن كلفة الحصول على رخصة السماح بالمغادرة تتراوح من 500 إلى 1000 دولار أمريكي.
وهكذا يبدو ان التحضير لمعركة تحرير الموصل سيطول اكثر مما كان متوقعا او كما اعلنت بعض الجهات الرسمية وذلك بسبب عدم الرغبة الامريكية في حسم الامور سريعا، ويمكن الاشارة في هذا السياق ان المسؤولين الامريكيين كانوا يتحدثون عن عدة سنوات من القتال ضد داعش حينما شكلوا تحالفهم الدولي لشن الحرب على تنظيم داعش الارهابي.