الوقت – وجهت وسائل الاعلام التركية الموالية للحكومة اصابع الاتهام نحو امريكا بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي حصل في هذا البلد وقالت ان اجهزة المخابرات الامريكية دعمت الانقلابيين.
فمع فشل الانقلاب الاخير في تركيا وحملة الاعتقالات الواسعة التي حصلت في اوساط العسكريين وسلك القضاء وعناصر الامن وشملت اكثر من 8 ألاف شخص نشرت وسائل الاعلام الموالية للحكومة التركية تقاريرا تحدثت عن وجود دور امريكي خلف الكواليس في هذ الانقلاب.
واشارت بعض وسائل الاعلام التركية الى تغريدات موقع "استراتفور" الاستخباراتي الامريكي على صفحة تويتر في الليلة التي شهدت وقوع الانقلاب وقالت ان صفحة تويتر هذا الموقع الامريكي كانت نشطة للغاية في تلك الليلة ونشرت لعدة مرات خرائط متعلقة بالتطورات الجارية في تركيا ومنها خريطة مسار حركة طائرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من مدينة مارماريس في بحر ايجه نحو مطار اسطنبول.
ان هذه الوسائل الاعلامية التركية اشارت الى اداء هذا الموقع الامريكي في السابق واعتبرته تابعا لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية السي اي ايه واكدت هذه الوسائل الاعلامية ان التنبؤات السابقة لهذا الموقع الامريكي في السنوات الاخيرة تحققت كلها دون استثناء، وتقول وسائل الاعلام الموالية للحكومة التركية ان التنبؤات السابقة لموقع استراتفور حول قضايا مثل حرب العراق والتطورات في سوريا والاتفاق النووي مع ايران كلها تحققت وهذا يدل بأن هذا الموقع لا يتنبأ بل انه مرتبط بمصدر معلومات هام جدا مثل السي اي ايه.
وتقول وسائل الاعلام التركية هذه ان الموقع الامريكي قد تنبأ في مقال نشره قبل نحو 8 اشهر بوقوع انقلاب في تركيا، كما اشارت هذه الوسائل الاعلامية الى الزعيم الديني التركي فتح الله غولن الذي يسكن في ولاية بنسيلفانيا الامريكية وقالت ان هذه الشخصية المناوئة لحكومة رجب طيب اردوغان هي التي دبرت الانقلاب وان اقامة غولن في امريكا وعدم تسليم الحكومة الامريكة لغولن الى السلطات التركية يعتبر مؤشرا على دعم امريكا للانقلابيين.
واشارت بعض وسائل الاعلام التركية الى خطة السي اي ايه لتقسيم تركيا وايجاد حكومة كردية مستقلة في الشرق الاوسط واضافت ان الادارة الامريكية وجهاز السي اي ايه قد قامت بخطوات في اطار هذه الاستراتيجية وان دعم الانفصاليين الاكراد ودعم خطة الانقلاب الاخير في تركيا يأتي ضمن سياق هذه الخطوات.
لقد تغيرت لهجة ونبرة وسائل الاعلام التركية المؤيدة لحكومة اردوغان بشكل واضح خلال الايام الـ 4 الماضية ووجهت انتقادات حادة لأداء الادارة الامريكية فيما يتعلق بالتطورات الاخيرة التي شهدتها تركيا.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ردا على انتقادات بعض وسائل الاعلام التركية والمسؤولين الاتراك لوجود فتح الله غولن في امريكا، ان المسؤولين الامريكيين مرتبكون وان تزايد مثل هذه الانتقادت دفعهم نحو مناقشة قضية دور فتح الله غولن في هيكلية السلطة والسياسة في تركيا.
وتقول هذه الصحيفة انه فيما يتعلق باقامة غولن على الاراضي الامريكية هناك نظرتان مختلفتان بين المسؤولين الامريكيين، وان النظرة الاولى هي ان غولن رجل دين متقدم في السن ويبلغ 77 سنة وهو يريد قضاء آخر ايام حياته في هدوء وراحة والانشغال بالعبادة ولذلك اختار منطقة بنسيلفانيا الامريكية، وتؤكد وول ستريت جورنال ان غولن أكد في رد مكتوب على هذه الصحيفة يوم الاحد الماضي على هذا الامر.
اما النظرة الثانية هي ان غولن ناشط سياسي وتاجر ذكي ونشط وزعيم لحركة اجتماعية ودينية كبيرة لها انصار كثيرين في تركيا وان القوى الموالية له متغلغلة في المؤسسات الهامة مثل الجيش والشرطة والسلطة القضائية التركية.
وتؤكد وول ستريت جورنال ان المسؤولين الامريكيين الذين يواجهون الانتقادات خلال الايام الماضية هم الان في صدد مراجعة الامر والوقوف بدقة على أداء غولن ومعرفة تحركاته واعداد رد على المطالب والاتهامات التركية، ويحرص مسؤولو البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية في الايام الاخيرة على تجنب تصعيد التوتر مع تركيا حول هذا الموضوع.